ارتفاع ضغط الحوامل هل هو نتاج خلل في وظائف الكليتين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
مشاكل الحمل
من أهم المشاكل التي تؤثر على وظائف الكليتين أثناء الحمل هو ارتفاع ضغط دم الحامل. لذلك يجب على كل حامل إجراء المتابعة الروتينية أثناء الحمل التي من أهم مبادئها فحص ضغط الدم وفحص البول للتأكد من خلوه من الزلال أو البروتين. قد يكون ارتفاع ضغط الدم موجوداً قبل الحمل، كما أنه قد يحدث لأول مرة أثناء الحمل (تسمم الحمل)، وفي كلتا الحالتين فإنه يؤثر سلباً على وظائف الكليتين لدى الحامل.. كما أنه من المهم ذكره أن ارتفاع ضغط الدم أحياناً قد يكون ناتجاً عن أمراض الكليتين يجب عند اكتشاف ارتفاع ضغط الدم أو الزلال لدى الحامل إجراء فحص وظائف الكليتين التي تتضمن فحص نسبة اليوريا (البولينا) في الدم ونسبة الكرياتنين، ومن أهم المؤثرات الدالة على سلامة الكليتين هو فحص نسبة اليوريك أسيد في الدم، حيث يدل ارتفاعه على خلل الكليتين.
عند اكتشاف وجود بروتين (زلال) في البول يجب إجراء تجميع للبول لمدة 24ساعة وقياس نسبة البروتين فيه قبل الحكم على وظيفة الكليتين وعند ارتفاع نسبة البروتين (الزلال) في البول يجب متابعة الحمل ووظائف الكلية بدقة وقياس كمية البول لدى الحامل يومياً لأن هذه إحدى المؤشرات التي قد تستدعي التعجيل في الولادة حفاظاً على سلامة الكليتين. يصاحب أحياناً ارتفاع ضغط دم الحامل أو الزلال في البول صغر حجم الجنين، لذلك يجب أيضاً متابعة نمو الجنين وكمية السائل السلوي بالفحص بالموجات فوق الصوتية وعند وجود صغر أو تأخر في نمو الجنين وقلة السائل السلوي يجب إجراء فحص سريان الدم في الحبل السري بموجات الدوبلر بالإضافة إلى تخطيط دقات قلب الجنين، حيث قد تكون هناك الحاجة إلى إجراء الولادة المبكرة عند اكتشاف تدهور سريان الدم في الحبل السري أو نزول في دقات قلب الجنين مع تأخر نموه تفادياً لحدوث وفاة الجنين داخل الرحم.
تدهور الكلى
قد يؤدي ارتفاع ضغط الحامل مع تدهور وظائف الكليتين إلى حدوث التشنجات لدى الحامل وحدوث نزيف لا سمح الله لها في الدماغ أو الكبد أو في الكليتين، كما قد يحدث نادراً نتيجة لذلك النزيف الحاد نتيجة لزيادة سيولة الدم لدى الحامل. وفي جميع هذه الحالات قد تستدعي الولادة المبكرة للحامل في البداية بالإضافة إلى استخدام الأدوية الخافضة لضغط الحامل، حيث إن هذا من أهم أسباب إزالة الضغط الزائد على الكليتين وحدوث الشفاء بعد التخلص من كمية السوائل الزائدة نتيجة الحمل، حيث إنه في معظم الحالات تعود وظائف الكليتين والضغوط إلى الحالة الطبيعية في خلال أيام بعد الولادة. يحدث في النادر استمرار حدوث الضغط بعد الولادة مما يؤدي إلى الحاجة إلى الاستمرار في أخذ الأدوية الخافضة لضغط الدم حتى بعد نهاية فترة النفاس، وفي كل مرة يحدث فيها الحمل بعد ذلك.
بروتين
من الأعراض الأخرى التي قد تصاحب الحمل هو وجود زلال (أو بروتين) في البول لدى الحامل بدون وجود ارتفاع ضغط الدم أو تورم وفي هذه الحالات أيضاً يجب متابعة وظائف الكليتين والضغط، كما ذكرنا ومتابعة نمو الجنين داخل الرحم ووظائف المشيمة بواسطة الفحص بالموجات فوق الصوتية، حيث إنه في بعض هذه الحالات قد يكون هناك تأخر أو صغر في حجم الجنين حتى مع وجود ضغط الدم الطبيعي وذلك لتفادي حدوث وفاة الجنين داخل الرحم.
قد يصاحب خلل وظائف الكليتين أثناء الحمل وجود أمراض أخرى لدى الحامل مثل مرض الذئبة الحمراء أو مرض النغروتيك سينتروم، وفي هذه الحالات قد يتوجب معالجة هذه الأمراض بصفة مبدئية، كما أن متابعة وظائف الكلية ونمو الجنين وتدبير الحمل يكون كما سبق أن ذكرنا.
في النادر قد تكون هناك حاجة لنقل مصل البروتين (ألبيومين) للحامل عند وجود انخفاض في نسبة البروتين في دم الحامل نتيجة لفقدانه بشكل كبير في البول.
تنصح الحوامل اللائي سبق حدوث ارتفاع ضغط الدم لديهن أثناء الحمل أو بدون حمل أو حدوث زلال في البول بالتأكد من سلامة وظائف الكلية قبل الحمل.
عيوب خلقية
هناك بعض العيوب الخلقية في الكليتين أو الحالبين التي قد يتم اكتشافها أثناء الحمل أو قبله مثل نزول موقع الكلية في الحوض أو ازدواج الحالبين، وهذه الحالات قد تصاحب هنا وجود عيوب خلقية أيضاً في الرحم مثل الرحم ذي القرنين أو ازدواج الرحم يتم اشتباه وجود مثل هذه العيوب الخلقية عند حدوث التهاب متكرر في المسالك البولية أو عن طريق الصدفة عند الفحص بالموجات فوق الصوتية. وعادة ما يستمر الحمل بصورة طبيعية، قد يكون نادراً لدى الحوامل وجود كلية وحيدة، إما نتيجة لعيب خلقي أو لاستئصالها لوجود مرض أو ورم فيها، وفي هذه الحالة سيستمر الحمل بصورة طبيعية إذا كانت هناك كلية واحدة سليمة على الأقل، ولكن يجب التأكد من ذلك ومن سلامة ضغط الدم كما ذكرنا.
أورام
تحدث أورام الكليتين بصورة نادرة جداً. وقد تكتشف لأول مرة أثناء الحمل وفي هذه الحالة يمكن استئصال الكلية أثناء الحمل واستمرار الحمل في معظم الأحيان بصورة طبيعية في حالة وجود كلية أخرى سليمة.
الغسيل
في حالات الفشل الكلوي والحاجة إلى إجراء غسيل للكلية فإنه لا ينصح بالحمل على الإطلاق، إلا بعد إجراء نقل للكلية والتأكد من سلامة عمل الكلية الجديدة وتقبل الجسم لها لعدة سنوات، ولكن تظل هناك خطورة استخدام الأدوية المثبطة للمناعة التي يستخدمها هؤلاء السيدات باستمرار على سلامة الجنين وتعرضه للتشوهات، كما أن الحمل في هذه الحالات قد يؤثر على عمل هذه الكلية أيضاً ويؤدي إلى فشلها من جديد مما يؤثر على حياة الأم مرة أخرى، وفي النادر تكون هناك الحاجة لنقل كلية أخرى لذلك على هؤلاء السيدات التفكير جيداً قبل اتخاذ قرار الحمل.
__________________