المحور الأول : قراءةُ القرآن بتدبرٍ مع الفهمِ لمعانيه والتعقلِّ لأسراره وحكمه ،
ولهذا فإن رجلاً من أصحاب نبينا استجلب محبة الله بتلاوة صورةِ الإخلاص ,
فظلّ يرددها في صلواته، فلما سُئل عن ذلك قال:
إنها صفةُ الرحمن , وأنا أحبُ أن أقرأها ، فقال النبي " فأخبروه أن الله يحبه" [ رواه البخاري ] .
المحور الثاني : التقربُ إلى الله جل وعلا بالنوافل , بعد الحرصِ العظيمِ على
الإلتزامِ بالواجبات والوقوفِ الجازمِ عند الحدود والفرائض ,
فرسولنا يحكي عن رب العزة جل وعلا أنه قال " من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب ،
وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحبَّ إلي مما افترضته عليه ,
ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبَه , فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به
ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها , ولئن سألني لأعطينه, ولئن استعاذني لأعيذنه" [ رواه البخاري ] .
المحور الثالث : دوام ذكر الله جل وعلا على كل حالٍ ، ذكرٌ باللسان والقلب والعمل ,
فربنا جل وعلا يقول { فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ } سورة البقرة
ونبينا يقول " إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت به شفتاه" [ رواه ابن ماجه بسند صحيح ] .
المحور الرابع : إيثارُ محابِ الله جل وعلا ومحابِ رسوله على محاب النفس عند غلباتِ الهوى
والتسنمُ إلى محافه عز وجل وإن صَعُب المرتقى ,
فيؤثر العبد رضا الرحمن عز وجل على رضا غيره , وإن عَظُمت فيه المحن , وثَقُلت فيه المؤن ,
وضَعُف عنه الطول والبدن ،
يقول ابنُ القيم رحمه الله " إيثار رضا الله جل وعلا على غيرِه هو عن أن يريدَ العبدْ ويفعلَ فيه مرضاتُه ,
ولو أغضب الخلق , وهي درجة الإيثار , وأعلاها للرسل عليهم صلواتُ الله وسلامه , وأعلاها لأولي العزم منهم ,
وأعلاها لسيد الخلق محمدٍ "
المحور الخامس : أن يطالعَ القلبُ أسماءَ الله وصفاتِه , وأن يشاهدها ويعرفها ,
ويتقلبَّ في رياض هذه المعرفة ، فمن عرف الله جل وعلا بأسمائه وصفاته وأفعاله
التي أثبتها الوحيان كما اعتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابتُه ومن تبعهم بإحسان
اعتقاداً كما جاءت في النصوص من غير تحريف ولا تعطيلٍ ولا تمثيلٍ ولا تكييفٍ ولا تأويل أحبه الله جل وعلا وأكرمه وأرضاه ,
فربنا جل وعلا يقول مرغباً منادياً عباده { وَللَّهِ الاسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } سورة الأعراف
وثبت عن المصطفى أنه قال " إن لله تسعةً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة " [ رواه البخاري ] .