عجبتُ لكِ !! ... ألا تُريدين السعادة ؟ ...
خرج زوجها لعمله أو مشاغله .. أغلق الباب .. بقيت زوجته في بيتها .. أنجزت عملها .. ثمّ هيّأت مجلسها .. استقبلت شاشة البلازما .. وضعت كوب الشاي وبعض الفطائر والشطائر .. حملت الريموت .. بدأت في تصفّح قنوات الفضاء .. استعدت لمهمةٍ شاقة .. فأمامها أكثر من أربعمائة قناة ... هي تبحث عن شيء بقصد أو بدون قصد .. هي تبحث عن شيءٍ تفتقده .. تزعم أنّ اسمه الحنان والحبّ .. فهي خالية تريد الإشباع .. حالمة تنشد الاستمتاع .. ناقصة تبحث عن المفقود ..
أخذت راحتها .. فقد اعتقدت أنّ المكان خلا لها ... تقف عند قنوات الأفلام والمسلسلات .. وربّما الطرب .. تستهويها لقطات الحبّ والعشق وما تمرّ به لحظات الخطوبة ........ والبعض يعرف جيّداً ما تحويه كثير من تلك المسلسلات والأفلام ـ وللأسف ـ
هنا أيتها الزوجة الحالمة :
أشعرك بأمور .. فانتبهي لها ..
أولاً : أتظنين أنّ المكان قد خلا لكِ .. لا .. لا .. فقد أوكل الله سبحانه عليك ملكين يرافقانك .. يكتبان ما تفعلين .. في كتاب " لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها " ..
ثانياً : أنّك لست بحاجة لمن يشعرك بحكم ما تشاهدين .. فأنت أعرف بما تشاهدين وحكمه .. " والإثم ما حاك في نفسك ، وكرهت أن يطّلع عليه الناس " ..
ثالثاً : إذا كنت تعانين صدقاً من نقص يُلحق بك ضرراً ... فاعلمي أنّ الله لم يجعل العافية في المحرّم .. فالنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : " تداووا .. ولا تتداووا بحرام " .. وذكر البخاري في صحيحه عن ابن مسعود : " إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم " ..
رابعاً : لا تنسي أن الجزاء من جنس العمل .. فـ " إنّ الله لا يظلم الناس شيئاً ، ولكنّ الناس أنفسهم يظلمون " "يونس 44 .. فمن بحث عن العاطفة والحنان والاستمتاع بالحرام ولو بالمشاهدة ... فقد ينقص الله منها مع زوجها بمقدار ذلك في الحلال ..
ملحوظة :
هذه الصفة وإن لم توجد عند البعض ... إلا أنّها موجودة بكل تأكيد في بعض مجتمعاتنا ... وليبلغ الحاضر الغائب ...
حفظكنّ الله من كل سوء ...
__________________
الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة....