الطيرة والتشاؤم في الكتب الستة
علي محمد زينو
(بحث حديث موضوعي)
الحمد لله على واسع فضلِه، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورُسْلِه، سيدِنا محمدٍ وأهلِه، ورضيَ عن جميعِ أصحابه ثِمار تربيتِهِ ونِتاج شُغْلِه، وبعد.
فهذه ورقاتٌ في الحديث الموضوعي في موضوع الطيرة والتشاؤم في الكتب الستة، وبالله التوفيق.
أما من جهة اللغة؛ فإن صاحب "لسان العرب" جمعَ وأجاد إذ قال:
والطائرُ: ما تيمَّنْتَ به أو تَشاءَمْت، وأصله في ذي الجناح.... والمصدرُ منه: الطِّيَرَة، وجَرَى له الطائرُ بأمرِ كذا، وجاء في الشر؛ قال الله - عز وجل - ﴿ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 131] المعنى: ألا إنَّما الشُّؤْم الذي يَلْحَقُهم هو الذي وُعِدُوا به في الآخرة لا ما يَنالُهم في الدُّنْيا.... وقد تَطَيَّر به، والاسمُ: الطِّـيَرَةُ، والطِّيْـرَةُ، والطُّورةُ.
وقال أبو عبيد: الطائرُ عند العرب: الحَظُّ، وهو الذي تسميه العرب، البَخْتَ.
وقال الفراء: الطائرُ معناه عندهم: العمَلُ، وطائرُ الإنسانِ: عَمَلُه الذي قُلِّدَه، وقيل: رِزْقُه، والطائرُ الحَظُّ من الخير والشر....
وقوله - عز وجل - في قصة ثمود وتَشاؤُمهم بِنَبِيّهم المبعوث إليهم صالحٍ عليه السلام: ﴿ قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ﴾ [النمل: 47] معناه: ما أصابَكم من خير وشر فمن الله، وقيل: معنى قولهم: ﴿ اطَّيَّرْنَا ﴾: تَشاءَمْنا - وهو في الأصل "تَطَيَّرنا" - فأجابَهم الله تعالى فقال: ﴿ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ [يس: 19] أي: شُؤْمُكم معَكم، وهو كُفْرُهم.
وقيل للشُؤْم: طائرٌ وطَيْرٌ وطِيَرَة؛ لأن العرب كان من شأْنها عِيافةُ الطَّيْرِ وزَجْرُها، والتَّطَيُّرُ بِبارِحها ونَعِيقِ غُرابِها وأخْذِها ذاتَ اليَسارِ إذا أثارُوها، فسمَّوُا الشُّؤْمَ طَيْراً وطائراً وطِيرَةً؛ لتشاؤُمهم بها.... والطِّيَرَةُ: من اطَّيَّرْت وتطَيَّرت [1].
وأما عند علماء الشريعة فقد قال الإمام القرطبي: الطِّـيَرة: أن يسمع الإنسان قولاً، أو يرى أمراً يخاف منه ألا يحصل له غرضه الذي قصد تحصيله [2].
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: الطِّـيَرة - بكسر المهملة وفتح التحتانية وقد تسكن - هي التشاؤم - بالشين - وهو مصدرُ "تطيَّرَ" مثل "تحير حيرة"[3].
قال النووي: والطِّـيَرة لا تكون إلا فيما يسوء، قالوا: وقد يُستعمل[4] مجازاً في السرور [5].
وقال ابن الأثير: الطَّيَرَة - بكسر الطاء وفتح الياء وقد تُسَكّن - هي التَّشاؤُم بالشَّيء [6].
وقال المناوي: والطِّـيَرَة - بكسر ففتح -: التشاؤم بأسماء الطيور، وأصواتها، وألوانها، وجهة مسيرها عند تنفيرها [7].
وأما التطيُّرُ فقد "صاغوه على وزن التفعُّل؛ لِما فيه من تكلُّف معرفة حظّ المرء بدلالة حركات الطير، أو هو مطاوعةٌ؛ سُمي بها ما يحصل من الانفعال من إثر طيران الطير" [8].
وقال الإمام النووي: والتطير: التشاؤم، وأصلُهُ الشيءُ المكروه من قول، أو فعل، أو مرئي [9].
وقال ابن القيم: التطـيُّر: هو التشاؤم من الشيء المرئي أو المسموع [10].
وقال القرافي: فالتطير: هو الظن السيّئُ الكائن في القلب، والطِّـيَرة: هو الفعل المرتَّب على هذا الظن من فرار أو غيره [11].
وقال ابن تيمية:
وأما الطيرة بأن يكون قد فعل أمراً متوكِّلاً على الله، أو يعزم عليه، فيسمع كلمة مكروهة مثل "ما يتمُّ" أو "ما يفلح" ونحو ذلك، فيتطير ويترك الأمر فهذا منهيٌّ عنه [12].
مما تقدم يظهر أنّ التطيُّر هو: توقُّع السُّوء من جهة الطيور وحركاتِها وأصواتِها، ثم أُطلِق على كل ما يُتوهَّمُ أنه سببٌ في الضرر والشُّرور.
التشاؤم لغةً واصطلاحاً
قال في "لسان العرب":
الشُّؤْمُ: خلافُ اليُمْنِ، ورجل مَشْؤُوم على قومه، والجمع مَشائِيمُ... وقد شُئِمَ عليهم، وشَؤُمَ، وشأمَهُم، وما أشْأمه، وقد تَشاءَم به، والمَشْأمة: الشُّؤْمُ، ويقال: شَأمَ فلانٌ أصحابه: إذا أصابهم شُؤْم من قِبَله.... والشُّؤْمى من اليدين نقيض اليُمْنى ناقَضُوا بالاسْمَيْنِ حيث تناقضت... والشَّأْمَةُ: خلاف اليَمْنَةِ، والمَشْأمة: خلاف المَيْمَنَة. والشَّأْمُ: بلادٌ تذكر وتؤنث؛ سميت بها؛ لأنها عن مَشْأمة القِبلة... وهي الشَّآمُ، والنسب إليها: شامِيٌّ وشَآمٍ... والمَشْأمةُ: المَيسَرة، وكذلك الشَّأْمَةُ، وأشْأمَ الرجلُ والقومُ: أتَوا الشأمَ، أو ذهبوا إليها... وتَشَأّم الرجلُ: انتسب إلى الشأْم مثل تَقَيَّس وتَكَوَّف. ويامِنْ بأصحابك أي: خذ بهم يَمْنَةً، وشائِمْ بأصحابك: خذ بهم شأمَةً أي: ذاتَ الشمال، أو خُذْ بهم إلى الشأم، ولا يقال: تَيامَنْ بهم [13].
وأما في اصطلاح علماء الشريعة فإننا نجد الحافظ ابن حجر العسقلاني ينقل عن الحليمي أنه قال: التشاؤم: سوء ظنٍّ بالله تعالى بغير سبب مُحقّق [14].
وقال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور التشاؤم: هو عَدُّ الشيء مشؤوماً، أي: يكون وجوده سبباً في وجود ما يُحزِن ويَضُرُّ [15].
مما سلف يظهر أن التشاؤم: هو توهُّم الضرر والشرور ارتباطاً بجهةِ الشمال؛ إذ يذهب إليها، أو يأتي منها، أو يكون فيها كلُّ ما يُخافُ قدوم السوءِ منه، ثمّ أُطلق اللفظُ وعُمِّمَ.
الفرق بين الطِّـيَرة والتشاؤم:
الطِّـيَرة والتشاؤم مترادفان في معناهما؛ مع خصوصيةِ كلٍّ منهما في أصلِ اصطلاحه.
حيث تقدّمَ في هذا البحث أنّ التطيُّر هو توقع السوء من جهة الطيور وحركاتها وأصواتها، ثم أُطلِق على كل ما يُتوهَّمُ أنه سبب في الضرر والشرور.
وأما التشاؤم فهو توهُّم الضرر والشرور ارتباطاً بجهةِ الشمال إذ يذهب إليها، أو يأتي منها، أو يكون فيها كلُّ ما يُخافُ قدوم السوءِ منه، ثمّ أُطلق اللفظ وعُمِّمَ.
وبذلك نجد أن اللفظين مترادفان في المعنى، متطابقان في المُؤدّى؛ لا فرقَ بينهما إلا من جهة أصل الاصطلاح.
لأجل ذلك نجد كثيراً من العلماء يُعرّفون أحدَهما بالآخر؛ كما مرّ من تعريفات الطيرة من قريب [16].
بل إنّ الحافظ ابن حجر العسقلانيّ قال بالعبارة الصريحة: والتطـيُّر والتشاؤم بمعنىً واحد [17]. والله تعالى أعلم.
الأحاديث النبوية الواردة في الطِّـيَرة والتشاؤم في الكتب الستة
ثمةَ مناهجُ عديدةً في دراسة الحديث الموضوعي أهمها:
أولاً: منهج الدراسة الموضوعية التي تقوم على استقصاء ما في كتب السنة النبوية من أحاديث عن موضوع الدراسة.
ثانياً: منهج الدراسة الموضوعية التي تعتمد على جمع أحاديث في موضوع الدراسة من مصادر محددة من كتب السّنة.
ثالثاً: منهج الدراسة الموضوعية التي تعتمد على جمع روايات حديثٍ واحد مع دراسة موضوعه [18].
ولأجل تحقيق غايتين هما:
• رِفعة مرتبة مخارج الأحاديث المتعلقة بالموضوع، وقوة هذه الأحاديث.
• الاختصار والإيجاز.
فإنني سأميل - في هذا البحث - إلى المنهج الثاني، وهو: منهج الدراسة الموضوعية التي تعتمد على جمع أحاديث في موضوع الدراسة من مصادر محددة من كتب السّنة، وأقوم بجمع الأحاديث المتعلقة بالطِّـيَرة والتشاؤم في الكتب الستة فحسب.
مخرِّجاً إياها تخريجاً تفصيلياً، مرتباً هذه الأحاديث بحسب درجتها من الصحة؛ مقدماً ما اتفق عليه الشيخان؛ ثم ما انفرد به أحدهما، ثم ما رواه الأربعة (أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه)، ثم ما رواه الثلاثة (أبو داود، والترمذي، والنسائي)، فما دون ذلك.
وهذه هي الأحاديث:
الحديث الأول: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: خرج علينا النبي - صلى الله وعليه وسلم - يوماً فقال: "عُرضت عليَّ الأممُ، فجعل يمر النبيُّ معه الرجل، والنبي معه الرجلان، والنبي معه الرهط، والنبي ليس معه أحد، ورأيت سواداً كثيراً سدّ الأفقَ، فرجوتُ أن يكون أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه، ثم قيل لي: انظر فرأيتُ سواداً كثيراً سدّ الأفق، فقيل لي: انظر هكذا وهكذا، فرأيت سواداً كثيراً سدّ الأفق، فقيل: هؤلاء أمتك، ومع هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب".
فتفرق الناس ولم يبين لهم، فتذاكر أصحاب النبي - صلى الله وعليه وسلم - فقالوا: أما نحن فوُلدنا في الشرك، ولكنا آمنا بالله ورسوله، ولكن هؤلاء هم أبناؤنا، فبلغ النبي - صلى الله وعليه وسلم - فقال: "هم الذين لا يتطيرون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون". فقام عُكّاشةُ بن مِحصَن فقال: أمِنهم أنا يا رسول الله؟ قال: "نعم". فقام آخرُ فقال: أمنهم أنا؟ فقال: "سبقك بها عكاشة" [19].
الحديث الثاني: عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - قال: "لا عدوى، ولا طيرة، والشؤم في ثلاث: في المرأة، والدار، والدابة" [20].
الحديث الثالث: عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - قال: "إن كان في شيء [21] ففي المرأة والفرس والمسكن" [22].
الحديث الرابع: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - يقول: "لا طيرة، وخيرها الفأل". قالوا: وما الفأل؟ قال: "الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم" [23].
الحديث الخامس: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: عن النبي - صلى الله وعليه وسلم - قال: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة" [24].
الحديث السادس: عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: عن النبي - صلى الله وعليه وسلم - قال: "لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفَر" [25].
الحديث السابع: عن جابر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - قال: "إن كان في شيء [26] ففي الرَّبْع، والخادم، والفرس" [27].
الحديث الثامن: معاوية بن حكيم - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، منا رجال يتطيرون! قال: "ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنَّهم" [28].
الحديث التاسع: عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: قال "الطيرة شرك، الطيرة شرك". ثلاثاً "وما منا إلا، ولكن الله يُذهبه بالتوكُّل" [29].
الحديث العاشر: عن قبيصة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - يقول: "العيافة والطيرة والطرق من الجبت". الطرق: الزجر، والعيافة: الخطّ [30].
الحديث الحادي عشر: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - سمع كلمة فأعجبته، فقال: "أخذنا فألك من فيك" [31].
الحديث الثاني عشر: عن عروة بن عامر - رضي الله عنه - قال: ذُكِرت الطيرة عند رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - فقال: "أحسنها الفأل، ولا تردُّ مسلماً، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقُل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك"[32].
الحديث الثالث عشر: عن بريدة أن النبي - صلى الله وعليه وسلم - كان لا يتطير من شيء وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه فإذا أعجبه اسمه فرح به ورئي بِشرُ ذلك في وجهه، وإن كره اسمه رئي كراهية ذلك في وجهه، وإذا دخل قرية سأل عن اسمها، فإن أعجبه اسمها فرح بها ورئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمها رُئي كراهية ذلك في وجهه [33].
الحديث الرابع عشر: عن سعد بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - كان يقول: "لا هامة، ولا عدوى، ولا طيرة، وإن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس، والمرأة، والدار" [34].
الحديث الخامس عشر: عن أم كرز - رضي الله عنها -: قالت سمعت النبيَّ - صلى الله وعليه وسلم -: "أقروا الطير على مكناتها" [35].
الحديث السادس عشر: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله وعليه وسلم - كان يُعجبه إذا خرج لحاجة أن يسمع: "يا راشد"، "يا نجيح" [36].
الحديث السابع عشر: عن أبي هريرة قال: كان النبي - صلى الله وعليه وسلم - يعجبه الفأل الحسن، ويَكرَهُ الطيرة [37].
الحديث الثامن عشر: عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر" [38].
الحديث التاسع عشر: عن ابن عمر قال قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة"، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، البعير يكون به الجرب فتجرب به الإبل! قال: "ذلك القدرُ، فمن أجرب الأول؟" [39].
تلخيص ورود أحاديث الطيرة والتشاؤم في الكتب الستة:
هذا وإن الناظر يجد أن الكتب الستة أوردت أحاديثَ الطيرة والتشاؤم في أبواب عُنوِنَت بها، أو بمقارباتٍ لها من أمورٍ جمعتَها وإياها نصوصٌ نبويةٌ واحدة.
ففي "صحيح البخاري" رحمه الله في كتاب الطب: باب من لم يَرقِ، حديثٌ واحد.
وبابُ الطيرة، فيه حديثان، وباب الفأل، وفيه حديثان، وباب لا هامةَ وفيه حديث، وما سبق بالأرقام (5752) حتى (5757).
وباب لا عدوى، وفيه خمسة أحاديث بالرقمين (5772) و (5776).
وفي "صحيح مسلم" رحمه الله في كتاب المساجد: باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته: برقم (1199).
وفي كتاب السلام: باب الطاعون والطيرة والكهانة ونحوها، وفيه مع التكرار (16) حديثاً بالأرقام (5772) حتى (5787).
وباب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول ولا يورد ممرض على مصح، وفيه مع التكرار (10) أحاديث بالأرقام (5788) حتى (5797).
وباب الطيرة والفأل وما يكون فيه الشؤم، وفيه مع التكرار (15) حديثاً بالأرقام (5798) حتى (5812).
وفي باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان حديثٌ برقم (5813).
وفي "سنن أبي داود" في كتاب الصلاة: باب تشميت العاطس في الصلاة: برقم (930).
وفي كتاب الكهانة والتطير: باب في الخط وزجر الطير، وفيه ثلاثة أحاديث بالأرقام (3907) حتى (3909).
وباب في الطيرة، وفيه (16) حديثاً بالأرقام (3910) حتى (3925).
وفي "جامع الترمذي" رحمه الله في كتاب السير عن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: باب ما جاء في الطيرة، وفيه (3) أحاديث بالأرقام (1614) حتى (1616).
وفي كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: باب: برقم (2446).
وفي "سنن ابن ماجه" رحمه الله في كتاب الطب: باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة، وفيه (6) أحاديث مع التكرار بالأرقام (3536) حتى (3541).
هذا في حين ليس في "المجتبى من السنن" أو "السنن الصغرى" للإمام النسائي رحمه الله [40] سوى حديث واحد في كتاب الصلاة: الكلام في الصلاة برقم (1219)، وخلا "المجتبى من السنن" من عدد من أواخر كتب "السنن الكبرى" له، منها كتاب عشرة النساء الذي فيه باب شؤم المرأة، وفيه حديث شؤم المرأة برقم (9230) والاختلاف في أسانيده بالأرقام (9231) حتى (9240).
حكم الطِّـيَرة والتشاؤم
ذهب بعض الحنابلة إلى كراهة التشاؤم والطيرة دون الفأل، وقال ابن مفلح: إنه قول غير واحد من الأصحاب، وقال: الأولى القطع بتحريمها، ولعل مرادهم بالكراهة التحريم [41].
في الفروق صرّح القرافي أن التطير والطيرة حرام [42]، وعدّ الهيتميُّ ترك السفر، والرجوع منه تطيراً الكبيرةَ الحادية بعد المئة في الزواجر عن اقتراف الكبائر [43].
وجاء في "الموسوعة الفقهية الكويتية":
إن اعتقد المكلف أن الذي شاهده من حال الطير مُوجِبٌ لِما ظنّه، مؤثِّرٌ فيه، فقد كفر؛ لِما في ذلك من التشريك في تدبير الأمور.
أما إذا علم أن الله سبحانه وتعالى هو المتصرف والمدبر وحده، ولكنه في نفسه يجد شيئاً من الخوف من الشر؛ لأن التجارب عنده قضَت أن صوتاً من أصوات الطير، أو حالاً من حالاته يرادفه مكروه، فإن وطَّنَ نفسَهُ على ذلك فقد أساء، وإن استعاذ بالله من الشرّ، وسأله الخير، ومضى متوكِّلاً على الله، فلا يضرُّه ما وجد في نفسه من ذلك، وإلا فيؤاخَذ؛ لحديث معاوية بن حكيم - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، منا رجال يتطيرون! قال - صلى الله وعليه وسلم -: "ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنَّهم" [44].
هذا وقد اتفق أهل التوحيد على تحريم التطير، ونفي تأثيره في حدوث الخير أو الشر، لما في ذلك من الإشراك بالله في تدبير الأمور، والنصوص في النهي عن ذلك كثيرة [45].
والذي يظهر - والله أعلم - أنّ تحريم الطيرة، والعمل بها (التطيُّر) حكمٌ واضحٌ؛ للأحاديث الشديدة في النهي عنها، من مثل قوله - صلى الله وعليه وسلم -: "ليس منا من تطيَّر، أو تُطُيِّرَ له" [46].
بل إنّ عدداً من الأحاديث الصحائح جعلته من الشرك؛ والتعبير بالشرك تعظيمٌ لحرمة المنهيّ عنه؛ حيث إنه قد يؤدي إلى الشرك الأكبر المخرِج من الملة فعلاً.
قال ابن الأثير: إنما جَعَل الطِّـيَرَة من الشِّرك؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن الطّيرَ تجلُب لهم نفعاً أو تدفع عنهم ضرَراً إذا عَمِلُوا بِمُوجَبه فكأنهم أشركوه مع الله في ذلك [47].
ولأنه من عقائد وأفعال أهل الجاهلية، بل لم يَحكِ الله التطيُّرَ إلا عن أعداء الرسل [48].
وقد أجاد الحليمي ببيان أصل هذه العادة الذميمة إذ قال:
التطير قبل الإسلام كان من وجوه منها: ما يُحكى عن العرب من زجر الطير وإزعاجها عن أوكارها عند إرادة الخروج للحاجة؛ فإن مرّت عن اليمين تفاءلَت به ومَضَت لوجهها، وإن مرت عن الشمال تشاءمت به وقعدت، وكانوا يتطيرون بصوت الغراب ويناولونه البين [49]، وكانوا يستدلون بمجاوبات الطير بعضها بعضاً على أمورٍ بأصواتها في غير أوقاتها المعهودة على مثل ذلك.
وهكذا الظباء إذا مرت سانحةً، ويقولون: إذا برحت مساءً بالسانح بعد البارح، وسَمَّوا هذا وما شابهه تطيُّراً؛ لأن أمور ذلك عندهم وأكثره كان ما يقع لهم من قبل الطير، فسَمَّوُا الجميع تطيراً من هذا الوجه [50].
وقال ابن القيم:
وأصل هذا أنهم كانوا يزجرون الطير والوحش ويثيرونها، فما تيامن منها وأخذ ذات اليمين سمّوه سانحاً، وما تياسر منها سمّوه بارحاً، وما استقبلهم منها فهو الناطح، وما جاءهم من خلفهم سمّوه القعيد، فمن العرب من يتشاءم بالبارح ويتبرك بالسانح، ومنهم من يرى خلاف ذلك [51].
وقال الحافظ ابن حجر:
وليس في شيء من سنوح الطير وبروحها ما يقتضي ما اعتقدوه، وإنما هو تكلُّفٌ بتعاطي ما لا أصل له؛ إذ لا نُطقَ للطير ولا تمييزَ، فيستدل بفعله على مضمونِ معنىً فيه!
وطلبُ العلم من غير مظانّـه جهلٌ من فاعله، وقد كان بعضُ عقلاء الجاهلية يُنكرُ التطيُّرَ ويتمدّحُ بتركه..... وكان أكثرهم يتطيرون، ويعتمدون على ذلك، ويصح معهم غالباً؛ لتزيين الشيطان ذلك، وبقيت من ذلك بقايا في كثير من المسلمين [52].
معالجة الطِّـيَرة والتشاؤم:
قبل الكلام عن المعالجة الشرعية لهذه العادة الجاهلية، والعقدة النفسية، والمعصية الشرعية؛ يَحسُنُ إيراد كلام نفيسٍ للإمام القرافي يُحلِّلُ مرضَ التطيُّر، وعقلية المتطيرين؛ حيث قال رحمه الله في كتابه الفخم "الفروق":
ولا يكاد المتطير يسلَمُ مما تطير منه إذا فعلَهُ، وغيرُه لا يصيبه منه بأسٌ!
وسأل بعض المتطيرين بعض العلماء فقال له: إنني لا أتطير فلا ينخرم عليّ ذلك بل يقع الضرر بي، وغيري يقع له مثل ذلك السبب فلا يجد منه ضرراً! وقد أشكل ذلك عليَّ فهل لهذا أصل في الشريعة؟ فقال له: نعم! قوله - صلى الله وعليه وسلم - حكاية عن الله تعالى: "أنا عند ظنِّ عبدي بي؛ فليظُنَّ بي ما شاء" [53] - وفي بعض الطرق "فليظنَّ بي خيراً" [54] - وأنت تظن أن الله تعالى يؤذيك عند ذلك الشيء الذي تطيّرتَ منه، فتًسيء الظنَّ بالله - عز وجل -، فيُقابلك الله على سوء ظنك به بإذايتك بذلك الشيء الذي تطيرتَ به! وغيرُك لا يُسيء ظنَّهُ بالله تعالى ولا يعتقد أنه يحصل له ضررٌ عند ذلك، فلا يعاقبه الله تعالى، فلا يتضرَّر.
ثم هذا المقام يحتاج إلى تحقيق؛ فإن الإنسانَ لو خاف الهلاكَ عند ملاقاة السبع لم يحرم إجماعاً، فتعين أن الأشياء في الغالب قسمان:
ما جرت العادةُ بأنه مُؤذٍ كالسموم، والسباع، والوباء، ومعاداة الناس، والتخم، وأكل الأغذية الثقيلة المنفخة عند ضعفاء المعدة، ونحو ذلك؛ فالخوف في هذا القسم ليس حراماً؛ لأنه خوفٍ عن سبب مُحقَّقٍ في مجاري العادة.
وقد نقل صاحب القبس عن بعض العلماء أنه قال: معنى قول رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: "لا عدوى" [55] محمولٌ على بعض الأمراض؛ بدليل تحذيره عليه السلام من الوباء والقدوم على بلد هو فيه، وهذا حقٌّ؛ فإن عوائدَ الله إذا دلّت على شيءٍ وجَبَ اعتقاده؛ كما نعتقد أن الماء مُروٍ، والخبز مشبع، والنار محرقة، وقطع الرأس مميت، ومنع النَّفَس مميت... ومن لم يعتقد ذلك كان خارجاً عن نمط العقلاء! وما سببه إلا جَرَيان العادة الربانية به.
وكذلك ما كان في العادة أكثرياً وإن لم يكن مطرداً؛ نحو كون المحمودة مسهلة [56]، والآس قابضاً إلى غير ذلك من الأدوية؛ فإن اعتقادَها حسنٌ متعيّنٌ مع عدم اطِّرادها، بل لكونها أكثريةً.
فيتعين حينئذ أن الذي يحرُمُ التطيرُ فيه هو القسم الخارج عن هذا القسم، وهو ما لم تجر عادة الله تعالى به في حصول الضرر من حيث هو هو! فإذا عرض التطيرُ حصل به الضررُ عقوبةً لمن اعتقد ذلك فيه، واعتقد في مُلك الله تعالى وتصرُّفه ما ليس فيه؛ مع سوء الظن به.
وهذا القسم كشقّ الأغنام، والعبور بين الغنم، وشراء الصابون يوم السبت، ونحو هذا من هذيان العوامّ المتطيرين، فهذا هو القسم الحرام الـمَخوف منه؛ لأنه سوءُ ظنٍّ بالله تعالى من غير سبب.
ومن الأشياء ما هو قريب من أحد القسمين ولم يتمحض، كالعدوى في بعض الأمراض ونحوه، فالورع تركُ الخوف منه حذراً من الطيرة [57].
وإنّ مما ينبغي للمسلم أن يفعله محاربةً لوسواس الطيرة:
1- التوكل على الله تعالى:
ذلك بأن يتعاهد المسلم يقينه بأن الأمر كله لله، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن الله تعالى هو وحده الضار النافع، والمعطي المانع، وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وبعد هذا يعتمد قلبه على ربه في تحقيق ما يحب، ودفع ما يكره، مع الأخذ المطلوب بالأسباب المعتبَرة شرعاً.
هذا وإن المسلم متى علق قلبه بغير الله سبحانه فقد أخطأ خطأً فاحشاً، فإذا توكَّل على غير الله - عز وجل - وتعلّق به وُكِل إليه، وفي حديث عبد الله بن مسعود عن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - قال: "الطيرة شرك، الطيرة شرك" ثلاثاً، "وما منا، إلا ولكن الله يُذهبه بالتوكل" [58].
2- المضيّ في أمره وعدم التأثر بخاطر الطيرة:
قوله - صلى الله وعليه وسلم -: "ولكنّ اللهَ يُذهُبه بالتَّوكُّل" معناه: أنه إذا خَطر له عارِضُ التَّطير فتَوكَّل على الله وسلَّم إليه ولم يعملْ بذلك الخاطر غفرَهُ الله له ولم يُؤاخِذْه به [59].
في حديث الفضل بن عباس - رضي الله عنه - تصريحٌ بهذا المعنى قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - يوماً، فبرح ظبيٌ فمال في شقّه، فاحتضنتُه، فقلتُ: يا رسول الله تطيّرتُ؟ قال: "إنما الطيرةُ ما أمضاك أو ردّك" [60].
وقال عكرمة: كنتُ عند ابن عباس - رضي الله عنه - فمرّ طائرٌ يصيح؛ فقال رجلٌ من القوم: خيرٌ! خيرٌ!. فقال ابن عباس: ما عند هذا لا خيرٌ ولا شرّ [61].
وفي الحديث عن النبي - صلى الله وعليه وسلم -: "ثلاثةٌ لا يَسلَمُ منها أحدٌ: الطِّيَرَةُ والحَسَدُ والظنُّ" قيل: فما نصْنعُ؟ قال: "إذا تَطَيَّرْتَ فامْضِ، وإذا حَسَدْتَ فلا تَبْغِ، وإذا ظَننتَ فلا تُصَحِّحْ" [62].
قال ابن مفلح المقدسي:
معناه أن الطيرة شيءٌ تجدونه في نفوسكم ضرورةً، ولا تكليفَ به، لكنْ لا تمنعوا بسببه من التصرف؛ لأنه مكتَسَبٌ، فيقع به التكليف [63].
قال الشيخ عبد الرؤوف الـمُناوي:
فينبغي لمن طرقته الطيرة أن يسأل اللهَ تعالى الخيرَ، ويستعيذ به من الشرّ، ويَمضي في حاجته متوكلاً عليه [64].
وقد كان العرب قبل الإسلام يتشاءمون بشهر شوال، ولا سيما في النكاح، فلقّنت عائشة - رضي الله عنها - أصحابَ هذا الوهم درساً عملياً عندما بيّنت أن النبيّ - صلى الله وعليه وسلم - عقَدَ عليها في شهر شوال، وبنى بها في شوال، ثم قالت: أيُّكُنَّ كان أحظى عنده مني؟ [65].
3- الإتيان بالكفارة:
وهي قول ما ورد مما أخرجه الإمام أحمد عنه - صلى الله وعليه وسلم - قال: "من ردّته الطيرة عن حاجته فقد أشرك"، قالوا: وما كفارةُ ذلك؟ قال: "أن تقول: اللهم لا خيرَ إلا خيرُك، ولا طيرَ إلا طيرُك، ولا إلهَ غيرُك" [66].
أو ما أخرج أبو داود عن عروة بن عامر - صلى الله وعليه وسلم -: قال ذُكرت الطيرة عند النبي - صلى الله وعليه وسلم - فقال: "أحسنها الفأل، ولا ترد مسلماً، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقُل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك" [67].
4- التفاؤل، وسأقف عنده وَقفةً مطوّلة بعض الشيء!
التفاؤل في مقابل التشاؤم:
قال الإمام النووي: قال العلماء: الفأل يكون فيما يسوء وفيما يسرُّ، والغالب في السرور، والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء، قالوا: وقد يُستعمل مجازاً في السرور [68].
وفي "لسان العرب" الفَأل: ضدُّ الطِّيَرَة[69].
قال القرافي: وأما الفأل فهو: ما يُظَنُّ عنده الخير [70].
وقال القرطبي: والفأل: هو الاستدلال بما يسمع من الكلام على ما يريد من الأمر إذا كان حسناً، فإذا سمع مكروهاً فهو تطيُّرٌ، أمره الشرع بأن يفرح بالفأل ويمضي على أمره مسروراً، وإذا سمع المكروه أعرض عنه ولم يرجع لأجله [71].
ومعنى التفاؤل:
مِثل أن يكون رجلٌ مريض فيتفاءل بما يسمع من كلام، فيسمع آخَرَ يقول: "يا سالم"، أو يكون طالِبَ ضالَّة فيسمع آخرَ يقول: "يا واجِد"، فيقَع في ظَنِّه أنه يبرأ مِن مَرَضه، ويجدُ ضالَّتَه [72].
وقال ابن تيمية:
الفأل: هو أن يفعل أمراً، أو يعزم عليه متوكِّلاً على الله، فيسمع الكلمة الحسنة التي تسرُّه مثل أن يسمعَ "يا نجيح"، "يا مفلح"، "يا سعيد"، "يا منصور"، ونحو ذلك [73].
وقد وردت عن النبيّ - صلى الله وعليه وسلم - أحاديثُ تستحبّ الفألَ، وتحُضُّ على التفاؤل، من ذلك:
ما رواه أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل". قالوا: وما الفأل؟ قال: "الكلمة الحسنة" [74].
وقال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: "لا طيرة، وخيرها الفأل"، قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: "الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم" [75].
وقال - صلى الله وعليه وسلم -: "أصدق الطيرة الفأل، والعين حقّ" [76].
وذُكرت الطيرة عنده - صلى الله وعليه وسلم - فقال: "خيرُها الفأل، ولا ترد مسلماً،...." الحديث [77].
وأنه كان - صلى الله وعليه وسلم - يعجبه الفأل، ويكره الطيرة [78].
وكان - صلى الله وعليه وسلم - لا يتطير من شيء وكان إذا بعث عاملاً سأل عن اسمه، فإذا أعجبه اسمه فرح به ورئي بِشرُ ذلك في وجهه، وإن كره اسمه رئي كراهية ذلك في وجهه، وإذا دخل قرية سأل عن اسمها، فإن أعجبه اسمها فرح بها ورُئي بِشرُ ذلك في وجهه، وإن كره اسمها رُئي كراهية ذلك في وجهه [79].
وأنه - صلى الله وعليه وسلم - إذا خرج لحاجته يعجبه أن يسمع: "يا نجيح، يا راشد" [80].
ولا يعني قوله - صلى الله وعليه وسلم -: "لا طيرةَ وخيرها الفأل"، وقوله: "أصدق الطيرة الفأل" وأشباهُهُ إباحةً منه للطيرة، وإنما هو من باب قول العرب: "الصيف أحر من الشتاء" يعني: الفألُ في بابه أبلغُ من الطيرة في بابها، وباب الفأل هو التيامن، كما أن باب الطيرة هو التشاؤم [81].
قال الخطابي: الفرق بين الفأل والطيرة: أن الفأل إنما هو من طريق حُسن الظنّ بالله، والطيرة لا تكون إلا في السوء؛ فلذلك كُرهت [82].
وقال القرافي مفرّقاً بين الفأل والطيرة: والفرق بينه وبين القسم الذي تقدم الذي هو مباح أن هذا متردّد بين الخير والشرّ، والأول متعين للخير، فهو يبعث على حسن الظن بالله تعالى، فهو حسن؛ لأنه وسيلة للخير والثاني بصدد أن يبين سوء الظن بالله تعالى فحرم لذلك، وهو يحرم لسوء الظن بغير سبب تقتضيه عادة فيلحق بالطيرة، فهذا هو تلخيص الفرق بين التطيُّر والفأل المباح والفأل الحرام [83].
وقال القرطبي: وإنما كان يعجبه الفأل لأنه؛ تنشرح له النفس وتستبشر بقضاء الحاجة وبلوغ الأمل؛ فيحسن الظنَّ بالله - عز وجل -، وقد قال: "أنا عند ظن عبدي بي" [84].
ونقل الحافظ ابن حجر عن الإمام الحليمي القول: وإنما كان - صلى الله وعليه وسلم - يعجبه الفأل؛ لأن التشاؤم سوء ظنٍّ بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال [85].
ونقل عن الإمام الطيبي: معنى الترخص في الفأل، والمنع من الطيرة هو أن الشخص لو رأى شيئاً، فظنه حسناً محرضاً على طلب حاجته فليفعل ذلك، وإن رآه بضدّ ذلك فلا يقبله، بل يمضي لسبيله، فلو قبل وانتهى عن المضيّ فهو الطيرة التي اختُصت بأن تُستعمل في الشؤم. [86].
ذلك أن المتطير "يصير قلبه متعلقاً بغير الله عبادة وتوكلاً، فيفسد عليه قلبه وإيمانه وحاله، ويبقى هدفاً لسهام الطيرة، ويساق إليه من كل أوب، ويقيض له الشيطان من ذلك ما يفسد عليه دينه ودنياه، وكم هلك بذلك وخسر الدنيا والآخرة، فأين هذا من الفأل الصالح السار للقلوب، المؤيد للآمال، الفاتح باب الرجاء، المسكن للخوف، الرابط للجأش، الباعث على الاستعانة بالله، والتوكل عليه، والاستبشار المقوي لأمله، السار لنفسه؟ فهذا ضد الطيرة، فالفأل يفضي بصاحبه إلى الطاعة والتوحيد، والطيرة تفضي بصاحبها إلى المعصية والشرك، فلهذا استحب - صلى الله وعليه وسلم - الفأل، وأبطل الطيرة" [87].
قال ابن بطال: جعل الله في فِطر الناس محبة الكلمة الطيبة والأنس بها، كما جعل فيهم الارتياح بالمنظر الأنيق والماء الصافي وأن كان لا يملكه ولا يشربه. [88].
يقول ابن القيّم:
وهذا الذي جعله الله سبحانه في طباع الناس وغرائزهم من الإعجاب بالأسماء الحسنة، والألفاظ المحبوبة، وهو نظير ما جعل في غرائزهم من الإعجاب بالمناظر الأنيقة، والرياض المنورة، والمياه الصافية، والألوان الحسنة، والروائح الطيبة، والمطاعم المستلذّة، وذلك أمر لا يمكن دفعه ولا يجد القلب عنه انصرافاً، فهو ينفع المؤمن ويسرّ نفسه وينشطها، ولا يضرها في إيمانها وتوحيدها، وأخبر - صلى الله وعليه وسلم - أن الفأل من الطيرة وهو خيرها، فقال: "لا طيرة، وخيرها الفأل" فأبطل الطيرة وأخبر أن الفأل منها ولكنه خيرها، ففصل بين الفأل والطيرة لما بينهما من الامتياز والتضاد، ونفع أحدهما ومضرة الآخر، ونظير هذا منعه من الرقية بالشرك وإذنه فيها إذا لم تكن شركاً؛ لما فيها من المنفعة الخالية عن المفسدة [89].
ويرى الفخر الرازي تعليلاً لذلك غريباً هو أن الفَرقُ بينهما أن "الأرواحَ الإنسانية أقوى وأصفى من الأرواح البهيمية والطيرية، فالكلمة التي تجري على لسان الإنسان يمكن الاستدلالُ بها؛ بخلاف طيرانِ الطير، وحَرَكَاتِ البهائم؛ فإن أرواحَها ضعيفة، فلا يمكن الاستدلالُ بها على شيء من الأحوال" [90]، والله أعلم.
خاتمة البحث
تطرقت هذه الورقات إلى موضوع عقَديٍّ هامٍّ أكثرت السُّنة المطهّرة من التنبيه إليه في عشرات الأحاديث عن النبي - صلى الله وعليه وسلم -؛ هو موضوع "الطيرة والتشاؤم".
وقد تقصى البحثُ الأحاديث النبوية في هذا الموضوع في دائرة الكتب الستة فبلغت (19) حديثاً بإهدار المكرّرات.
وقد وصل البحث إلى أنّ مصطلحي "الطِّـيَرة" و"التشاؤم" متقاربان جداً بل متطابقان لدى كثيرٍ من أهل العلم، وأنهما يتكلمان عن إشكالية عقَدية ونفْسية لدى بعض الناس ممن لم ترسخ في العلم أقدامُهم، ولم تتنوّر بحقائق الإيمان قلوبُهم؛ تجعلهم يربطون بين أسبابٍ غير معتبرة عقلاً وشرعاً وبين شرٍّ وضررٍ يتوهمونه.
وخُلِصَ إلى أنّ هذه الإشكالية مؤديةٌ إلى سلوكٍ محرَّم شرعاً من التطيُّر، بل لعله يتفاقم في قلب صاحبه إلى أن يقضي على الإيمان فيه، ويُوقعه بفساد عقيدته، ويُوبقه في آخرته.
وحاول هذا البحث تلمُّس الأساليب الشرعية المأثورة عن النبيّ - صلى الله وعليه وسلم - في معالجة هذه الظاهرة الجاهلية، وما قدّمه النبي - صلى الله وعليه وسلم - من أدويةٍ سماويةٍ في معالجتها، والحمد الله رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم
• "الآداب الشرعية" للإمام محمد بن مفلح المقدسي (763ه).
اعتنى به: ماهر ثملاوي و علي محمد زينو. مؤسسة الرسالة ناشرون - بيروت.ط1: 1426 ه/2005م.
• "البحر الزخار" المعروف بـ "مسند البزار" للحافظ البزار (292 ه).
تحقيق: د. محفوظ عبد الرحمن.
مؤسسة علوم القرآن ـ بيروت و مكتبة العلوم والحكم ـ المدينة المنورة. ط1: 1409ه/1988م.
• "بغية الرائد في تحقيق "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" للهيثمي (807 ه)
تحقيق: عبد الله محمد الدرويش. دار الفكر - بيروت ط1: 1414 ه/1994م.
• "تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي" للإمام السيوطي (911 ه).
اعتنى به: حسن شلبي و ماهر ثملاوي. مؤسسة الرسالة ناشرون ـ بيروت.ط1: 1427 ه/2006م.
• "تفسير التحرير والتنوير" للشيخ الطاهر بن عاشور (1393ه).
الدار التونسية للنشر - تونس: 1984م.
• "تفسير الفخر الرازي المشتهر بالفتح الكبير و مفاتيح الغيب" للفخر الرازي (604ه).
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت. ط 1: 1401ه/ 1981م.
• "التيسير بشرح الجامع الصغير" للشيخ محمد عبد الرؤوف المناوي (1031ه).
المطبعة المصرية - القاهرة: 1286ه.
• "الجامع لأحكام القرآن" (تفسير القرطبي) للإمام القرطبي (671ه).
تحقيق: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي. مؤسسة الرسالة - بيروت. ط1: 1427 ه/2006م.
• "الحديث الموضوعي دراسة نظرية" للدكتور رمضان إسحاق الـزّيّان.
مجلة الجامعة الإسلامية - غزة، المجلد العاشر، العدد الثاني.
• "الزواجر عن اقتراف الكبائر" لشهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي (974ه).
المطبعة المصرية ببولاق: 1284ه.
• "سنن ابن ماجه" للإمام أبي عبد الله محمد بن يزيد الربعي (275 ه)
بإشراف ومراجعة: الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ. دار السلام - الرياض. ط 1: 1420ه/ 1999م.
• "سنن أبي داود" للإمام أبي داود السجستاني (275 ه).
بإشراف ومراجعة: الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ. دار الفيحاء - دمشق، دار السلام - الرياض. ط1: 1420ه/1999م.
• "سنن الترمذي" (الجامع المختصر من السنن عن رسول الله ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل) للإمام محمد ابن عيسى بن سورة (279 ه).
بإشراف ومراجعة: الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ. دار الفيحاء - دمشق، دار السلام - الرياض. ط1: 1420ه/1999م.
• "سنن النسائي الصغرى" (المجتبى من السنن) للإمام الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (303ه).
بإشراف ومراجعة: الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ. دار الفيحاء - دمشق، دار السلام - الرياض. ط1: 1420ه/1999م.
• "السنن الكبرى" للحافظ النسائي (303 ه).
قدم له: د. عبد بن عبد المحسن التركي. أشرف عليه: شعيب الأرناؤوط.
حققه وخرج أحاديثه: حسن عبد المنعم شلبي؛ بمساعدة مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة.
مؤسسة الرسالة - بيروت. ط1: 1421ه/2000م.
• "صحيح البخاري" للإمام البخاري (256ه).
طبعة جديدة فريدة مقابلة على النسخة السلطانية، ومذيلة بأرقام طرق الحديث، ومخرجة من "صحيح مسلم"، و"مسند الإمام أحمد"، مع وصل معلقاته ومتابعاته. نسخة مقروءة بالسند المتصل إلى الإمام أبي عبد الله البخاري.
اعتنى به: عز الدين ضلّي، عماد الطيار، ياسر حسن.
مؤسسة الرسالة ناشرون - دمشق بيروت. ط1: 1429ه/2008م.
• "صحيح مسلم" للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري ( 261ه)
مكتبة دار السلام - الرياض، دار الفيحاء - دمشق. ط2: 1421ه/2000م.
• "فتح الباري بشرح صحيح البخاري" للحافظ ابن حجر العسقلاني (852 ه).
طبعة مصححة على عدة نسخ، وعن النسخة التي حقق أصولها وأجازها: الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز.
دار الفكر - بيروت: 1414ه/1993م.
• "فيض القدير شرح الجامع الصغير" للشيخ محمد عبد الرؤوف المناوي (1031ه).
دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت. ط2: 1391ه/1972م.
• "كتاب الفروق" (أنوار البروق في أنواء الفروق) لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي (684 ه).
دراسة وتحقيق: مركز الدراسات الفقهية والاقتصادية: أ.د. محمد أحمد سراج، أ.د. علي جمعة محمد.
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة - القاهرة. ط1: 1421 ه/2001م.
• "لسان العرب" لابن منظور (711ه)
تولى تحقيق لسان العرب نخبة من العاملين بدار المعارف هم الأساتذة:
عبد الله علي الكبير و محمد أحمد حسب الله و هاشم محمد الشاذلي. دار المعارف - مصر. (د.تخ).
• "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ)
اعتنى بها وخرج أحاديثها: عامر الجزار و أنور الباز. دار الوفاء - المنصورة. ط3: 1426 ه/2005م.
• "المسند" للإمام أحمد ابن حنبل (241 ه)
الموسوعة الحديثية. المشرف العام على إصدار الموسوعة: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي.
المشرف العام على تحقيق المسند: الشيخ شعيب الأرناؤوط. مؤسسة الرسالة، ط1: 1417 ه/1997م.
• "المعتمد في الأدوية المفردة" للملك الأشرف التُّركُماني (696ه).
ملفّ (WORD).
• "المعجم الأوسط" للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (360 ه)
تحقيق: طارق بن عوض الله بن محمد، وعبد المحسن بن إبراهيم الحسيني. دار الحرمين - القاهرة: 1415ه/1995م.
• "المعجم الكبير" للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (360 ه)
حققه وخرّج أحاديثه: حمدي عبد المجيد. دار إحياء التراث العربي: 1406 ه/1986م.
• "المعجم الوسيط"
جمهورية مصر العربية: مجمع اللغة العربية: الإدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث.
ط4: 1425هـ/2004م. مكتبة الشروق الدولية.
• "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة" لابن قيم الجوزية (751 ه).
قدم له وضبط نصه وعلق عليه وخرّج أحاديثه: علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الحلبي الأثري.
راجعه: فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد. دار ابن عفان ـ الخُبَر.ط1: 1416 ه/1996م.
• "المُفهم لِما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" للحافظ أبي العباس أحمد بن عمر القرطبي (656 ه).
حققه وعلق عليه وقدم له: محيي الدين ديب مستو، يوسف علي بديوي، أحمد محمد السيد، محمود إبراهيم بزّال.
دار ابن كثير دمشق بيروت، دار الكلم الطيب دمشق بيروت. ط1: 1417هـ/1996م.
• "المنهاج شرح الجامع الصحيح" - "شرح صحيح مسلم" - للإمام النووي (676ه)
تحقيق وتعليق: د. مصطفى ديب البغا (أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة جامعة دمشق)
دار العلوم الإنسانية - دمشق. ط1: 1418 ه/ 1997م.
• "المنهاج في شعب الإيمان" للحليمي (403ه).
تحقيق: حلمي محمد فودة. دار الفكر - بيروت. ط1: 1399 ه/1979م.
• "الموسوعة الفقهية" إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت.
ج 12. ط2: 1408 ه/ 1988م.
• "النهاية في غريب الحديث والأثر" للإمام مجد الدين ابن الأثير الجزري (606ه)
تحقيق محمود أحمد الطناحي و طاهر أحمد الزواوي، مؤسسة التاريخ العربي و دار إحياء التراث العربي - بيروت.
[1]"لسان العرب" لابن منظور(طير) 4/2736-2737.
[2]"المُفهم لِما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" 5/626.
[3]"فتح الباري شرح صحيح البخاري" 11/373.
[4]كذا.
[5]"شرح صحيح مسلم" 4/2261.
[6]"النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/152.
[7]"التيسير بشرح الجامع الصغير" 2/158.
[8]"تفسير التحرير والتنوير" للشيخ الطاهر بن عاشور 9/65.
[9]"شرح صحيح مسلم" 4/2261.
[10]"مفتاح دار السعادة" 3/311.
[11]"الفروق" للقرافي 4/1367.
[12]"مجموع الفتاوى" 23/41.
[13]"لسان العرب" لابن منظور(شؤم) 4/2177-2178.
[14]"فتح الباري" 11/376، وعبارة الحليمي في "المنهاج في شعب الإيمان" 2/25: ... أنّ الشؤم سوء الظنّ بالله - عز وجل - من غير سبب ظاهر يرجع الظنّ إليه، ويُبنى في الحقيقة عليه.
[15]"تفسير التحرير والتنوير" 5/66.
[16]في المطلب الأول من هذا المبحث(الثاني) ص 15 من هذا البحث.
[17]"فتح الباري" 11/376.
[18]يُنظر للتفصيل في هذه المناهج: "الحديث الموضوعي دراسة نظرية"؛ رمضان إسحاق الـزّيّان، مجلة الجامعة الإسلامية، المجلد العاشر، العدد الثاني، ص 234-236.
[19]أخرجه البخاري في "صحيحه": كتاب الطب: باب من لم يرقَ: برقم(5752).
وأطرافه في: كتاب الأنبياء: باب وفاة موسى وذكره بعد برقم(3410). وفي كتاب الرقاق: باب ﭽﮧﮨﮩﮪ ﮫﮬﭼ [الطلاق:3]: برقم(6472). وفي كتاب الرقاق: باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب: برقم(6541).
وأخرجه مسلم في "صحيحه": الإيمان: باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب: برقم(527).
وأخرجه الترمذي في "جامعه": صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: باب: برقم(2446).
[20]أخرجه البخاري في "صحيحه": كتاب الطب: باب الطيرة: برقم(5753).
وأطرافه في: كتاب البيوع: باب شراء الإبل الهيم...: برقم(2099). وفي كتاب النكاح: باب ما يُتّقى من شؤم المرأة برقمي(5093)، و(5094). وفي كتاب الطب: باب لا عدوى: برقم(5772).
وأخرجه مسلم في "صحيحه": السلام: باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم: برقم(5805).
وأخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الكهانة والتطير: باب في الطيرة: برقم(3922).
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" كتاب عشرة النساء: باب شؤم المرأة: برقم(9230).
[21]يُريد: الشؤم.
[22]أخرجه البخاري في "صحيحه": كتاب الجهاد والسير: باب ما يُذكر من شؤم الفرس: برقم(2859).
وأخرجه مسلم في "صحيحه": السلام: باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم: برقم(5810).
[23]أخرجه البخاري في "صحيحه": كتاب الطب: باب الطيرة: برقم(5754).
وطرفه في باب الفأل: برقم(5755).
أخرجه مسلم في "صحيحه": السلام: باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم: برقم(5799).
[24]أخرجه البخاري في "صحيحه": كتاب الطب: باب الفأل: برقم(5756).
وطرفه في: باب لا عدوى: برقم(5776).
وأخرجه مسلم في "صحيحه": السلام: باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم: رقم(5800).
وأخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الكهانة والتطير: باب في الطيرة: برقم(3915).
وأخرجه الترمذي في "جامعه": كتاب السير عن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: باب ما جاء في الطيرة: برقم(1615).
وأخرجه ابن ماجه في "سننه": كتاب الطب: باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة: برقم(3537).
[25]أخرجه البخاري في "صحيحه": كتاب الطب: باب لا هامة: برقم(5757).
وأطرافه في: باب الجذام: برقم(5707)، وباب لا هامة برقم(5770)، وباب لا عدوى برقمَي(5773) و(5775).
وأخرجه مسلم في "صحيحه": السلام: باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول ولا يورد ممرض على مصح: برقم(5794).
وأخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الكهانة والتطير: باب في الطيرة: برقم(3911)
[26]يُريد: الشؤم.
[27]أخرجه مسلم في "صحيحه": السلام: باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم: برقم(5812).
[28]أخرجه مسلم في "صحيحه": المساجد: باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته: برقم(1199).
أخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الصلاة: باب تشميت العاطس في الصلاة: برقم(930).
وأخرجه النسائي في "المجتبى": كتاب الصلاة: الكلام في الصلاة: برقم(1219).
[29]أخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الكهانة والتطير: باب في الطيرة: برقم(3910)
وأخرجه الترمذي في "جامعه": كتاب السير عن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: باب ما جاء في الطيرة: برقم(1614).
وأخرجه ابن ماجه في "سننه": كتاب الطب: باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة: برقم(3538).
[30]أخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الكهانة والتطير: باب في الخط وزجر الطير: برقم(3907).
[31]أخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الكهانة والتطير: باب في الطيرة: برقم(3917).
[32]أخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الكهانة والتطير: باب في الطيرة: برقم(3919).
[33]أخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الكهانة والتطير: باب في الطيرة: برقم(3920).
[34]أخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الكهانة والتطير: باب في الطيرة: برقم(3921).
[35]أخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الضحايا: باب في العقيقة: برقم(2835).
[36]أخرجه الترمذي في "جامعه": كتاب السير عن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: باب ما جاء في الطيرة: برقم(1616).
[37]أخرجه ابن ماجه في "سننه": كتاب الطب: باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة: برقم(3536).
[38]أخرجه ابن ماجه في "سننه": كتاب الطب: باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة: برقم(3539).
[39]أخرجه ابن ماجه في "سننه": كتاب الطب: باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة: برقم(3540).
[40]قال الحافظ السيوطي في "تدريب الراوي" ص 59-60:
"سنن النسائي" الذي هو أحد الكتب الستة ـ أو الخمسة ـ هي "الصغرى" دون "الكبرى".
صرح بذلك التاج ابن السُّبكي قال: وهي التي يُخرّجون عليها الأطرافَ والرجال، وإن كان شيخه المزي ضمَّ إليها "الكبرى"، وصرّح ابن الملقن بأنها "الكبرى"، وفيه نظر. ا. ه.
[41]يُنظر: "الآداب الشرعية" لابن مفلح المقدسي ص 782-783.
[42]"الفروق" 4/1367.
[43]"الزواجر عن اقتراف الكبائر" 2/156.
[44]سلف تخريجه ص 9.
[45]"الموسوعة الفقهية الكويتية" 12/183.
[46]رواه البزار في "مسنده"(3578) عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: "ليس منا من تطيَّرَ، أو تُطُيِّرَ له، أو تكَهَّنَ، أو تُكُهّن له، أو سحَرَ، أو سُحِرَ له، ومن عقد عُقدةً" ـ أو قال: "من عقد عقدة" ـ "ومن أتى كاهناً فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله وعليه وسلم -".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8480): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن الربيع وهو ثقة.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" 18/(355) باختلافٍ وله قصة.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8403): رواه الطبراني وفيه إسحاق بن الربيع العطار وثقه أبو حاتم، وضعفه عمرو بن علي، وبقية رجاله ثقات.
ورواه الطبراني في "الأوسط"(4844) في خطبةٍ لعليٍّ - رضي الله عنه - يرفعه إلى رسول الله ، ولفظه: "ليس مني من تطيَّرَ، أو تُطُيِّرَ له، أو تكَهَّنَ، أو تُكُهّن له، أو سحَرَ، أو سُحِرَ له...".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(18197): رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عيسى بن مسلم الطهوي. قال أبو زرعة: لين، وقال أبو حاتم: ليس بالقويّ يُكتب حديثه، وبقية رجاله ثقات إن شاء الله.
ورواه الطبراني في "الأوسط"(4262) عن ابن عباس أن النبي - صلى الله وعليه وسلم - قال: "ليس منا من تسحَّرَ، أو تُسُحِّرَ له، أو تكهَّنَ أو تُكُهّنَ له، أو تطيَّرَ أو تُطيِّرَ له".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8479): رواه البزار والطبراني في "الأوسط"، وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف.
ولم أجده فيما طُبعَ من "مسند البزار"، والله أعلم.
[47]"النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/152.
[48]"مفتاح دار السعادة" 3/273.
وذكر قوله تعالى: ﴿ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ [يس: 18، 19]، وكذلك حكى الله سبحانه عن قوم فرعون: ﴿ يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].
[49]كذا العبارة، وفيها غموضٌ.
[50]"المنهاج في شعب الإيمان" للحليمي 2/20.
[51]"مفتاح دار السعادة" 3/268.
[52]"فتح الباري" 11/373- 374.
[53]أخرجه الإمام أحمد في "المسند" برقم(16016) من حديث واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه -.
ودون "فليظن بي ما شاء" صدرُ حديث قدسي شريف أخرجه البخاري في "صحيحه"(7405)، ومسلم(6805) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
[54]لم أجده بهذا اللفظ على شهرته، وكثرة إيراد المصنفين له، والله أعلم.
وأقرب ما وجدته من هذا اللفظ ما أخرجه الإمام أحمد في "المسند" برقم(9076) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: أن الله - عز وجل - قال: "أنا عند ظنّ عبدي بي، إن ظن بي خيراً، فله وإن ظن شراً فله".
[55]ورد هذا اللفظ في أحاديثَ عديدةٍ سلفت من قبل.
[56]المحمودة: هو السقمونيا، وهو نبات يستخرج منه دواء مسهل للبطن ومزيل لدوده.
يُنظر: "المعتمد في الأدوية المفردة" للملك الأشرف التُّركُماني 1/286، و"المعجم الوسيط"(سقم) ص 437.
[57]"الفروق" للقرافي 4/1367-1368.
[58] سلف تخريجه ص 10.
[59]"النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/152.
[60]أخرجه الإمام أحمد في "المسند" برقم(1824).
[61]نقله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 11/376، وعزاه إلى الطبري، ولم أجده، والله أعلم.
[62]أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(3227) من حديث حارثة بن النعمان - رضي الله عنه -.
قال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" برقم(13046): رواه الطبراني، وفيه إسماعيل بن قيس الأنصاري، وهو ضعيف.
[63]"الآداب الشرعية" ص 783.
[64]"فيض القدير شرح الجامع الصغير" 6/136.
[65]أخرجه مسلم في "صحيحه" برقم(3483).
[66]أخرجه الإمام أحمد في "المسند" برقم(7045) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
[67]سلف تخريجه ص10.
[68]"شرح صحيح مسلم" 4/2261.
[69]"لسان العرب"(فأل) 5/3335.
[70]"الفروق" للقرافي 4/1371.
[71]"الجامع لأحكام القرآن" 19/178.
[72]"النهاية في غريب الحديث والأثر"(فأل) 3/406.
[73]"مجموع الفتاوى" 23/41.
[74]سلف تخريجه ص 8.
[75]سلف تخريجه ص 8.
[76]أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" برقم(7883) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
وأخرجه من حديث حابس التميمي - رضي الله عنه - برقم(20679): "لا شيء في الهام، والعين حقٌّ، وأصدق الطير الفأل".
وبرقم(20680) بلفظ: "لا شيء في الهام، والعين حقّ، وأصدق الطيرة الفأل".
[77]سلف تخريجه ص 8.
[78]سلف تخريجه ص 10.
[79]سلف تخريجه ص 10.
[80]سلف تخريجه ص 10.
[81]يُنظر: "فتح الباري" 11/375-376.
[82]نقله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 11/376.
[83]"الفروق" للقرافي 4/1372.
[84]"الجامع لأحكام القرآن" 7/290. وقوله تعالى قطعة من حديث قدسي شريف سلف تخريجه ص 30.
[85]"فتح الباري" 11/376، وعبارة الحليمي في "المنهاج في شعب الإيمان" 2/25:
فأمّا الفأل الذي كان يعجبه، والفرقُ بينه وبين الشؤم أنّ الشؤم سوء الظنّ بالله - عز وجل - من غير سبب ظاهر يرجـع الظنّ إليه، ويُبنى في الحقيقة عليه، والتيمُّن بالفأل الحسن حسنُ الظنّ بالله تعالى، وتعليق حسن الأصل به، وذلك بالإطلاق محمود، فأما إساءة الظنّ به عزّ اسمُهُ من غير أمارة ظاهرة، وسب معروف فمذمومة، فرق ما بينهما، وبالله التوفيق.
[86]نقله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 11/376.
[87]"مفتاح دار السعادة" 3/312.
[88]نقله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 11/376.
[89]"مفتاح دار السعادة" 3/308-309.
[90]"تفسير مفاتيح الغيب" 15/225.