رد : لمياء ..
أرى أنني أطلت كثيراً .. ولا داعي لأن أضيع الوقت في مقدمات فما في داخلي يفيض فرحاً
هذا اليوم , ولن أثرثر كثيرا فقط سأكتب عن هذا اليوم المميز السبت 1434 / 3 / 14 ..
لا أعرف حقيقة كيف سأبدأ كتابة الموقف هل من ثلاث سنوات أم أدخل في الموضوع مباشرة وأتكلم عن
إستيقاظي اليوم إثر سماع صوت الرسائل الهاتفية على جهازي الجوال ..
... إلى الآن قلبي يتراقص فرحا و حبورا بهذه النعمة الكبيرة ..
حسنا سأكتب بما يفيض بِه قلبي و كيفما أشعر .. فلن أترككم تتيهو في تكليجاتي المعتاده
عندما كنت في الرياض كانت لي صديقة مقربة , عاشت كثيرا من أزماتي في غربتي
وكانت لي نعم الأخت و نعم المستشارة تعرفت إليها أثناء عملي وتوطدت علاقتنا كثيرا قبل
أن أستقيل .. شاء الله أن أستقيل و أنفصل عن زوجي في ظروف مفاجئة و لأني كما
أسلفت سابقا .. خرجت من بيت طليقي بلا أمتعة و من أقلها هاتفي الجوال .. > هذه ضريبة الإستعجال يا فردوس
كنت أحفظ عن ظهر قلب رقم هاتفها .. ولما إستقرت أوضاعي في بيت أهلي هاتفتها
وكنت في نفسية سيئة جراء ما حصل من فراق أطفالي .. كانت هي تستعد للسفر مع أختها خارج المنطقة
لحضور مؤتمر ضمن دائرة عملها كونها دكتورة .. (
مالكم بالطويله )
و على عجل عرفت بأخباري وعرفت بآخر أخبارها وعدتني بمكالمة بعد أن تصل للمطار ..
إنتظرتها ذاك اليوم ولم تتصل , قلت ربما إنشغلت و أنهكها تعب السفر .. إنتظرتها يوما ويوما و إسبوع
فعاودت الإتصال ولكني تفاجأت تماما عندما وجدت هاتفها مغلق ...!
كررت الإتصال مرة وأثنتين و عشرا .. و لا مجيب أعدت الكرة في اليوم الذي بعده .. و لا أحد ..!
وفقدتها للأبد ... هكذا , إختفت صديقتي و أختي التي لم تلدها أمي ..
لم أعد أدري ما بِها و ما هي عليه وكانت هذه غلطتي لأني لم احصل على أرقام أختها ولا والدتها
و .. إنتهت قصة صداقتنا
دعوت الله كثيرا أن ترجع لي هذه الإنسانة و بحثت عنها كثيرا بلا فائدة تذكر
لم أترك في بالي فكرة بحث تدلني عليها إلا و إستنفدتها .. سجلت في برامج التواصل الإجتماعي
بإسمي الصريح , ووضعت صور أطفالي علّها تجد إسمي وتعرفني
وجدت في منتدى نسائي شهير موضوع عاما للتعارف بحيث تضع أي عضوة من المسجلات
إسم لصديقه فقدت أي طريقة إتصال بها و تكتب أقل المعلومات عنها , وإذا تعرفت عليها
تتواصل معها على الخاص و تصل إلى من تحب .. كان هذا الموضوع قد لقي تفاعلا كبيرا
من النساء و ثبتوه ووصلت فيه المشاركات إلى ثلاث ألآف صفحة .. وأغلبهم يلتقون ببعض
جددت أملا و شرعت أقرأ لعلّي أصل لِتلك الحبيبة .. و بلا جدوى
يأست و فقدت الأمل و لكني لم أنساها من دعائي أن تكون بخير لأني أحبها في الله .
بِقدر ما كانت تزرع الأمل بداخلي كل مره و بقدر الإحساس الجميل الذي أنتج عن علاقه
صداقه مميزة بيننا ..
فعلت آخر محاولة وهي أني إتصلت بإداره العمل في الرياض سابقا و تحدثت مع المشرفه قليلا
لكي أسأل عن زميلاتي هناك .. كل المجموعه تفرقت و أغلقت الإداره ووزعو جميع الموظفات
على إدارات أخرى .. سألت عن أعز إنسانة في ذاك المكان قلت لعلها تصلني بِها
أو ربما تعرف عنها شيئا .. قالت مهره
لقد إنتقلت من القطاع الخاص برمته و رزقها الله بوظيفة حكومية ... قلت لو هي في المريخ عطيني رقمها
أخذت الرقم مستبشرة و هاتفتها و سألتها عن صديقتنا تِلك .. قالت لا أعلم عنها شيئا غير رقم هاتفها
المغلق ..
قمة الإحباط .. الحمدلله .. تواصلت مع مهرة أياما كثيرة و إستمتعت بِرفقتها أيضا فقد كانت من المقربات .
مضت الأيام والسنوات ولم أسمع اي خبر عن صديقتي المفقوده ولا يربطني بها سوى حبل الدعاء ..
ولما كان يوم أمس إستيقظت من نومي على صوت رسالة لِهاتفي النقال و كانت من صديقتي مهرة
كتبت فيها ..
( تخيلي من كلمني اليوم , صديقتنا لمياء و تقول إنها أضاعت جوالها وبِه جميع الأرقام
وهذا رقمها اتصلي فيها خذيه .... )
أرى بعيني وغير مصدقه المكتوب أخذت الرقم بسرعه وإتصلت ولا احد يجيب
أرسلت لها رساله مضمونها أن ترد علي ..
لما جاء المساء أرسلت لي رساله عن طريق الواتس كتبت فيها انتي فلانه ..؟
رديت عليها برساله و انتي فلانة ..!
و جاء الإتصال بعدها سريعا و مكالمة و صوت صراخ يعلو ... يا الله أين أنتي ولماذا أختفيتي وكيف توصلتي لنا ..
خبرتني أن لذالك قصة بحث طويلة, قلت انا لن يشغلني عنك شيئ .. فقط اسردي لي وانا لكي اذان صاغية
قالت ضاع هاتفي النقال ولم اعد اعرف لكي طريق بحثت عنك كثيرا و سافرت إلى جده مرات كثيرة
تذكرت انك قلتي لي في إحدى المرات إسم حيكم و معلم واضح يقع خلفه منزلكم
أتيت أبحث علني أصل لكي أو أرى سيارة اخوك لأني أذكر لما إستقليناها في زيارة من زياراتنا لِـ جدة
وبلا فائدة .. لم أجد أي أثر يدلني عليك ...
ولم أيأس و لم أنساكِ من الدعاء .. سبحان الله ولأن القلوب شواهد كما يقال و بالعامي
( مصير الحي يتلاقى )
أتم الله علي في هذه السنة بأداء فريضه الحج انا وأهلي و كنت مع إحدى الحاجات نتبادل الأحاديث
جمعتنا الحملة , سألتني عن شهادتي ووظيفتي , قلت لها اني لم أتوظف إلا مرة واحده و كانت أفشل تجربة
في حياتي في المكان الفلاني .. قالت سبحان الله في البنك الفلاني أختي موظفة هناك , قالت ما اسمها
ذكرت لها إسم أختها و تذكرتها بسرعه وبلا تردد طلبت رقمها اتصلت بها و سألتها عني و عن البقية
و قالت لا أعرف احد انتقلت الى إداره أخرى لكني أستطيع أن أسأل لكي عن تهاني ..
وفي اليوم الذي بعدها ارسلت لها رقم تهاني , وتهاني هذه لها حكاية أخرى ..
زوجها رجل شكاك و لا يسمح لها بالرد على الأرقام الغريبه .. أرسلت لها أنا لمياء أتذكريني في
محاولة يائسة منها أن ترد ..بعد ثلاث أسابيع جاء رد تهاني .. أهلا لميا شلونك وشخبارك وش صار عليك
ومن هالكلام .. انا حامل في شهري الأخير وانتظر الولاده دعواتك ..
آثر في نفس لمياء أن تسألها عن أي شي بسبب وضعها وإنشغالها بهم الولاده , إنتظرتها إلى أن وضعت
مولودها بالسلامة و أرسلت مباركة ومهنئة بالمولود و
أرسلت لها رساله أخرى ..: انا مشتاقة لمهرة عندك رقمها أكلمها ..؟
جاء رد تهاني سريعا هذه المرة .. : نعم و انا على اتصال دائم معها و هذا رقمها
اخذت رقمها و في إستجابه سريعه ايضا تتصل على مهرة و تتفاجأ كثيرا بِها
قالت اختك الفردوس
دايم تسأل عنك ودايم في طاريك انا وياها
قالت الفردوس تكلمينها قالت اييه قالت تكفين عطيها رقمي خليها تكلمني ماني مصدقة
و توته توته .. خلصت الحدوتة و هذاني أحاكيك الحين ..
__________________
الوعي هو الملاذ ..
أستغفر الله العظيم ؛
( الفردوس غايتي )
التعديل الأخير تم بواسطة اللقيا في الخلد ; 27-01-2013 الساعة 08:53 AM