من مسوّغات التعدد : إكثار الولـد ..
الولد زينة الحياة .. ومتعة السنين .. وتنوّعة بين ذكر وأنثى زيادة في الأُنس .. وتكاثره مطلبٌ شرعي ..
إن استطاعت عليه جليلة القدر الزوجة الأولى .. رغبة أو كُرهاً .. وإلا سعى الزوج الأول في تكرار نفسه عند زوجة ثانية أو ثالثة وربّما رابعة .. فإن كان ذا جموح .. وسقف عال في العدد .. أكثر التعدد .. ولو بإنقاص ما حدّه وجمعه العدد ..
وهنا .. هنا بالتحديد .. نريد إضاءة هذا الطريق لمن أراد أن يسلكه .. وشمّر للتعدد جهده .. وبدا في تعداد الولد على أصابعه ...
أيّها الرجل الحكيم المبارك ..
أولاً : جزاك الله خيراً على رغبتك في طلب الهدي النبوي القولي .. وأصلح لك ما ترجو جمعه ..
ثانياً : وأنت في خضم البحث عن تكاثر الولد لا تنسَ أموراً .. وأنا أحبُّ أن أُذكرك بها :
1 ـ ليس المراد في التوجيه النبوي التكاثر العددي لذاته أو لأرقامه .. فقد ألمح عليه الصلاة والسلام بقوله : ( ولكنكم غثاء كغثاء السيل ..) إلى أنّ الكثرة غير معتبرة إذا لم يواكبها صلاح .. بل هو مرتبط بالصلاح المثّمر.. والمتعلّقة بك أسبابه .. فأنت الراعي لهذه الرعية .. فبمقدار عددها مطلوب منك الجهد والبذل والإصلاح .. فقد رُبط النفع من الولد بالصلاح .. كثمرة من وجوده الحياتي في الدنيا وفي الآخرة.. حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( وولد صالح يدعو له ..) ..
2 ـ كن منصفاً مع نفسك .. فقد طلبت كثرة الولد .. فلم تقعد ولم تتواكل .. بل بذلت الأسباب .. فلا تقل لمن نصحك بإصلاح الولد .. : ( الله الهادي ) أو ( يكبرون ويعقلون ) .. فيلزمك على نهجك أن تبذل الأسباب هنا أيضاً .. فإن لم تستطع .. فلا تطلب ما لا يسعك إصلاحه .. فإنما هي الذمم يوم القيامة .. وستُسأل عنها ( وكل مسؤول عن رعيته ) ..
3 ـ وأنت في طريق إقدامك لإكثار الولد .. ارفع رأسك .. وانظر بعيداً .. لتقف بنظرك على حال ولدك بعد موتك .. فإنّ المهمة لم تنتهِ .. فمطلوبٌ منك شرعاً .. أن تبقي لهم من الدنيا ما يمكنهم من العيش بغنى عن الناس .. فقد قال عليه الصلاة والسلام لخاله سعد بن أبي وقّاص ـ رضى الله عنه ـ : ( .. إنّك إن تذر ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تدعهم عالة يتكففون الناس .. ) ، وانتبه لا تتعلّق خطأً بنصوص لها سياق شرعي مغاير فتقول : ( رزقهم على اللي خلقهم ) .. وهو كلام صحيح .. لكنه لا يعفيك من المسؤولية الشرعية ..
4 ـ إذا عزمت على التعداد .. والتمست التعدد .. فقف مع نفسك وقفة شرعية أُمرت بها من ربَ العالمين .. حيث دعاك في قوله تعالى : ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة .. ) الآية .. فهل تأنس من نفسك عدلاً .. عند تناسل الولد من أكثر من زوجة .. وإن كنت لا تعرف تقييم نفسك .. فانظر إلى تعاملاتك مع الناس .. ممن خالطتهم بالبيع أو الشراء .. أو الخصومة أو التقاضي .. أو أخذ الحقوق التي لك .. وإعطاء الذي عليك ..
5 ـ إذا عزمت وعددت الولد من أكثر من امرأة .. أو كنت ممن سبق إلى هذا الخير .. فإنّه يلزمك العدل .. وفق المنظور الشرعي المحدد .. فيلزمك المساواة بين المتساويات .. وحسن القسمة في الكليات والجزئيات .. ومدافعة المشاعر والمعنويات .. بقدر جهدك الذي يعلمه الله .. وإن كان هذا عزيزاً إلا أنك ألزمت نفسك بما ترتب على تعداد الولد ..
سددك الله أخي الزوج .. وأعانك على حملك .. وألهمك رشدك .. وكفاك تبعة ولدك .. ومنّ عليك بصلاحهم ونفعهم ..
أعذرني ولو قسوتُ في طرحي .. فإنّه لا بدّ من تصحيح المفاهيم .. وإصلاح واقع الناس .. الذي ما فتئنا نشاهد آثاره وتبعاته ....
__________________
الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة....
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الهجلة ; 08-01-2013 الساعة 09:08 PM