دعا أصحابه لأمسية .. وطلب من زوجته تحضير مأدبتهم .. استعدت من بعد العصر .. ترتيباً وتنظيفاً وتعطيراً .. اجتهدت في سفرتها لتبيّض وجه زوجها .. تفننت نوّعت طبخت وتعبت فصبرت .. فقدم الزوّار فتمتعوا بنعم الله التي هيأتها ... البارد و الحارّ .. الحلو والمالح .. ثمّ تناولوا العشاء .. وألحقوه بالحلا .... ثم غادروا .... فنام الزوج هانئاً .... وقامت هي للشوط الثاني ... تنظيف وتشطيف وترتيب ... حتى منتصف الليل ثم نامت قُبيل الفجر من الإجهاد ...
قام هو نشيطٌ ... فمرّ عليها .. وقال : قومي لصلاة الفجر .. فلم تقم لتعبها .. فتوضأ للصلاة .. ثم عاد إليها ... فرفع صوته : وراك ما تقومين ... فقالت من غير شعور : طيب طيب .... قال : أبصلي وارجع ألقاك مصلية ... هي لم تشعر بما حدث .. فواصلت نومها وهي متعبة ..
جاء صاحبنا من الصلاة .. فوجدها نائمة ..
فدفعها برجليه بعنف .. فقامت مرتعبة .. فقال : وراكِ ما صليتِ ؟! قال في راعة : ما نيب مصلية واللي عندك سوّه !!!
فاتصلت بأخيها : فجاء وأخذها إلى بيت أهلها !!!!!!
فجاء الرجل يطرق بابي .. فقال : انهدّم البيت ... وذكر لي الحكاية كما سبق ......
فبذل المحسنون الجهود للإصلاح .. لكن ....
حتى متى نعبث بديننا وأخلاقنا وكرامة بعضنا .. ألا نرفق في تعاملاتنا ... ألا نقدّر ما يبذله الآخرون من أجلنا .. ألا نقابل إحسانهم بإحسان ...