الخلوة 2
وضحت معني كلمة خلوة في الدرس السابق
وأنها خلوة عن البشر فقط وفي هذا الدرس
نتحدث عن درجات الخلوة
أعظم الخلوات هي الخلوة مع الله
فالسر عنده علانية ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وهو الغفور الرحيم ويحب الععبد المؤمن ومن تحقيق العبودية الحقة لله أن نعظمه في أنفسنا بالخوف منه وبالرجاء به. عز وجل ومن ذلك الخلوة به سبحانه على كل حال وفي كل زمان وفي أي مكان ولا يهم مع من نكون فانتظار المرأة الصلاة في مصلى بيتها بالذكر والتسبيح وقراءة القرآن الكريم خلوة به عز وجل وانتظار الرجل الصلاة في المسجد خلوة والاستغفار والتسبيح ونحن في السيارة مع غيرنا خلوة والاستغفار والتسبيح والدعاء ونحن مستلقون في الفراش مع أزواجنا خلوة وعندما تضيق بنا الأرض بما رحبت وتذكرنا الله عز وجل فهذه خلوة به عز وجل.
وبحسب من نخلوا به وما نخافه منه وما نرجوه منه يفترض أن يكون بحجمه التفرغ له فالخلوة بالزوج غير الخلوة بالملك من ملك الدنيا فكيف بالخلوة بملك الملوك عز وجل فيجب أن نصرف له القلوب حال الخلوة به ولا يصرفنا بشر أو جوال. ونحوه وهو ما يسمى بالخشوع في الصلاة.
وأعظم بشر خلى بربه محمد صلى الله عليه وسلم واستقبل الدين بالتحنث خاليا في الغار
وورد عن قبله من الأنبياء والرسل عليه وعليهم الصلاة والسلام الخلوة بالله ( إذ نادى ربه نداءاً خفيا ) الآية.
واذا خلونا بأنفسا فالنعم بالكتبة فلا نعمل أو نقل إلا ما يرضي الله ونتعامل على أن الله أعظم الناظرين إلينا
وإذا خلونا بغيرنا فلنكن شهداء لله على أنفسنا وعلى غيرنا ممن معنا بالخلوة ولا نفعل ولا نقل ولا نسمع ولا نقر إلا ما يرضي الله وإن حصل خلاف ذلك فنستغفر ونتب له عز وجل فخلوتنا به سبحانه من التكليف للممات.
وما سبق هو الخلوة الاختيارية ثم ننتقل للخلوات الإجبارية وهي كما قالت الابنة الكريمة خلوة القبر وما بعدها فنخلوا بعملنا إن صالحا أو غيره.
اللهم إنا نسألك حسن العمل والنية والقصد والجهد والدعا ء والإجابة والخلوة بك على ما يرضيك ولجميع المسلمين . وصلّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.