احب حسيسها وهي تصلي
وانحنائاتها المتوالية
والسجود!
قبلة الارض لجبين ساجد!
يذكرني بي حين كنت ببطنها
اعتكفت ساجدة عدة شهور بظلماتها الثلاث
انا أمل ذات الأربع سنوات
اسير الهوينة مع ملاكي الأم
واشيع خطواتها اينما ارتحلت دون ان
اتسائل إذا ماكانت تسيربالاتجاه الخطأ
اجدها بعيني كالمعصومين
واخطاؤها فضائل وهي تفعل بحكمه اكيد
وااستنشق بهدوء رحيقا إذا ما لاح وشاحها بوجهي
تعالين معي في رحله الى السوق الكبير
فقد سمحت لي امي الكريمة علي بالذهاب معها رغم انهماكها بشراء مانحتاجه لرمضان والعيد
السوق مزدحم
فرمضان كما يبدو شهر تسوق وترفيه ومتعه لامتناهيه
ترى من اسس هذا الشهر؟ ولم خُصّ بكل هذا التشويق ؟
فعلا رمضان كريم
....
انهمكت امل بملاحقة والدتها كي لا تضيع بين الجمع الغفقير ونسيت اننا بصحبتها
لنراقبها اذن
كانت أمل الجميلة تتأمل طفلات لهن ذات الطول او اقصر او اطول
ويتبادلن الابتسامات بأنف محمر من الخجل ووجنتين متوردتين
ولوي البنان والركض للاختباء خلف عباءة والدتهن والتباهي بهن
"غدا حين اكبر ساكون كأمي الحبيبة وافعل ما تفعل" هذا ماتسره أمل في نفسها
"الله اكبر ..الله اكبر....."
انه اذان المغرب !
فإذا بأمل تسرع للمسجد
عفوا اعني تسرع خلف والدتها التي تحرص عليها ان تجاورها
خوفا عليها من الضياع او الوحشة بدونها
وهاهي تراقب صلاة الشكر
تحدق الطفلة بحركات امها الفاخره
فإذا بها تشيع خطاها
وتكبر تكبيرة الاحرام وتصلي برأس ذهبي منكشف
لكن ما ان همت بالركوع فإذا بها تسمع صوتا مألوفا يقول
"السلام عليكم ورحمة الله...السلام عليكم ورحمة الله"
ياللهول ...انها امها الحبيبة!
فإذا بالطفلة تقطع صلاتها الملائكية لتقول بصوت الرجاء والامل
"لا....لنصلي سويا"
قامت الام بملامح بارده لترتدي ماتنتقب به
فهي تسمع ولكنها منهمكة فكرا بمالم تشتريه لأمل واختها ولنفسها
وتفكر بزوجها الذي قد يتلف لتأخرها على الانتهاء باكرا فهي ذات مهام وادوار متسعه اوسع من
ان تكرس وقتها الثمين بمسايرة طفله
لكن حدث مالم يكن بالحسبان
الطفلة تنهار باكية امام الملأ وتقول
"انت سبقتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ني.....انت سبقتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ني."
ومن كان يهم بالصلاة او انهى صلاته التفتو دون استثناء
كان الامر محرجا للام وجارحا للطفله
عادت لتهدئتها وقالت ماذا تريدين فقالت بهدوء
"اريد ان اصلي"....!
فقالت هيا صلي وانتظرك
الام تغلي فمهامها المرتبطة بالوقت معطله
والطفلة تغلي فصلاتها العظيمه لديها لم تكتمل
فتعود لتبكي بقوة وقهر وهي تقول
"اريدك ان تصلي معي"
أي "شرفيني بمشاركتي افخر الاعمال"
فرفعت الام كفها بقوه لتصفعها بوسط المسجد وتذهب مسرعه
صمتت الطفلةلوهله
"قلبها الصغير لم يدرك بعد استقبال الام لرجائاتها اليائسه"
وهي تمسك بخدها فبكت بعمق القهر وهي تلحق والدتها وكأنها تقول
" اسفه ان كان طلبي سخيفا امي سامحيني لم اعلم ان الدنيا اهم من صلاة شكري يامهجة فؤادي...شكرا على درسك يا حلوتي الجميلة"
اما المشاهدين بالمسجد انهمكوا وكان شيئا لم يكن
وذهبوا ليكملو التسوق
انتهت
موقف رأيته البارحة في مسجد السوق ..!