عزيزتي هارت..
فاجأتيني لأنني عندما قرأت موضوعكِ عن الخاطب المطلق شعرتُ بأنكِ شخصية قوية تعرف ما تريد جيداً. وحقيقةً أعجبني ذلك كثيراً. على كل حال .. لست شخصية قوية كثيراً يا عزيزتي .. ولكنني في حياتي بشكل عام كنت أعتمد على أمرين رئيسيين .. أعتقد أنهما هما ما مكّناني من تجاوز الكثير من المواقف المؤلمة والسلبية. الأمر الأول: قناعتي بأن كل شيء مكتوب. حياتي بكل ما فيها وبكل تفاصيلها مكتوبة يا هارت عند رب العالمين قبل أن أولد .. هذه الحقيقة جعلتني أتقبل كل شيء يحدث في حياتي .. جعلتني أحمد الله على ما يعطيني إياه .. ولا أحزن على ما لا يعطيني. اعتدت أن أنظر إلى من هم دوني لأدرك أنني ـ وإن شعرت لحين أنني أسوأ من البعض ـ فإنني بكل تأكيد أفضل من البعض الآخر. أعترف أن هذا الأمر اختلّ عندي لبعض الوقت في محنتي الأخيرة .. وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. ولكن قد أكون في طريقي لأن أعود لعهدي بنفسي قريباً جداً إن شاء الله. الأمر الثاني: الاستخارة.. قد تستغربين لو أخبرتكِ بكمّ المواقف والأمور التي استخرتُ فيها .. كبيرها وصغيرها .. لدرجة أنني في مرحلةٍ ما كنت أضحك على نفسي .. وفي مرحلة أخرى استحيت من الله وشعرت أنني أستهبل .. وكنت أقول لنفسي: مصختيها .. مب لهالدرجة. ولكنني فيما بعد ألقيت كل تلك الأفكار السلبية خلف ظهري .. وقلت لنفسي: رب العالمين عز وجل ما حدد لنا أمور معينة نستخير فيها .. لذلك فسأستخير بقدر ما أشاء. أنا إنسانة أخاف المجهول كثيراً .. وتقلقني النهايات لأنني لا أعرف كيف ستكون .. لذلك كانت الاستخارة هي طوق النجاة بالنسبة لي .. وبعدها أشعر براحة واطمئنان تام بغض النظر على النهاية التي أصل إليها. وهذا لا يعني ألا آخذ بالأسباب .. ولا أوازن بين السلبيات والإيجابيات .. أفعل كل ما يتوجب عليّ فعله ثم أستخير. وبالمناسبة .. هي مرة واحدة فقط يا هارت .. أستخير مرة واحدة فقط .. أما أولئك الذي يستخيرون خمسين مرة في أمرٍ واحد فهؤلاء لا أفهمهم. أما موضوع التحرش .. فحقيقةً لا أدعي أن لي دور البطولة في تجاوزه .. وصدقيني لو قلت لكِ إنني حتى هذه اللحظة لا أدري كيف فعلتُ هذا. مع توارد قصص التحرش .. وفضفضة بعض الفتيات المتحَرش بهن والأزمات النفسية التي يمررن بها .. بدأت أشعر أنني ربما أكون إنسانة غير طبيعية .... لماذا لا اشعر بكل ما يشعرن به؟ حتى أنني كدت أطرح هذه المسألة على عمنا رجل الرجال علّه يفسرها لي .. ولكنني تراجعت .. وإن كانت الفكرة لا تزال تراودني. واعذريني يا عزيزتي إن لم أقدم لكِ الكثير. |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|