موضوع بالغ الأهمية , وقيم جداً , اشكرك رجل الرجال على إطروحاتك المميزة , والتى استفدنا منها كثيراً في هذا الموضوع وغيره
جزاك الله خير , ونفع بعلمك ..
اسمح لي أن اضيف إضافة بسيطة للموضوع من عدة جوانب :
1- الجانب الشرعي :
(مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع » .
وعنْ أبي هُريرةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّ امرأةً قالَتْ: يا رسولَ اللَّهِ،إنَّ زَوْجِي يُريدُ أَنْ يَذْهَبَ بِابْنِي وقدْ نَفَعَنِي وسَقانِي مِنْ بِئْرِ أبي عِنَبَةَ. فجَاءَ زوجُها، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا غُلَامُ، هَذَا أَبُوكَ وَهَذِهِ أُمُّكَ، فُخْذ بِيَدِ أَيِّهِمَا شِئْتَ)). فأَخَذَ بِيَدِ أُمِّهِ فانْطَلَقَتْ بهِ. وقد خير الصبي وه ابن سبع سنين .
يتنين لنا من هذه الأحاديث أن سن سبع سنين هو سن إدراك معرفي للطفل وتمييز , وتفتح عقلي على الحياة والواجبات والإلزامات , ووجهنا رسول الله إلى تعليم الأطفال في هذا السن الصلاة ممايدل على أنها أنسب سن للتعليم , وإذا بلغوا عشر
سنين يضربوا عليها مما يدل على أن عشر يبلغ الصبي تمام الإدراك ..
وهذا كله إستعداد للتكليف وتربية صحيحة حتى لا يفاجأ الصبي بالامر الواجب عليه دون تهيئة نفسية مسبقة ..
وقياساً على هذا : نقول أن سن سبع سنين هو السن الأنسب لتعليم الطفل ما يحتاجه , وهو سن تفتح عقلي واستيعاب
ورسول الله ( لا ينطق عن الهوى ) وكثير من الإعجازات العلمية والتربوية الحديثة أستمدت من الكتاب والسنة ..
ويقول افلاطون " أن سن سبع سنين هو السن الذهبي للتعليم " وقد سبقه بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
- ومن وقائع عصر النبوة :
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها وهي ابنة تسع سنين ..
الا يدل هذا على انها سن إدراك وتمييز لكافة النواحي الجنسية ..؟!
وكان الصبي يؤم الناس وهو ابن سبع وتسع سنين , مما يدل على أنها سن إدراك وتربية وغرس للقيم الهامة ..
2- من الجانب التربوي :
ما الفرق بين الطفولة في عهد النبوة والطفولة المعاصرة ؟!
لاشك أنها التربية الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة ..
فالطفل على ما ينشأ ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه .. ) إن غرسنا بالطفل أنه رجل راشد وعُلم على هذا المبدأ وعومل على اساسه
والفتاة إنها إمراءة عاقلة مدركة , ينشأ على هذا المبدأ ويتصرفا بناء عليه ..
وأحترمناهما بعدم الإستخفاف بإدراكهما , ووجهناهما إلى المعلومة الصحيحة الوافية التى تروى فضولهما , نكون بهذا حفظناهما من البحث عن المعلومات في الظلام ومن مصادر مشبوهه ..!
- لا ننكر ان كثير من الأطفال وقعوا ضحية التحرشات الجنسية نتيجة جهلهم بهذه الناحية , وترهيبهم منها ..
فتنشأ لديهم عقدة نفسية يمتد آثرها إلى مابعد البلوغ وقد لا تنتهى ..
( لا يكفى أن نعلم الطفل ان هذه المنطقة محظورة ولا تسمح لأحد برؤيتها او لمسها ./ نحن هنا نثير فضوله ؟!!!
وقد يحاول هو العبث بنفسه أو الإستسلام لمن يعبث به , ليكتشف الخطورة في ذلك ويعرف السر ..
والدليل على هذا الممارسات الجنسية بين الأطفال , والتى لا يحسن الاباء التعامل معها , ويعنف الطفل ويرهب عليها ويعاقب
دون مراعاة لنواحي النفسية عند الطفل ودون مراعاة أنه بمرحلة إكتشاف ونمو جنسي لا إستمتاعي ..)
لو تعلم الطفل حقيقة النشأة وتكوين الإنسان والعلاقة الصحيحة بين الذكر والانثى , وأشبع فضوله , نضمن حينها أنه لن يبحث على المعلومات السرية " بنظر الوالدين " في أماكن مشبوهه ومصادر مغلوطة ..
( وأكثر ما يثق الطفل بوالديه بكونهما يعرفان كل شيء بنظر الطفل, ويجب ان ننمي هذة الثقة , بتقديم المعلومة الصحيحة الوافية لتساؤلات الطفل وبهدوء وإتزان , ونكون مصدر معلومات صحيحة يلجأ إليها الطفل متى ما احتاج وحسب ما تفرضه عليه طبيعة نموه , ونتأكد أنه لو إهتزت هذه الثقة وشعر الطفل بنقصان المعلومة أو خطأها فإنه يبحث عن مصدر آخر ويكون عادة الأقران في مثل سنه أو الإعلام الهابط )
3 - كيف نثقف الطفل ثقافة جنسية سليمة ؟؟!
يكون ذلك بطريقة مباشرة وغير مباشرة ..
أ / بطريقة مباشرة :
1- تعليم الطفل الفرق بين الجنسين " الذكر والأنثى " وبلغة الأطفال " البنت والولد " وسيلاحظ هو الفرق بين من حوله من الأطفال , وخاصة عند الإستحمام وتبديل الغيارات للأطفال يسال عن الإختلاف ؟ ويجب أن لا يعنف بل بلطف وبسهولة
يستغل الوالدين الفرصة لتعليمه الفرق بطريقة تناسب إدراكه وأن هذا خلق الله ..
2- الإجابة على تساؤلات الطفل بدقة وصدق ووضوح , عن حقيقة تكوين الإنسان , ومن اين جاء الأطفال ؟ وخاصة مع قدوم طفل جديد للأسرة , تثار التساؤلات في نفس الطفل الآخر .. ؟!!
وهي فرصة تعليمية آخرى لتعليم الطفل وإشباع فضوله , عن كيفية تكوين الطفل " خاصة انه شاهد فترة الحمل لأمه , ولا شك أنه سأل عن ماذا تحوي ؟ وكيف دخل الى بطن الأم ؟ "
بمعنى أن تتدرج المعلومات حسب التكوين والظروف بكل سلاسه ولين ..!
ب / بطريقة غير مباشرة :
1- جلب الحكايات الطفولية والتى تنتهي عادة بزواج البطل والبطلة وإنجابهم ( مع كثرة الإنتقادات لهذا النوع من القصص إلا أني أجد أنها من طرق التعليم غير المباشر للطفل وتوسيع مداركه الجنسية بطريقة طفوليه ميسرة ومحدوده )
2- استغلال مناسبات الأعراس والزواج , وتعليم الطفل أن هذه هي بداية العلاقة الصحيحة لتكوبن الأطفال والأسرة والزواج
هو الشرط الأساسي لها ..
فنكون بهذا حميناه من الإنحرافات السلوكية والممارسات الشاذه بين الأطفال والتحرشات من الكبار ووسعنا مداركه المعرفية ..
3- استخدام الحيوانات الأليفة لتبسيط المعلومات للطفل ومشاهدتها واقعياً وبشكل مباشر ومحسوس , و نتيجة العلاقة من إنجاب حيوانات صغيرة أليفة بقدرة الله وخلقه ..
- امور يجب مراعاتها أثناء تعليم الطفل :
1- ربط كل المعلومات بالناحية الدينية " من حلال وحرام , وقدرة الله وخلقه , وطبيعة الحياة والبشر "
2- عدم تسليط الضوء في تعليم الطفل الثقافة الجنسية على الجانب الإستمتاعي , بل على جانب الطبيعة البشرية للتناسل والتكاثر وتكوين الإنسان . " وهذا بشكل مؤقت حتى تتسع مداركه "
3- عدم تأجيل تساؤلات الطفل والتهرب منها أو أهمالها بل تكون سريعة فور سؤاله واستغلال الفرص لتأكيد المعلومة له
والتعامل معها بكل وضوح وإشعار الأطفال ان الوالدين لا يخفيا سراً , بل هي طبيعة بشرية لتكوين الأسر والأطفال , لكن
لا يصح أن يطلع عليها احد بشكل مباشر لأنه محرم وغير مقبول ..
وربطها بالكبار والمسؤليه ..!
- أخيـــــــــــراً :
يجب أن لا يتخلى الأباء عن مسؤليتهم في تعليم الطفل هذا الجانب , و غرس القيم الصحيحة له في نفس الطفل
حتى لا يستغل جهله و يغرس به معلومات وسلوكيات منحرفة ..
( ولنتأكد أن الإناء الممتلىء لا يمكن ملؤه ) فلنعلم اطفالنا ..!
على الأبوين ان يحرصا على إ ظهار مشاعر المحبة والألفة بينهما أمام الأطفال , وإشارك الطفل بها , لينعم بالأمان النفسي
والإتزان , وتتأكد معلوماته , ولا ينظر للثقافة الجنسية على انها محظور ممنوع بتاتاً , بل يعلم انها متاحة بإطارمشروع ..
ــــــــــــــــ
( إجتهاد شخصي لا أنسبه لأي مصدر ..)
__________________
إذَا هَاجَتْ أَمْوَاجُ الْفِتَنِ ، و تَمَزَّقَ شِرَاعُ الثَّبَاتِ ؛ فَتَأَرْجَحَ قَارِبُ الإيمَانِ مُؤْذِناً بِانْغِمَاسِ القَلْبِ فِي لُجَجِ الظُّلُمَاتِ
نَــاج ِ { لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنّي كُنْتُ مْنَ الظَّلِمِينَ }