بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين محمد إبن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه إجمعين
أما بعد أيها الأخوة والأخوات الأعزاء الكرام كلنا نعلم أن
من أصعب لحظات الزمن على النفس البشرية هي لحظات الوداع وبالأخص عند وداع من له قيمة ومكانة في نفس المودع
فماهي إلا أياما معدودة ونودع غاليا قد حل علينا بالفضل و المكارم إنه شهر رمضان المبارك الذي سنودعه
وفي القلب غصة على فراقه ونحن لانعلم من منا قد اكتسب فيه المكارم ومن منا قد فرط في خيرات كانت في متناول يده
فالله أعلم عن كل ما قدمناه في هذا الشهر الفضيل فبالأمس حل علينا بالأنس وله بالأفراح قصة وهاهو اليوم يودعنا وقد ترك في كل القلوب غصة
وقد لوحت له قلوبنا باكية قبل أيادينا عند الوداع و هلت دموعنا ساكبة دموع الأوجاع كيف لا ونحن نودع خير الشهور كيف لا وقد عشنا لياليه بالمسرة والحبور
فهل سألنا أنفسنا عما قدمناه في الشهر الفضيل هل تيقنا من كثير أعمالنا أم رضينا بالقليل وماذا ننتظر هل هو الويل أم الثواب الجزيل
فياترى ماذا فعلنا في عشر الرحمة هل سلكنا درب النعيم أم أننا قدضعنا في مسالك النقمة
وياترى ماذا قدمنا في عشر الغفران هل قضيناها في ليالي الصلاة والقيام وقراءة القرآن أم أننا أمضيناها في ساعات اللهو والخسران
وماذا بعد بعد الرحمة والغفران سوى عشر فيها عتق من النيران عشر أواخر لياليها خير ليالي الدهر بينها ليلة خير من ألف شهر
إنها عشر كفل فيها المولى جل جلاله عتقا من حر الجحيم ووعد قائمها إيمانا واحتسابا بجنات النعيم
فياإخوة الإيمان ضعوا ماقدمتم في الحسبان وقفوا مع النفس من الدهر ساعة واحسبوا ماقدمت أيديكم في هذا الشهر من الطاعة
فالشهر الفضيل بخيراته قد تولى فطوبى لمن صام النهار وقرأ القرآن بالليل وصلى وبحسن الأخلاق والفضائل قد تحلى
فياخسارة من فاته خير الشهور وقد قضى ليله ونهاره بالتخاذل والقصور فسيدعو عند الموت بالويل والثبور
فأنت أيها المقصر في طاعة الكريم المجيد هل تضمن في حياتك العمر المديد هل ستنجو من هادم اللذات ومفرق الجماعات
فأنت قد فرطت في الكثير فكيف ستنجو من يوم عسير على الغافلين غير يسير
فياعبد الله قدم فعل الخير
إقراضا
فدين الله بفعل الطاعات
تيسيرا
كفاك عن الخيرات تمردا
وإعراضا
فكم جنيت في هذا الشهر
تقصيرا
فاغتنم شهرا بالخيرات قد
فاضا
واجعل منه لمجاديف إبليس
تكسيرا
واغسل من أدران القلب
أمراضا
فشهرالخيرلأمراض الحس
تطهيرا
ليجزيك الله من نبع الجنان
أحواضا
ويبدلك عن السوء غفرانا
وتكفيرا
وأخيرا أسأل الله بفضله ومنه وكرمه بأن يتقبل صيامنا وقيامنا وأعمالنا خالصة لوجه الكريم وأن يرضى علينا ويكرمنا برضاه ويرزقنا طاعته وأن يجعلنا وإياكم من المقبولين والفائزين في هاذا الشهر المبارك اللهم آمين اللهم آمين .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم