بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.. حقيقة لا اعلم من اين ابدأ..و لكني احسست براحة كبيرة عندما تعرفت على المنتدى بالصدفة و قرأت العديد من الاستشارات و حلولكم و هذا ما شجعني لاكتب هنا..علني استطيع ايجاد ما يرشدني الى الطريق الصحيح.. بداية اعرف عن نفسي قليلا..انا فتاة في سن 22..تخرجت من الجامعة في صائفة تخصصي في الجامعة اختاره لي الوالد، فوافقت على دراسته ليس اقتناعا مني و لكن فقط لانه لم تكن لي ميول اتجاه اي تخصص معين.. اجتهدت في دراستي و الحمد لله لطالما كنت متفوقة و بجدارة و امضيت سنوات الجامعة و انا لا يشغلني تفكير سوى التفوق في دراستي ارضاءا لوالدي..علما اني كنت خلال هذه الفترة بين سني ال 17 و 20. انتهت هذه السنوات بلمح البصر و احسست اني بحاجة الى الراحة من تعب الدراسة و مجهودها..احسست وقتها بالراحة و الاستقلال لاني استطعت ان احقق ما حلم به والدي منذ طفولتي، فقد كان حلم حياته ان يدرس تخصصي و لانه فشل في ذلك فقد اراد ان يحقق هذا من خلالي انا، و لاني اكبر بناته فانا اذن اولى من حققت هذا الحلم. احساسي اني وفيت بوعدي و تخلصت من القيد الذي كان موضوعا على رقبتي جعلني اشعر بالتحرر و الالتفات الى رغباتي و اهتماماتي انا، الى ما احس به و ما ارغب انا في تحقيقه.فاخليت السبيل لكل مشاعري حتى تتحرك مثلما تريد.. لكن ليتني لم أفعل. فقد اكتشفت انه ليست لدي اية ميول اتجاه تخصصي و اني لا ارغب بدخول مجاله العملي المليء بالمشاكل ابداااا. فانا بطبعي اميل الى الهدوء الشديد جدااا و الى الوحدة، اعشق راحة البال و اجدها في بقائي لوحدي( طبعا هذا لا يعني اني لا املك علاقات اجتماعية، بالعكس اعتبر و الحمد لله اكثر واحدة في عائلتي صاحبة العلاقات الاجتماعية الناجحة و الصادقة) و لكنها محدودة و محصورة في شخصين او ثلاثة اضافة الى والدي و اخواتي. احب البقاء في المنزل و ربما تمر علي اسابيع و اشهر لا اخرج و لا التقي بالناس و هذا لا يضايقني ابدا، على خلاف الفتيات في سني و محيطي لا يمكنهن المكوث في البيت لسويعات على اعتبار اني اعيش في مجتمع متفتح جدا. المهم وجدت راحة نفسية كبيرة بمكوثي بالبيت و لم افكر يوما في الخروج للعمل. لكن للاسف الشديد بعد كل هذا الاحساس بالاسترخاء و الامان في البيت لازال والدي يطالبني بتحقيق المزيد من احلامه، لكن هذه المرة حلمه صعب..صعب..صعب.. طبعا مع الاخد بعين الاعتبار السن التي انا فيها، اكتشفت اني ارغب في الاحساس بالامان و الطمأنينة و الاحساس براحة البال و العيش بهدوء بعيدا عن كل صخب المجتمع و انفتاحيته التي لا تناسبني بتاتا اكثر من اكون مثلما يريدني والدي، رجلا اكثر مني امراة و انثى. لطالما اخذ مني والدي وعودا و مواثيق بان لا اجعل اي رجل يتسلل الى حياتي و اوافق على الارتباط لغاية ما احقق الحلم و لطالما حافظت على وعودي و لم ادخل في علاقة مع اي كان و حتى من أرادوا التقدم لخطبتي رفضتهم كلهم حتى قبل أن أسمع عرضهم. لكن الآن لا اخفيكم ان نفسي تتوق لمن ترتاح معه نفسي و يشعرني بالامان الذي لطالما ناشدته. لازال والدي يرفض الخاطبين بحجة اني صغيرة في السن أولا و ثانيا لانه علي أن احقق حلمه و ان أتبوأ منصبا رفيعا في الدولة. صحيح اني لا أتأثر كثيرا برفضه لمسألة الخطاب، فرغم اني اتمنى أن أكون مع شخص اشعر معه بالراحة الا ان مسألة الزواج لا تهمني كثيرا، حيث أن هذا الأمر لا يعدو مجرد رغبة داخلية استطيع كتمها في نفسي و العيش بدونها.أو ربما لا أتأثر لكون الرجل الذي ارغب بالاترباط به اصبح من النادر تواجده في محيطي الذي فقد الكثير من القيم الدينية و الاخلاقية. و لكن يا ترى الى متى سيستمر والدي في هذا الحظر؟؟؟؟ اتمنى ان لا يستمر هذا بعد ان تقوى رغبتي و تشتد..فلحد الساعة انا متحكمة في نفسي. الان والدي يطلب مني بذل كل ما املك من جهد لالتحاق بوظيفة معينة و لا اخفيكم انها من الناحية الشرعية لا تجوز للمرأة. و لكنه لا يرغب في سواها، يرديني بشدة ان احصل عليها حتى لو افنيت عمري و انا اطلب الالتحاق بها. هذا لا يعني ابدا ان والدي سيء او اني حاقدة عليه لا سمح الله بالعكس انا احبه و احترمه.فلطالما احبنا كثيرا و ضحى بالعديد من الاشياء من أجلنا. و حبه لنا يجعله يخاف علينا خوفا هستيريا و يريد ان يضمن لنا مستقبلا كريما و لا يجعلنا نحتاج لاي شخص في حال ما اذا توفي، على اساس اننا كلنا بنات و ليس لدينا اخ. فيرى ان هذه الوظيفة هي الوحيدة التي تناسبني و هي التي ستضمن مستقبلي و تجعلني احيا حياة كريمة. اذن فاجدني مدفوعة دفعا لاجتياز مسابقة وطنية ذات مستوى عال للظفر بمنصب فيها. افتح كتبي كل يوم من اجل المذاكرة و انا لا رغبة لي في ذلك ابدا.بل احس ان هناك سيفا فوق رقبتي متمثلا في رغبة والدي الملحة. اريد ان اصرخ بقوة و اقول اعتقني لوجه الله يا والدي، انا لا اريد ما تريده لي انت، انا ارق بكثير من ان اشغل هذا المنصب، انا اضعف بكثير من ان اتحمل مسؤولية نفسي، انا لست رجلا يا والدي، و انما اريد ان اكون خلف رجل.... فلا أتذكر يوما اني دعوت الله في صلاتي أن ينجحني في الحصول على الوظيفة التي يتمناها والدي لي او اية وظيفة اخرى تضمن لي العيش الكريم، و لكن في مقابل ذلك لطالما دعوت الله أن يرزقني بالزوج الصالح. هذه الاحداث هي ما تجعلني مشتتة الذهن و اعيش في دوامة او صراع في داخلي بين ما يرغب مني والدي في تحقيقه لاجل ضمان مستقبلي و بين ما اريده انا دون أن أحسب للمستقبل حسابا، فالرزق على الله و ربما يحقق الله دعوتي في ايجادي لرجل يمكن أن يتحمل مسؤوليتي و يشعرني بما تحتاج اليه نفسي. اعيش الان ضغطا رهيبا و فقدت راحتي النفسية..فارجو ان ترشدوني الى ما يمكن ان يخرجني من دوامتي... هل اقاوم رغباتي و اقضي عليها و اكرس نفسي لتحقيق غاية والدي، و كيف لي أن أقاومها و انا اجدها تمثل كياني و شخصيتي؟؟؟ أين أجد منابع الارداة في داخلي لاجل تحقيق شيء لا ترغب نفسي في تحقيقه؟؟؟ كيف استطيع أن أبرمج نفسي للتوافق مع ما يرديه مني والدي؟؟؟ أعتذر كثيرا على الاطالة و لكني وجدت هذا المكان مناسبا كثيرا لطرح ما يؤرقني، فللاسف الشديد لم أجد أحدا في محيطي يستطيع أن يساعدني و يجعلني أتوصل الى حل مع نفسي.. و في الاخير بارك الله فيكم و جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه من خدمة و مساعدة لاشخاص هم بأمس الحاجة لها.. |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|