يتلمّس الشاب قبيل زواجه النصائح الحياتية .. والخبرات الصحيحة المجرّبة ... ليهتدي بها في ( ليلة العمر ) .. فلحظات الدخول على زوجته .. مليئة بالشواغل والمشاغل و المشاعر .. ما يحدث فيها لا ينساه غالباً .. في ذكرى مفرحة أو مؤلمة محرجة .. هنا ينبري البعض ليقدّم الاستشارات و كأنه الخبير الذي علم وجرّب فظهر له الصواب ... ومن خلال حواري مع البعض بعد زواجه .. اجتمع لي ثلاثة أنواع من الاستشارات :
الأول يقول : دخلت على زوجتي فجلست بجانبها ولمّا خلا لنا الجو بدأت أسرد لها ما حفظت من منهجي في الحياة ورغباتي وطريقة الحياة التي أُريد أن نسير عليها مستقبلاً .. وما أحبّ أن أراه في زوجتي .. وما ينبغي عليها مراعاته ... وهكذا ولمدة ساعة ونصف .. وهي صامتة لا تتكلم .. فلم أدرِ هل هو سكوت الموافقة أو الرفض ... فوجدتُ عليها في نفسي !!! ... وبعد أشهر ذكرتها بما قلت لها في ليلة الفرح .. فقالت : والله ما أدري ما كنت تقول : لأني شُغلت عنك بالخجل والخوف والرهبة ....... فندمت على قبولي الاستشارة وعلى ما فاتني في ليلتي من الكدر ... فقد أوصاني أحدهم أن أشرح لها من أول ليلة حياتي المستقبلية .
الثاني يقول : اتصل بي صاحبي عصر يوم زواجي وقال : إن المرأة قوتها في دلعها .. فإن مشى عليك لم تغلبها أبدأً إلا بطلاقها .. فأرها الحزم من أول ليلة .. فشحنني .. فما أن خلا لنا المكان .. حتى أرهقتها بالأوامر والنواهي ( جيبي هذا .. حطي هذا ).. لدرجة أني أمرتها أن تجهّز العشاء من الغد لأنني (عزمت زملائي ) .. ولما فهمت بعد أشهر الأمور .. أخذت أدعو على من نكّد عليّ ليلةً كان ينبغي لي ولها أن نتمتع بها .
الثالث صرخ بقهر : ضيّع علي زوجتي ـ حسبي الله عليه ـ فقد نصحه ( صديق !! ) بأن هذه ليلة العمر وذكراها تبقى .. فخذ من أهلك متعتك .. فقد أحلّها الله لك ... فاجتهدت .. وتغلبت على ما قابلني منها من الخوف والرهبة والخجل ... لكن من الغد .. طلبت مني أن تزور أهلها ... ففعلت منتشياً بروح الانتصار ... ولكني صدمت نفسياً فقد رفضت العودة .. ولها الآن ثلاثة أشهر .......
أيّها المستشارون الفوضويون .. قفوا ..
ألا تعلموا أنّ المشورة أمانة وأن المستشار مؤتمن .. ألا تعلموا أنكم إذا أشرتم بشيء وليس لكم أهليّة .. أن عليكم التبعة في الدنيا والآخرة ..