الزوج اليتيم والزوجة اليتيمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله للعالمين وآله وصحبه أجمعين
في درس أعماق اليتيم تشرفت بالتفاعل والرد منكم وفقكم الله
http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=251027
. وسألتني الابنة فاكهة الشتاء كيف تعمل مع زوج نشأ يتيما مهمشا. فاستأذنتها بالرد في درس متستقل لحاجة الموضوع للتوسع ولتعميم الفائدة
في الغالب ترغب الزوجة برجل تكون له صفاة والدها لعمق مكانته عندها وكذلك الزوج يرغب أن تحمل زوجته صفات والده لعمق مكانتها عنده.
واليتيم واليتيمة يفتقد الأم أو الأب أو يغتقهما وهنا تدور محاور حياته على هذا الموضوع ويشعر بخوف عظيم وفقد الانتماء وهذا الفقد يسبب ارتباك نفسي ويجعل بداخله طفل يصرخ ويكبر ويتقدم في الحياة
ويتزوج وفي كل موقف يربط أي وضع يكون فيه بهذا المفقود فالطفل بداخله يصرخ وحتى يتقدم به العمر ويصل لمرحلة الجد وتكبر شجرة عائلته وينظرون له بقيمة كبيرة ويظل الطفل يصرخ بداخله أنا يتيم فيروي للأولاد والأحفاد قصة اليتم وما مر به (كما ذكرت إحدى الكريمات عن والدتها يتيمة الأب )
ويضل الطفل بداخله يبكي كلما جاء ذكر الأم وما أطيب ذكر الأم ووالله كأنه نفس لي
بعد هذا نرجع
الزوج اليتيم والزوجة اليتيمة
تشعر الزوجة بمسحة الحزن في وجه زوجها اليتيم وكذلك يشعر الزوج بمسحة الحزن في وجه زوجته اليتيمة
فهل تكون الزوجة أما للزوج اليتيم والزوج أبا للزوجة اليتيمة ليعوضا اليتم ؟
هذا السؤال نتوقع الإجابة بنعم ففي الغالب نسمع أن الزوجة تقول انا زوجتك وامك وحبيبتك وكل شي لك بالدنيا وكذلك يقول الزوج.
والجواب الصحيح هو الفصل بين هذه الشخصيات فمن يسمع المتحدث ليس هو الزوج الكبير العاقل المدرك
بل الطفل داخله وكذلك الطفلة داخله.
فلن يقبل بأم موجودة أو أب موجود لأنهما غير موجودين ومن معه الزوجة بالنسبة للزوج والزوج بالنسبة للزوجة
يشعر الزوج اليتيم والزوجة اليتيمة بفقد الانتماء ومنه ينشأ الشعور بالنقص والتهميش وعليه ينشأ الإنكسار
لذلك يحتاج الشريك مع من يشعر باليتم وما يتبعه لأن يعزز لديه الانتماء ويقوي إرادته لتفعيل دوره في الحياة كزوج وزوجة والتقدم والطموح وإبقاء المفقود من أم وأب كذكرى جميلة يتم تفريغ الشحن النفسي منها بالكتابة النثرية أو الشعرية أو الرسم أو غيرها من مفرغات العاطف.
وتشجيع الذي يعاني من اليتم على بر المفقود بما ينفعه في أخراه وأن ذلك يجعله كأنه موجود معه ويبره كأنه حي
وتشجيعه لأن يكون كما يحب المفقود من والديه مثل أن نقول لو كان والدك أو والدكِ حيا لرجى أن تكوني أستاذة في الجامعة أو ناجحة في الطب وهكذا ونجعل المفقود موجود بالحديث مع دوره الحيوي الواقعي في حياتنا الزوجية ونحاول أن نريه في الواقع أن شعوره بالتهميش غير ملموس في الواقع بل هو من داخله
ولا يعلم كل الناس باليتم ليهمشوه بسببه.
ختاما
نعلم اليتم الحقيقي واليتم المعنوي كما في درس أعماق اليتيم وأنه درجات ولكن الدرس يتكلم بصفة عامة
وألفت النظر لأشد ضغط نفسي في الزوج اليتيم والزوجة اليتيمة وهي صورة نادرة ولكن موجودة
وهي إذا كان الأب قاسيا حال حياته أو الأم قاسية حال حياتها ثم أتاهم الموت
فما هو شعور من يفتقدهم بعد وفاتهم
أترك لكم الإجابة.