إن أي نزف مهبلي أثناء الحمل يعتبر أمراً غير طبيعي، ويستوجب المراجعة الطبية العاجلة. تراوح كمية النزف من مجرد نقاط صغيرة من الدم إلى كميات كبيرة مصحوبة بوجود جلطات.
يمكن تقسيم النزف أثناء الحمل إلى:
§ نزف مهبلي في النصف الأول من الحمل.
§ نزف مهبلي في النصف الثاني من الحمل.
تختلف الأسباب المؤدية للنزف المهبلي في النصف الأول عن تلك المسببة لذلك في النصف الثاني، وسنتطرق لكل منها فيما يلي:
النزف المهبلي في النصف الأول من الحمل:
تتعرض كثير من النساء للنزف المهبلي أثناء الأسابيع الأولى من الحمل، ويمكن تقسيم الأسباب المؤدية لهذا النزف إلى:
الإجهاض المهدد (Threatened abortion): تعاني السيدة من نزف مهبلي وأحياناً آلام في أسفل البطن والظهر، وعند الفحص الطبي يتبين أن عنق الرحم مغلق، وهنا تنصح الطبيبة السيدة المصابة بالنزف بالراحة إلى أن يتوقف النزف.
الإجهاض المؤكد (Inevitable abortion): يحدث الإجهاض المؤكد عند اجتماع النزف المهبلي مع آلام في أسفل البطن والظهر بالإضافة إلى توسع عنق الرحم منذراً بسقوط الحمل، وفي هذه الحالة لا يمكن عمل شيء لإنقاذ الجنين، وكل ما هناك هو انتظار سقوط الحمل من تلقاء نفسه وعمل تنظيف للرحم بعد ذلك.
الإجهاض الفائت (Missed abortion): ويعني أن الحمل توقف لكنه لا يزال داخل الرحم.
الحمل المهاجر: يعتبر النزف المهبلي في بداية الحمل أحد أعراض الحمل المهاجر وهذه الحالة تعتبر من الطوارئ ولابد من علاجها بسرعة منعاً لحدوث المضاعفات.
الحمل العنقودي: يختلف النزف المهبلي في هذه الحالة عن غيره باحتوائه على أنسجة شبيهة بالعنب، ولذلك سمي بالحمل العنقودي.
يحصل النزف أحياناً في بداية الحمل نتيجة انغراز المشيمة في الرحم، وهذه الحالة لا تشكل خطورة على الأم أو على الجنين، وتختفي دون تدخل طبي.
يحدث في حالات نادرة أن تستمر الدورة الشهرية بشكل منتظم على الرغم من حدوث الحمل، ولا تحتاج السيدة في هذه الحالة لأي علاج.
النزف المهبلي أثناء النصف الثاني من الحمل:
يحصل النزف المهبلي في النصف الأخير من الحمل بسبب مشكلات تتعلق بالمشيمة، وتنقسم إلى نوعين:
أولاً: المشيمة المنزاحة إلى الأسفل (Placenta previa):
تنغرز المشيمة عادة في الجزء العلوي من الرحم، لكن يحصل أحياناً أن تنغرز في الجزء السفلي من الرحم، ويمكن تقسيم المشيمة المنزاحة إلى ثلاثة أنواع حسب مكان انغرازها في أسفل الرحم:
§ المشيمة المنزاحة بشكل كامل إذا كانت في أسفل الرحم وتغطي فتحة عنق الرحم بشكل كامل.
§ المشيمة المنزاحة الهامشية: وهي المشيمة المنغرزة في أسفل الرحم وتغطي جزءًا من عنق الرحم.
§ المشيمة المنزاحة جزئياً: عندما تكون المشيمة منغرزة في أسفل الرحم لكنها لا تغطي عنق الرحم.
ومن أهم أعراض المشيمة المنزاحة: حصول نزف مهبلي دون ألم في النصف الثاني من الحمل، وهنا لابد من بقاء السيدة الحامل تحت المراقبة في المستشفى تحسباً لزيادة النزف التي يمكن أن تشكل خطورة كبيرة على كل من الأم والجنين.
تتم ولادة الأم المصابة بالمشيمة المنزاحة الكاملة قيصرياً، ولا يمكن بأي حال توليدها طبيعياً؛ لأن ذلك يحمل خطر اختناق الطفل أثناء الولادة ويعرض الأم للنزف الشديد ويهدد حياتها، وهذا ينطبق كذلك في الأغلب على المشيمة المنزاحة الهامشية. أما المشيمة المنزاحة جزئياً، وخصوصاً تلك التي يتم اكتشافها في بداية الحمل، فيمكن أن ترتفع إلى الأعلى مع تقدم الحمل، حينها يمكن للحامل أن تلد طبيعياً وإلا فلا بد من الولادة القيصرية.
يعود سبب حدوث المشيمة المنزاحة إلى وجود ولادة قيصرية سابقة، أو في حالة الحمل المتعدد، وأحياناً لا يكون هناك سبب واضح أو معلوم.
وهي حالة طارئة تصيب بعض الحوامل فجأة ودون سابق إنذار، وتشكل خطراً على حياة كل من الأم والجنين إن لم يتم تداركها سريعاً.
وتحدث بسبب انفصال المشيمة عن الرحم لأسباب أكثرها غير معروف. ومن العوامل المؤدية لحدوث الانفصال ما يلي:
§ ارتفاع ضغط الدم.
§ تمزق الأغشية المحيطة بالجنين مبكراً قبل الولادة (premature rupture of the membranes).
§ تعرض الأم لإصابة في البطن.
§ التدخين.
§ تقدم السيدة في العمر مع زيادة عدد مرات الحمل.
§ سوء التغذية.
الأعراض:
تشتكي السيدة الحامل من آلام شديدة في أسفل البطن، يصاحبها نزف مهبلي، (يكون النزف مخفياً في بعض الحالات ويحدث داخل الرحم خلف المشيمة).
تكون الحالة شديدة وخطيرة في بعض الأحيان فيتسارع النبض، ويهبط الضغط وتفقد الحامل وعيها بسبب الصدمة الحاصلة من النزف والألم.
وهنا لابد من التدخل الطبي السريع لإنقاذ الوالدة والجنين من خطر محقق. ويكون العلاج بتوليد الأم بشكل سريع إما بتحفيز الطلق إذا كانت في نهاية الحمل أو بإجراء عملية قيصرية. ومن المهم تعويض الدم المفقود بنقل الدم ذي الفصيلة المناسبة.