ملكة أميرة ... متمسكة بشروطي
السلام عليكم
أيام بسيطة بعد تخرجي من الثالث ثانوي علمي
تميزي الدراسي مشهود لي به و لله الحمد
في العطلة الصيفية قدمت على الجامعتان الموجودتان في منطقتنا
العطلة الصيفية فيها الأعراس كثيرة
عرس أخي كان أجملها
لأني كنت أرى الناس كل الناس مسرورين جداً في ذلك العرس و لأنه عرس أخي كذلك
زوجته كانت ابنة معلم له في المرحلة الثانوية بالصدفة
أحبها أخي أكثر لما علم بأن والدها هو ذلك المعلم الخلوق و أحبها أكثر لما أخبره والدها بأنه يشتري رجلاً و لا يبيع فتاة و أعاد له جزءً من المهر الذي تقدم به
أخبرني يوم رؤيته لها الرؤية الشرعية أنه لما رأه كادت تبكي من الخوف من شدة الحياء و لم ترفع عينيها عن الأرض
تحملت كثيراً من المسؤوليات في تلك الليلة ليلة عرس أخي
عدت مرهقة جداً لا تكاد تحملني قدماي
في تلك الليلة فكرت و لأول مرة
هل كنت سأكون بجمال زوجة أخي لو كنت بالفستان الأبيض أجلس على ذلك الكرسي الملكي فوق المسرح
أي سعادة تلك التي كانت تغمر قلبها لتعلو وجهها الطفولي تلك الإبتسامة
في الصباح يبشرني والدي لقد قبلتك الجامعة بتخصص اللغة الإنجليزية
قمت فرحة من فراشي
لا أخفيكم سراً ... في تلك اللحظة لم يكن القلب خاوياً لتملأه فرحة القبول وحدها
كان فيه شيئ من خيالات طيفي أسير بفستان العرس الأبيض الزاهي
أيام تبقت على الجامعة
اشتريت ما أحتاجه من القرطاسية
تجهزت مع والدتي بالملابس المناسبة للجامعة فلم يعد المريول هو ما نرتديه
في معمعة الدراسة و تعقيداتها الجديدة عليَّ و تغيِّر أوقات الدوام انقلبت ساعات نومي
كنت أظطر للنوم بعد العودة من الجامعة على غير عادتي كنت لا أحب النوم في غير الليل
في يوم الأربعاء الذي لا زلت أذكره
دخلت والدتي حجرة نوم إخواني الصغار و أقفلت على نفسها الباب
لم تتنبه أني نائمة في الداخل لنحل جسمي المتلفف بالفراش أو لم يخطر على بالها أني سأنام في غرفة إخواني هرباً من إزعاج أختي و مكيف الغرفة الجليدي
استيقظت على صوتها تتحدث مع إمرأة و تصنعت النوم حتى لا تشعر بي بعد أن استمعت إلى نصف المكالمة
سيكون العقاب مضاعفاً لو علمت بأني أستمع الآن
المرأة بالهاتف تسألها فتجيب أمي
إسمها سارة
بين الــ19 سنة و العشرين سنة
حنطية
ليست طويلة لكنها نحيلة شيئاً ما و سترونها في زيارتكم
تدرس إنجليزي سنة أولى
الأربعاء القادم يعني بعد أسبوع مناسب حياكم الله
لكني سأستشير والدها و أستشيرها و أؤكد لكم
في أمان الله يا مرحبا
هل كنت أنا من تتحدث عنها ؟! هل سأتزوج ؟!
لم أكن مستعدة أبداً
كل مافي الأمر هو أمنيات طفلة بالزواج حتى تلبس فستاناً أبيضاً و تحمل طفلاً و تتفنن في تلبيسه
خرجت والدتي و كنت متجمدة على فراشي أخي مما سمعت
مكثت على الفراش مستيقظة أفكر طويلاً و خرجت بعد ساعتين و كأني كنت نائمة دون أن تنتبه أمي أني كنت في الغرفة
أيام مرت و لم تتحدث معي والدتي
حتى مرت تلك الساعة
فيها شعرت أنني مسؤولة عن قراري لأول مرة في حياتي
نادتني والدتي و دخلت معها حجرتها
كان والدي يبتسم جالس على السرير و هي كذلك
هناك من تقدم لك يا سارة
إسمه ياسر 24 سنة يعمل من سنة تقريباً أخصائي أشعة كانو جيران لنا قبل عشر سنوات انتقلوا من الحي أبوك سأل عنه و أثنى عليه الناس ما رأيك ؟
تجمد لساني حينها و تصنعت أني لم أعلم بالأمر من قبل
قاطعت أمي حبل خيالاتي قائلة سيزوروننا بعد غد و لك القرار بعد ذلك
مر اليوم و الغد سريعان جداً كنت سارحة في القاعة أفكر و لا أذكر من تلك المحاضرات شيئاً
لم أستطع أن أخفي على أعز صديقاتي و ابنة خالتي أروى الخبر فأمها ستكون حاضرة
جاء يوم الأربعاء
جاءت والدة الشاب و أختيه و الشاب و أبيه
في غرفتي مع خالتي تعدني للدخول على أم الشاب و تؤازرني بذكرياتها قبل الزواج
دخلت أختي الصغيرة تضحك و هي تصف لي أم الشاب و إختيه و كيف يتحدثان
لا تدري المسكينة أنها ستفتقد من تكوي ملابسها و تصفف لها شعرها كل صباح
جاءت والدتي تعالي يا فلانة الناس تبغى تشوفك
لا أدري من أين اكتسبت شيئاً من الثقة حينها
لعل حديث خالتي أضفى علي شيئاً من ذلك
سلمت على أم الشاب قبلت رأسها و صافحت أختيه
جلست مقابل والدته سألتني عدة أسئلة بعضها جاوبت و بعضها جاوبته بابتسامة
حدثتني عنه و عن بعض صفاته
أومأت لي والدتي لأعود لغرفتي و عدت للغرفة مسرعة
لحظات و طرقت والدتي الباب الولد يبغى يشوفك موافقة ؟؟
دخل والدي و كأن الأمر متفق عليه بينهما من قبل
سألني فطأطأت رأسي أخفي ابتسامتي و أخذ بيدي للمجلس يضحك يقول لي ياسر يتذكرك و يتذكر إخوانك
قدماي ثقيلتان حينها و لم أكن أشعر بيدي
دخلت المجلس
الشاب يجلس في الزاوية بعيداً
جلست في أول كنبة عند الباب
لم أقوى على تحريك رقبتي للنظر إلى الجهة التي يجلس فيها
غيَّر هو مكانه و جلس مقابلي بعد أن أستأذن أبي
لم تتحرك عيناي إلا اتجاه أبي
سألني ياسر عن تخصصي
لم أقوى على الإجابة
بعدها قال لي تفضلي حياكي الله
مرت الأيام سريعة
اتصلت والدته بوالدتي تسألها عن التفاصيل نادتني والدتي لأجلس بجوارها كانت مكالمة طويلة
اختلفت الوالدتان
إبنتي سارة أميرة غالية عندي أنا و أبوها و بنات عمها ليسوا أغلى منها
هكذا قالت أمي لأم ياسر
انتهت المكالمة و والدتي مغضبة
في هذه الأيام كنت قد انشغلت بالحياة الجامعية
طال الموضوع و لم تخبرني والدتي بأي تطور كنت أستحيي من سؤالها عن الموضوع و ماذا حدث
مر أسبوعين على زيارة ياسر و عائلته
سمعت والداي يتكلمان يوماً من الأيام عن ضعف حالة والد ياسر و أنه مديون بعد أن خسر في تجارته قبل عامين
بعد ثلاثة أسابيع و خالتي عندنا
دخلت على والدتي و خالتي الصالة فقطعا نقاشهما مباشرة
تركتهما و انصرفت حتى يعودا لنقاشهما فقد أفسدته عليهما
عدت لهما بعد أن انهيت عملي في المطبخ
بادرتني والدتي قائلة سنعتذر لأم ياسر
ما عنده مهر إلا 30 ألف فقط و شبكة و يبغى يسوي عرسك باستراحة
و انتي غالية عندنا يا بنتي
بنت عمك خذت 60 مهر
و بنت عمك الثانية قبل 10 سنين ماخذه 70 و فوقه ذهب لامها
و ياسر ما كوَّن نفسه يا بنتي ماله إلا سنة من اشتغل خليه يجمع له سنتين ثلاث و متى ما كون نفسه يجي حياه الله و انتي توك صغيرة ما كملتي العشرين
أم ياسر قالت عطونا فرصة إلى اليوم و للحين ما اتصلت بكرة اذا ما اتصلت نعتذر لهم
كنت قد سمعت عن ياسر من أخي بعد أن سأل عنه أخباراً جميلة جداً
سأل عنه في أماكن كثيرة في عمله في المسجد أصحابه بل حتى زملاء الجامعة قبل أن يتخرج
كل من سألناه عنه أثنى عليه
متميز في كل شيء
لا أخفيكم سراً تخيلت نفسي كثيراً معه أنصت إليه و هو يتحدث
فيه صفات مشتركة بيني و بينه كثيرة كما أخبرني أخي بعد أن جالسه
شعرت بالراحة بعد الإستخارة أكثر من مرة
أمه و اخواته على خلق عالٍ جداً
في الليل جاءنا أخي على غير عادته وحيداً دون زوجته
طلب مني الانصراف و جلس مع أمي لوحدهما في الصالة
دقائق و جاءني أخي في حجرتي
الولد لا يفوت يا فلانة و المهر إذا لم تأخذيه الآن ستأخذينه في الحياة معه
الحياة معه طويلة و الفرصة أمامكم
ثلاثين ألف كافية للتجهز و الإستعداد للزواج
ماذا تريدين أن تشترين ؟
تجهزي لأشهر فقط و ليس لسنتين كباقي الفتيات
صدقيني هذا ما فعلته زوجتي و متى ما أرادت شيئاً جديداً سأشتري لها
مهري لها كان 25 فقط للعلم كما طلب أبوها
راتب الوالد حالياً 6 و سيرتفع مع الوقت
العرس ساعتان و ينقضي و الإستراحات فيها الكفاية و منها ما هو أجمل من القصور
الناس لن تبقى معكم دائما حتى تشترطين قصراً على الولد هو من سيبقى معك طول عمرك
المهم أن يكون الزوج كفئاً و ياسر كذلك و هذا بإذن الله يكون سبب السعادة معه و ليس المهر أو القصر
نصيحة يا سارة أنتي غالية عندي لكن ياسر لا يفوت و كل من سألته عنه قال كذلك و قد لا يأتيك من هو أفضل منه
شروطك اللي انتي حاطتها بتخلي امورك معقدة صدقيني و الشقق الآن غالية و الأثاث غالي
هذا ما أذكره من كلامه
أقنعني أخي بكلامه لكني كنت أرى أن أمي و أبي أعلم بمصلحتي منه و أنا غالية عندهما و بنات عمي ليسوا أغلى مني
و رابته الستة آلاف لن يوفر لي الحياة الكريمة المرفهة فأنا أعيش ملكة في بيت والدي
اعتذرت أم ياسر في اليوم التالي لوالدتي برسالة نصية
" ما في نصيب، الله يرزقكم خير منا "
نسيت موضوع العرس و ياسر تماماً
بعد شهرين
عدت من الجامعة مرهقة جداً في أيام الإمتحانات النهائية للفصل الأول
أمي مغضبة تشيح بوجهها عني و كأني تصرفت بشكل خاطئ
ما الذي فعلته اليوم لتغضب
نمت لساعة كعادتي و استيقظت لأذاكر لامتحان المادة القادمة
أمي طبت مني إعداد القهوة لوالدي
دخلت أمي علي المطبخ وجلست على كرسي طاولة الطعام
تقلب في كفيها و تنظر إلي من الخلف أشعر بها
كأنها تخفي عني شيئاً ما و تتردد في قوله
رتبت القهوة و الحلا في الصينية و وضعتها في الصالة أمام والدي الذي جاء للتو يقلب بالريومت كنترول القنوات
جاءت أمي و جلست معنا
صببت له و لها فنجان القهوة و قدمت له الحلا
لم تستطع والدتي أن تخفي طويلاً الخبر الذي كدر مزاجها اليوم
أفصحت عنه لأبي أمامي
أروى بنت أختي ملكتها الأسبوع الجاي على ياسر اللي خطب سارة !!
خبر نزل علي كالصاعقة
ابنة خالتي أروى التي أخبرتها بأن ياسر سيأتي ليراني قبل شهرين هي خطيبته اليوم و سيملك عليها غداً ؟!؟
كانت والدتي مغضبة و انهالت أمام والدي بانتقاد خالتي
لماذا لم تخبرنا إن في ناس جوهم يخطبون ؟
لم تخبرنا بالشوفة الشرعية و لا بالمهر كم و لا حتى قالت لنا اني في ناس متقدمين لأروى
رد والدي بكل برود و كعادته يحب إستفزاز والدتي
ياسر و النعم و الله تستاهله أروى
اليوم بعد أربع سنوات
ابنة خالتي أروى لديها ابنه أسمتها عائشة على اسم أم ياسر و حامل بابنتها الثانية و ستضع مولودتها عن قريب
أما أنا فستكون رؤيتي الشرعية الأسبوع القادم
تقدم لي شاب إسمه ياسر كذلك
أخصائي مختبرات
راتبه 8 آلاف
عمره 27 سنة أكبر مني بثلاث سنوات
أخبرت والدتي أن تخبرهم بشروطي التي فشل في تلبيتها الشابان اللذان تقداما لي من قبل و كلهم أسماءهم ياسر
يا للصدفة
مهر قدره 80 ألف على الأقل فأنا غالية و بنات عمي ليسوا أغلى مني
طقمان ذهب حتى يعلم أني غالية و يكون لي قدر عنده
سكن مستقل فأنا ملكة في بيت أبي معززة مكرمة
العرس يكون في قصر احتفالات و ليس في صالة فهذه ليلة العمر التي لن تتكرر و لا أريد أن ينتقدني أحد
طلبت من والدي أن يتصل هو بنفسه ليخبر الشاب حتي يرى أننا جادين جداً في الشروط و لن نتراجع
و بالفعل اتصل و أخبره
قبل يوم من الرؤية الشرعية
أرسلت أم ياسر رسالة واتساب إلى والدتي
" ما في نصيب، الله يرزقكم خير منا "
سأظل متمسكة بكل طلباتي
فأنا أميرة ملكة غالية
لن أتأثر بمنظر ابنة خالتي أروى تلاعب أول أبناءها مسرورة به أنجبته بعد ثلاث بنات بعد أن بلغت أنا و إياها السبعة و عشرين سنة فقد تزوجت المسكينة رجلاً راتبه لا يتجاوز الستة آلاف ريال
لن أغبط زوجة أخي فرحة بدخول أكبر ابناءها المدرسة فقد كان مهرها المسكينة 25 ألف ريال فقط و هي أكبر مني بسنتين و أنا ما زلت صغيرة
لن تستفزني نظرات الناس لي بعد ان تأخر زواجي
لن تثيرني مواقف الأمومة و منظر الزوجات يسرن بصحبة أزواجهن
سأظل متمسكة بشروطي حتى و لو تقدم لي ياسر الخامس عشر
فأنا ملكة أميرة ... ملكة أميرة ... ملكة أميرة