أختي الكريمة ...

السلام عليكم , أول شي الله يبارك لكم في زواجكم ويديم عليكم السعادة ويرزقكم ربي بالذرية الصالة ويجعلكم قرة عين لبعض وزوجين متحابين بالدنيا والآخرة يارب.

ليس من عادتي الردود في هذا المنتدى ولكن لاحساسي بمشكلتك وكوني طيار حبيت أرد عليك فقط لأوضح لك مايخفى عليك في طبيعة عملنا.

أختي الكريمة... نحن في مجال الطيران مثلنا مثل باقي البشر, لانذهب للعمل لنخون زوجاتنا ونعيش حفلات صاخبة الى أن نعود للمنزل. بل نذهب كباقي خلق الله نبحث عن الرزق الحلال لكي نضع الحلال على موائدنا ولأطفالنا ولزوجاتنا اللاتي أحل الله لنا. نعم طبيعة عملنا فيها اختلاط , ولكن أبدا لايوجد خلوة. إختلاط بالمطار وصالة العمليات الجوية والطائرة وباص نقل الطاقم لكن لايوجد خلوة أبدا. وطبيعة عملنا لاتسمح لنا بالكلام الكثير واسقاط الكلفة فيما بيننا . العلاقة مبنية على العمل ولا شيء غير العمل. قد تظنين حينما ترين بعض الطاقم يتحدثون فيما بينهم أنهم أكثر من زملاء عمل, لكن اسمحي لي أن أقول لك هذا غير صحيح. طبيعة عملنا تحتم علينا التواصل فيما بيننا ولكثرة سفرنا مع بعض ومن باب المجاملة قد يحدث بعض المجاملات أو الإبتسامة فيما بيننا وبين الركاب أو مع بعضنا البعض وأكرر هذا من صميم عملنا ونحن مطالبين به.

بالنسبة لزميلاتنا المضيفات ففيهم العفيفة والشريفة والمتحجبة واللتي أتت لتكسب الرزق الحلال وفيهم من هو أقل من ذلك , لكن مايهمنا هو أن لكل مننا شخصية ووقار وطابع وسمعة أمام الادارة وأمام باقي الزملاء والكل يحافظ عليها. فلا تظني أبدا أننا بلا أعين تراقبنا , وقبل ذلك طبعا هي عين الله اللتي ترانا وترعانا على الدوام.

أختي الفاضلة... كوني واثقة من نفسك ومن زوجك وتيقني أنه لو أراد النظر لتلك المضيفات لما طرق باب بيتكم وتقدم لكي وفضلكي عليهن جميعا, فأنتي من إختار لنفسه لكي تكوني عقيلته وأما لأبناءه.

ولعل الشيء بالشيء يذكر, كانت لدى زوجتي بعض الوساوس في بدايات زواجنا لكن ولله الحمد مع الأيام زالت وتلاشت تلك المخاوف. إحساسك شيء طبيعي, ولكن من غير الطبيعي أن تسقطي الثقة عن زوجك وتجعليه في قفص الإتهام. تحببي إليه بالكلام والأفعال والدعاء له بالسر والعلن وأكثري من العلن. ودعيني أقترح عليك شيئا من أسرار سعادتي (سر خطير).. حين أسافر لرحلة ما تقوم زوجتي بتحضير شنطتي, ودائما تكتب بعض القصاصات الورقية بخط يدها وتضعها داخل ملابسي, يعني حين ألبس القميص ألقى عبارة أحبك في الجيب, وحين أضع يدي في جيب النطلون ألقى عبارة مشتاقة لك. في اليوم التالي أبحث عن الجوارب (الشراب) وأجد بيت شعر وهكذا.... تكون معي كلماتها طوال رحلتي. بعض الأحيان أجد جوالي يرن لوجود تذكير بموعد , وحين أفتحه أجد عبارة شوق أو كلمة غزل.

أتمنى أن تكون فكرتي وصلت

بذكائك يمكنك أن تجعليه خاتما في إصبعك , فقط إختاري أجمل الكلمات للحديث معه, وتفادي النقاشات الحادة والأمور السلبية اللتي من الممكن أن تنغص عليكم سعادتكم.

أسأله عزوجل أن يديم عليكم الحب والوئام ويرزقكم بالذرية الصالحة.

إن أعجبكي ردي فلا تنسيني من دعائك...