الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
كثير من المسلمين حتى المستقيمين منهملربما ذهب رمضان ولم يستغلوه الاستغلال الامثل وكما يجب فاليك ايها الحبيب بعد الطرق المثلى لاستغلال هذا الشهر المبارك :
الطريقة الاولى : التوبة الى الله من جميع الذنوب والخطايا وتذكر ممن صام معك في العام الماضي كيف أفناهم الموت واستبقاك بعدهم ... حيّاً فما أقـرب القـاصي من الـداني فتب الى توبة نصوحا ( وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)النور 31 .
ثانيا : التبشير بقدومه والفرح به فقد كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يبشر به أصحابه كل سنة ويزف لهم البشرى من طيبة الطيبة ويقول جاءكم شهر رمضان , شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم ... الحديث . ( أخرجه أحمد ) .
ثالثا : التخطيط لسويعات ولحظات رمضان فمثلا لو اراد ان يختم القران عشر مرات في هذا الشهر المبارك فعليه ان يلزم نفسه بالجد والتخطيط لوقته كما يفعل اهل الدنيا للتخطيط لدنياهم وهاك أخي الفاضل مثالا لقراءة القران في هذا الشهر فلو الزم نفسه بنصف ساعة قبل الصلاة ونصف ساعة بعدها لقراء في اليوم عشرة اجزاء ويختم كل ثلاث وهذه الطريقة سهلة ويسيرة على كل الناس .
رابعا : تفطير الصائمين والتصدق فيه فقد قال صلى الله عليه وسلم من فطر صائما كان له مثل اجر صومه غير انه لاينقص من أجر الصائم شيء وكان صلى الله عليه وسلم كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لِأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ)رواه مسلم
خامسا : الجلوس حتى الاشراق وارتفاع الشمس قيد رمح حتى يحوز اجر الحجةوالعمرة التامة فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله علية وسلم من صلى الفجر فى جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامةتامة تامة .
سادسا : القيام مع الامام في صلاة التراويح حتى ينصرف فمن قام رمضان ايمان واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبهوفي الحديث الاخر من قام مع الامام حتى ينصرف كتبت له قيام ليلة .
سابعا: الدعاء ولا سيما وهو صائم فالصائم دعوته لا ترد ولا سيما عند فطره كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم والدعاء هو العبادة وكذلك استغلال الاسحار فان المولى عزوجل ينزل نزولا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه الثلث الاخير من الليل ويقول هل من داعي فاستجيب له فكم من المكروبين تمر بهم الكربات وهم غافلون عن هذا التوجيه النبوي الشريف فالله الله في ذلك .
ثامنا : التخلق بالاخلاق الحسنة والسعي لخدمة الناس لاسيما اذا كان لديه عمل في نهار رمضان ولا يتلثم ويتكلم بأنفة فقد قال صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) بل وأثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة حسن الخلق والسعي لخدمةالناس وانجاز معاملاتهم افضل من بعض القربات التي نفعها قاصر لان النفع المتعدي افضل من النفع القاصر كما مقرر في قواعد الشريعة الاسلامية بل وينبغي أن يعرض عن أهل السفة فان سابه أحد أو شتمه فل يقل اني امروء صائم .
تاسعا : صلة الارحام فشهر رمضان من أجمل الفرص في زيارة الارحام فالرحم تعلقت بعرش الرحمن فقالت هذا مكان الجائر بك من قطيعة الارحام قال الا يسرك أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك .
عاشرا : حفظ الجوارح ليلا ونهارا عن الحرام قال الرسول صلى الله عليه وسلم: \"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه\" رواه البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه
فبعض المسلمين هدهم الله تجده يتتبع القنوات الفضائية التي تعرض الخنا والفجور وتستهزي بعباد الله الصالحين بحجة أنهم يروحون عن انفسهم وما هكذا تورد الابل يا سعد لم يعلم قول الله تعالى ( ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ) بل بعض البرامج يصل فيها الاستهزاء الى الكفر والعياذ بالله فكيف يسمح المسلم لنفسه مشاهدة الكفر والتلذذ بسماعة ومشاهدته ( قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ) وقالتعالى في صفات المومنين ( والذين لا يشهدون الزور ) .
هذه بضاعة مزجاة اقدمها بين ايديكم لعل الله ان ينفع بها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مستور بن سعود السلمي

__________________

جزاك الله خيرا.. وأعاننا جميعا على قيام رمضان وصيامه واستغلاله على الوجه الذي يرضيه عنا

__________________

إذا كثُر الاستغفار في الأمة وصدَر عن قلوبٍ بربّها مطمئنة دفع الله عنها ضروباً من النقم، وصرَف عنها صنوفًا من البلايا والمحن، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}