أتسائل دائماً حين أرى أن الزوجين قد دبت بينهما المشاكل وعصفت في بيتهما، ماذا بعد!؟ وإلى أين هما ذاهبين!؟ وتزداد الأسئلة إلحاحاً حين يكون بينهما أطفال!؟ هل الصراع حل!؟ وهل سيؤدي إلى نتيجة!؟ وهل سينتصر أحدهما ويخضع الأخر لما يريده!؟ هل سقتنع الطرفان برأي أحدهما تحت النار المشتعلة في حياتهما!؟ هل اللوم المستمر حل!؟ هل الحقد والكرهية سيغيران شيئاً!؟
حين يكون للزوجين أبناء فإنه لا يوجد طريق ولا حل إلا شيئاً واحد وهو المصالحة التعايش التفاهم خلاف ذلك فإن كلا الطرفين سيكونان ضحايا حتى ولو تبرأ أحدهما من الأبناء ورمى عقله ومضى في سبيل هواه، لأنه مصيره إليهم ولن يتخلى عنهم إلا بالموت، ومهما توقع المرء أن حياته ستتغير وستكون أفضل فإنها لن تكون أفضل بكثير من واقعه الذي لو أصلحه واشترك مع شريكه لاستمتع في حياته.
إذاً الحل هو ضع المشاكل جانباً، تحاور مع شريكك لتصل إلى حياة أفضل وأرقى، أهتم بأبنائكَ وطور حياتهم ووفر لهم البيئة التربوية السليمة، خلاف ذلك فإن الخاسران هم الزوجين والأبناء.
إذا كان هناك ليس سوى طريق واحد فلماذا الأستمرار بالمشاكل والتناحر والتقاذف بالرغم من أنها لن تؤدي إلى أي نتيجة أو تطوير حياة أو وضع إنما هو مجرد دوران مستمر من مشكلة إلى مشكلة إلى لا حل.
يجب أن يعي الزوجان أن الطريق أمامهما طويل ومن يحاول أن يتوقف وينعطف يميناً أو شمالاً فإنه لن يجد ضالته سر إلى الأمام بنية صافية وروح سليمة وتفهم كبير وحب للحياة وأرض بواقعك وأبني أسرة طيبة هادئة وضع يدكَ بيد شريكك وربي أبنائك ولا تلتف للخلف ولا تتوقف ولا تتلفت فامضي في طريقك لأنه لا حل لك ولا لأسرتك إلا بأن تسير أنت وشريكك للأمام.