بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين التصوير القرآني للقصة: أقول والله أعلم أن قصة موسى عليه الصلاة والسلام مع فرعون وردت في القرآن الكريم تسعة عشر مرة وعندما ننظر لهذا نجد أن الله سبحانة وتعالى قد عرض هذه القصة من عدة زوايا لتتم رؤيتها بشكل متكامل أي أنه ينقل لنا المشهد من جميع أطرافه : فمرة من جهة موسى عليه الصلاة والسلام (فأوجس خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى) ونحوها من الآيات وهنا مشاعر موسى عليه الصلاة والسلام البشرية. ومرة من جهة فرعون (فلنأتينك بسحر مثله) الآية و(إنه لكبيرهم الذي علمهم السحر ) الآية ففرعون كملك يهمه توجيه الناس نحو مصلحته فلما انتصر الله لموسى على السحرة أمام الناس قال هو أكبر السحرة وهم متفقون علينا قال تعالى( فاستخف قومه فأطاعوه) الآية و مرة من جهة السحرة ( إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين) الآية وما كان من شأنهم. ومرة من جهة الناس ( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين). ثم توجيه القارئ لبقية زوايا الموضوع من الهدف والفائدة والأسباب والنتائج. ومن مميزات التصوير القرآني في القصص هو استعراض القصة بشكل مجمل ثم إيرادها بشكل مفصل مثل قصة أهل الكهف. التصوير النبوي للقصة: ورد في السنة المطهرة أن فاطمة رضي الله عنها جاءت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن عائشة رضي الله عنها تقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أمك خديجة رضي الله عنها وهي ثيب وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً فقال الرسول وهو يرى فاطمة التصوير للموضوع من زاوية أخرى قولي لها إن خديجة رضي الله عنها تزوجة رسول الله بكراً وتزوجتيه (أي الرسول ) ثيباً هنا نلاحظ الملمح النبوي في رؤية الحادثة من جميع زواياها فكلام عائشة رضي الله عنها حق وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم حق ولكن ليرينا عليه الصلاة والسلام الرؤية مكتملة. تنبيه: القصص القرآني والنبوي بابان عظيمان لا أحصرهما في هذه النقطة فهما علمان كبيران ولكن هذا ملمح من ملامح هذا المنهج الرباني العظيم, ونستفيد من هذه الأسلوب القرآن الكريم المحكم من لدن حكيمِ خبير ومن رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام أنه يجب أن نحيط برؤيتنا لكل ما يعرض لحياتنا من جميع جوانبه لتتسنى لنا الرؤية المنصفة وبالتالي الحكم المنصف. الزوجة الثانية : هي إمرأة تزوجها زوجها على زوجته الأولى بقدر الله سبحانه ولحكمةٍ يراها هو لها ولزوجها وهو حق لها ولزوجها وقبلت بذلك. عندما يتم الزواج الثاني على الزوجة الأولى تتم النظرة السطحية لوقع هذا الزواج على الأولى من زاوية واحدة رغم أنه له عدة زوايا وأنه جريمة وظلم وخيانة للعشرة فمن زاوية يتم تصويره من زاوية تجعل هذه القضية ظالمة بكل المقاييس ومن جهة الزوجة الثانية يتم تصويرها من جانب البعض على أنها مظلومة من زوجها الأول وأن لها الحق في الفرصة الثانية ليعوضها الله عما فقدت أو لم تحصل عليه ثم النظرة السطحية من جهة الزوج من قبل المتعاطفين مع زوجته الأولى بأنه ظالم وأنه وأنه وهكذا ومن جهة زوجته الثانية أنه المنقذ والكريم والمعوض بعد الله وهكذا ومن زاوية المحبطين من الرجال مع زوجاتهم أنه الفارس المغوار يوهكذا يتم نشر هذه القصة بكامل تفاصيلها من كل زاوية دون النظر للزوايا الأخرى. الربط للموضوع: نطالع هنا في هذا المنتدى الكريم هذا التصوير الناقص للمواضيع فيستعرض أو تستعرض صاحب أو صاحبة الموضوع من جهة واحدة فقط وتأتي الردود حسب رؤية الرّاد للموضوع من زاويته هو ثم تأتي الردود المضادة والتشنجة حسب رؤيتهم للموضوع من زاويتهم وقلما نجد رؤية منصفة للجميع. التوجيه: لعلنا نكون أكثر شمولية عند إعداد المواضيع والردود ونتأدب من الأسلوبين القرآني الكريم والنبوي الشريف فلا نتعاطف مع أحد ضد أحد ولا نكمل القصة من أنفسنا لتتكامل مع رؤيتنا من زاويتنا وندافع عنها بكل قوتنا ونفرض زاوية رؤيتنا على الجميع نعم أخي بارك الله فيك فإن فعلنا هذا فنحن نكشف للبقية سطحية رؤيتنا للموضوع. تلميحة : هذا الموضوع توعية للرؤية في الطرح ولا أبحث من خلفه لا للإثارة في موضوع الزوجة الثانية ولا التعدد ولا عدد الردود ولا التلحين على نوعية معينة من الطرح لذلك سأتشرف بالرد على الاستيضاح بما يثري التوعية فقط ولن أدخل في النقاشات التي تأخذ الوقت والجهد بما لا يفيد. أسأل الله العلي العظيم للجميع حسن القصد والعمل وحسن الدعاء وحسن الإجابة. |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|