تتضارب الأفكار كموج بحر هادر ويظن العقل نفسه على ركوب الموج هو القادر:::يبني العقل قصورا من الأفكار عامرة ويعيش اللحظة في عز فرحته الغامرة::::أحلام يعيشها وقد يتخطى بها الخيال فتتراقص الأفكار كطيور شادية بديعة الجمال:::يسبح في بحر مجهول النهاية مستمتعا بفصول تلك الرواية:::يعلو ثغر صاحبه من الرضا بسمة وهو يرى حظه وافر القسمة:::يتمنى والتمني في قرارة نفسه ألا يسمع أحد صوت همسه:::يتمنى أن لو يعيش عيشا أبديا ومايراه من نعيم يظل نعيما سرمديا::::يقاتل الأفكار ليظل مستمتعا بتلك اللحظة مطلقا عنان فكره كله غير مستبق بعضه::::وفي عز تلك الدوامة جميلة الأفكار يصم أذنيه جرس الواقع بل جرس الإنذار:::معيدا إياه إلى ذكرياته المريرة مرددا على مسامعه جملته الشهيرة:::أفق ياعزيزي ولاتزد نفسك الجريحة آلاما فماتراه حلما أليس لليقظة أحلاما:::فعاد ذلك العقل السابح في موج التفكير ومجاديف أمله تعاني من وطأة التكسير:::ليسمع صوتا يناديه من بعيد ويبث في نفسه الأمل من جديد ::::صوت المؤذن يصدح بالنداء فرفع يديه ملوحا بصدق الدعاء :::ثم قام ليبدأ فروض الطهارة وكأنه ينتظر صدق البشارة::::::ذهب إلى المسجد يغذ المسير راجيا من ربه أن يفرج له الكرب العسير::::أدى ماعليه من عبادة وغادر مكانه منشرحا تبدو عليه السعادة ::::دعا ربه دعاء موقن بالجواب لتهل عليه رحمة الخالق كمزن السحاب :::مصداقا لقوله تعالى ((وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ))