أحتاجدك أيها الغائب الحاضر , حلمت بك كثيرا , من الثانية عشر ربيعا ..
تتغير ملامحك كلما تقدم الزمان , لكن قلبك كما هوفقط تصقله التجارب ..
هل تدري أني رسمت ملامحك , طولك , كلماتك , حنانك , تفكيرك , حماسك , مبادئك , عشقك ..
رسمت البحر الي مريناه , الغزل الي عشناه ,الحقيبة هل تذكرها , والتضحيات , وأحد الأيام , وممرات الحي , والبيت الأنيق , ودموع الشوق , وأشياء أخرى ..
في مراهقتي نسجتك مجاهدا تودعني للجهاد .. وفي مرحلة عمرية كنا عاشقين نسافر حيث نشاء ..
كل أروقة شخصيتك زرتها , أحاكيك في خواطري , أنت في ثنايا نفسي لم تغب قط ..
متفاهمين متناغمين , نكمل بعضنا لحد يشبه الكمال ..
أحببتك قبل أن أراك حقيقة , وأعلم بعشقك لي , ولكن مع هذا كله لم تحضر , ولم أجدك !
ربما أنت قريب مني لكني لا أراك أو بعيد , كلاهما سواء لأنا لم نلتقي !
فالقدر لم يحن بعد ..
التفت من هذه الجهة وجهة أخرى , بين الوجوه الغريبة , ومن فوق الأسوار , أفتش في كل مكان , لعله هذا , لا هذا , بل ربما خلف هذا الباب ... تسارعت نبضات قلبي وتعبت.. فعلمت حينها أنه فقط لم يحن القدر ..
أعلم أنك تفكر فيني الآن , وتبحث عن قلبي وروحي , فلا أدري مالذي يشقيك , أي شتات تعيشه يجعلك تذكرني وتبحث عني .. لكنك حتى أنت مع قوة شتاتك وبحثك إلا أنك لم تراني حتى الآن !
كم سنبكي اذا التقينا , لأنا في العمر الغائب لم نرتوي قط من بعضنا , لكن السعادة التي سنحيا بها .. ستجبر كل حزن .. وستكون اللحظة عشرات اللحظات نعوض بها سنين الفقد ..
كم سنضحك سويا متقابلين على كوب من القهوة , وأنا أقرئك كلماتي التي أكتبها الآن ..
وستقبض على يدي خوفا من ضياعي مرة أخرى ..
حينها لن يفرقنا إلا الموت .. وسنلتقي بعدها سعداء عند مليك مقتدر
..