رد : فضفضة زوجة أولى
لماذا تتحمل الزوجة الأولى نزق و خرق و جهالة الزوج و قلة خبرته و سذاجته في بداية حياته و فوق هذا ضيق يده و محدودية مستواه ، ؟
و عندما تنضجه السنون و الأيام و ينضجه حلم و صبر و دعم و مؤازارة الزوجة الأولى و ينبت ريشه و ينمو عرفه و يزهو ذيله بألوان الخبرة في الحب و الخبرة في الحياة و ينفش صدره بالمنصب و الجاه و المال ، يبدأ في الصياح ليلاحق دجاجة أخرى ، دجاجة أخرى لم تراه و هو ما زال فرخاً منتف الريش ، تبدو ساقاه كقائمتي خشب من فرط نحفاتهما.
الآن اصبح الرجل كامل الأوصاف الذي لم تعد الدجاجة التي نتف ريشها من كثر طلباته و نزقه و خرقه أن تناسبه، فيلحق بدجاجة أخرى ، تراه رجل حنوناً ، خبيرا بالحب ، رومانسياً ، يعرف كيف يجعل المرآة أن تتهادى و تذوب و تتلوى أمامه كشمعة يحرقها لهيب الحب ، الحب الذي تعلمه في حضن الزوجة و نمى فيه تلميذاً غبيا ، صبرت عليه و بلعت غصاتها احايين كثيرة ، حتى عرف يكتب كلمة حب و بعده بالسنين اصبح يكتب حب برومانسية ، و الآن ها هو يعمل بحث التخرج في حضن الزوجة الثانية ، التي تتسآل بكل استغراب و استعلاء كيف لم تعرف تلك الساذجة أي الزوجة الاولى أن تستخرج من كهف حبه ماس الرومانسية و لآلئ الحنان و سلاسل الكلام العذب؟
هل بالفعل هذا واقعي الذي لن يتغير؟
وهل سأحمل لقب الزوجة الأولى طوال حياتي؟
ألن استيقظ ذات يوماَ لآرى أن هذا كابوس و قد انتهى؟
هل سأظل طوال عمري هو ينعم براحة البال و أنا أشقى بالقهر؟
إذا كان الزواج الثاني حل له مشاكله ، فمن يجزم أنه حل مشاكلي أنا؟
إذا قبلت هي بأن تكون الزوجة الثانية فهذا خيارها ، لأنها تعلم في اللحظة التي تزوجها أنه متزوج، لكن أنا عندما خطبني من أهلي لم أكن أعلم أنه سيتزوج علي، فلماذا يتخذ قرار في حياة نحن مرتبطين بها ؟
لماذا الزواج اشبه ما يكون بغرفة يدخلها الزوجان و يبقى مفتاحها في يد الرجل ؟
فتشعر الزوجة أنها سجينة في سجن كبير اسمه الزواج للزوج أن ينهيه وقتما شاء و أن يفرج عنها لمدة ما و يغير رأيه فيعودها فيه، و يتلاعب بالمفتاح فيدخل في الغرفة من يشاء حتى بدون علم و لامشورة و لا حتى أدنى اهتمام لشريك قبل أن يبقى في هذالغرفة و سلم بأن يبقى المفتاح بيد الزوج ثقة و آمانا.
فمن أين أشعر بالثقة و الأمان و قد سحب بساط راحة البال من تحتي و شاركتني وسادتي زوجة أخرى؟
و آتسآل هل عدم تصديقنا للأمر و شعورنا بأنه حلم هو نوع من الحيل النفسية التي نهرب بها من الواقع ؟
كم سيمضي من الوقت لنشعر أنه بالفعل واقع و نتكيف معه؟
وهل نحن مجبروات على قبول هذا الواقع؟
ما هي البدائل المتاحة لنا في حالة عدم القبول؟
ماذا سنربح و ماذا سنخسر في حالة قبلنا أو رفضنا واقعنا؟
أليست حياتنا هي مجموعة قراراتنا؟
فأي نوع من الحياة سنعيش أن قبلنا أو رفضنا؟
كيف ينبغي أن نكون مع أزواجنا في حالة قبولنا؟
هل الحب بيننا و بين أزواجنا سيوؤد في هذه المرحلة أم أن هناك احتمال لأن ينمو و يزداد؟
من تشعر أنها حبت زوجها أكثر بعد زواجه أو شعرت بأنه أحبها أكثر بعد زواجه؟
__________________
انا لله وانا اليه راجعون