بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد
خلق الله النفس البشرية وأوجد معها العقل لتكون كالآلة التي أوجدها الله في أرضه لتعمرها ولكن ليس لوحدها إنما بحسن قيادة ذلك القائد وهو العقل فهذه النفس إذا ترك لها الحبل على الغارب فهي أمارة بالسوء فقد تقود إلى الهلاك والدمار فهي في حكم الآلة بحاجة لمن يوجهها للطريق الأمثل والعقل خير من يفعل ذلك فالإنسان خلقه الله مخيرا وليس مسيرا من منطلق قوله تعالى [ ألم نجعل له عينين / ولسانا وشفتين / وهديناه النجدين ] أي أنه مخير بين الخير والشر والنفس بطبيعتها تميل للسوء دائما لكن عندما تجد الرادع القوي الذي يقوم سلوكها المائل فستتعدل للطريق السوي فالآيات القرآنية الداعية للتدبر كلها تخاطب العقل مباشرة لأنه الحصن الحصين لدفع النفس إلى المضي قدما في درب الخير والصلاح فلو لم يخلق الله للبشر عقولا لأصبحت نفوسهم كالنفس الحيوانية ولعاشوا حياة بهيمية لاتفرق بين الصواب والخطأ فبالعقل وحسن تدبيره يتم صلاح القلب وراحة النفس فالعقل مقود الجسد بنوع قيادته يتحدد اتجاه الجسد فهو التيار الموجه لتطلعات النفس وأهواء القلب فلنجعل العقل أولا والقلب ثانيا فالعقل يبني أحكامه على الحقيقة والمنطق عكس القلب الذي يطلق حكمه بناء على الهوى والعاطفة فيكاد أن أن يكون العقل هو الجزء المسؤول عن سلامة كل أعضاء الجسد أي نعم بأن هناك مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله وهي القلب ولكن كيف نصلحها ألا يكون بحسن تدبير وإدارة العقل فالعقل هو الأب الروحي للجسد والقلب يكاد أن يكون أكبر أبنائه والقدوة من بعده فبتحصين العقول تنال النفس كل مأمول وتنصلح القلوب ويخلو الجسد من العيوب وترتاح النفس وتشرق للطمأنينة كل يوم شمس فليكن العقل خير معين لنا في أداء واجبات فرضها الله علينا امتحانا لنا لننال رضاه ونعيش حياتنا بأمن وأمان وننعم في آخرتنا بفردوس الجنان
اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل إثم