الأخت الفاضله أم نايف
واضح جداً من كلامك ورد فعلك على الموقف أنك لا تنسين الإساءة بسهولة , أو أنك لا تنسين الإساءة أبداً
وأتفق معك أن الموقف أساء لك وأنك ظُلمتي .
لن أكتب لك كلام إنشائي ومثالي , قد يكون من الصعب أن تطبقيه
ولكني كتبت لك في مشاركة سابقة , كيف تعامل أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع من أساء لعائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك وهي قصة حقيقية
وليست مثاليات يصعب الوصول إليها في الواقع , ولكن علينا أن ندرك الفروقات بين الناس ومقدرتهم على النسيان .
لن أكتب الآن نصيحة أو أسرد قصة , لأن الأعضاء الكرام استفاضوا كثيراً في هذا الجانب جزاهم الله خيراً
أنت الآن لا تفكري كيف تنسين الموضوع !
لأنك إذا بقيتي تفكرين بهذه الطريقة , أظنك لن تنجحي في النسيان
ولكن فكري في الموضوع بطريقة أخرى وفي الناحية الإيجابية التي استفدتيها مما حصل
وهو أنك لقنتيهم درساً سيبقى في نفوسهم مدى الحياة , ولن ينسوا أنك شديدة البأس
مع من يسيئ لك , وزوجك أيضاً تعلم نفس الدرس
أنظري للجانب المضيء مما حصل , ولا تركزي فقط على الجانب المظلم
لو لم يحصل هذا الموقف ولو لم يخطئوا في حقك
هل كنت تظنين أنهم سيعرفون أنك شديدة البأس مع من يتعمد الخطأ بحقك ؟
أظن أن الجواب " لا " لأنهم لو كانوا يعلمون لما تجرأو عليك !
ولكنهم الآن علموا , وعلموا بشكل وبدرس عملي يُغني عن ألف كتاب .
أنت إذن كاسبة من هذا الموضوع وليس هم , وأصبحوا الآن هم من يحسبون لك ألف حساب ولست أنت
ما كان لهم أن يحسبوا لك هذا الحساب لولا هذا الموقف .
إعتبري هذا الموقف - الذي جاء في صالحك وليس ضدك - على أنه جزءاً يسيراً جداً من دروس الحياة
وامضي بحياتك للأمام وتقربي من زوجك كما يتقرب منك .
وفقك الله .