الخاطبة احد اهم الموروثات الاجتماعية فى المجتمعات العربية فهي تلك المرأة التي تعرف كل بيت وتحمل في حقيبة يدها معلومات عن كل شاب وفتاة بالمنطقة وقد تحمل كذلك صورهم وتستطيع بحكمتها أن تعلم مَن يناسب مَن وهكذا ، لكن بات الأمر الآن مختلفاً ويظهر بصورة مغايرة تماماً لما عهدناه فهي خاطبة بثوب جديد "خاطبة إلكترونية "ويتجلى هذا الأمر من خلال انتشار
مواقع الزواج التى يسجل بهل كل مَن يرغب في شريك الحياة وبالتالي تكون لعبت هذه المواقع دور الخاطبة المتعارف عليها عبر أجيال قديمة فما الذي تغير في المجتمع الشرقي والعربي لتلجأ الشابات والشبان الى مثل هذه المواقع؟
بداية يجب أن نفرق، وبكل دقة، بين الهدف من المواقع الغربية و
مواقع التعارف و الزواج العربية، فالاولى وان كانت تقوم بوظيفة الخاطبة عن طريق تعريف كل طرف على آخر، الا انها لا تهتم كثيراً بقيام الزواج بين الطرفين، على عكس المواقع العربية، لأن الزواج رابطة مقدسة في الدول العربية، وسنة الله في ارضه، لذلك فالهدف الاساسي لأي
موقع زواج عربى او حتى شركة تعارف تتعامل مع قواعد البيانات وتعتمد على الكمبيوتر، هو بالفعل "توفيق الرأسين في الحلال وإقامة اسرة" على عكس المواقع الأجنبية لأن الزواج في هذه المجتمعات ليس هدفا في حد ذاته،
بعض المواقع تشترط على المشتركين والمشتركات ان يرفقوا صورة لهم مع المعلومات الرئيسية المتاحة على الموقع، على اعتبار ان "الصورة تعزز الاقبال" ومع ذلك فان معظم المواقع يترك حرية اتخاذ القرار في هذا الشأن للمشترك نفسه، وبصفة عامة يلاحظ ان النساء المشتركات من الدول العربية لا يفضلن ترك صورهن على الموقع على عكس المرأة الاوروبية أو الامريكية او من الدول الأخرى التي لا مانع لديها من ان تنشر صورة لها.