لقد كنتُ متعودة على الشكوى من زوجي وكنت أضايقه وأضايق نفسي بهذه العادة حتى أصبح لا يعير تذمري منه أي اهتمام. لقد كنت أصاب بالإحباط كلما شعرت بتجاهله لي وأنا أسأله أسئلة محبطة له بتهكم وسخرية وهو يواصل تجاهله لي. أسوأ ما في الموضوع أني كنت أعرف أني أضايق زوجي بكثرة الشكوى والتهكم عليه وأني مع الوقت صرت كالبعبع بالنسبة له ومصدر إزعاج له وهذا بلا شك مصدر خطر على علاقتي بزوجي هذا بالإضافة إلى أن شكواي وتذمري لم تصلح من زوجي ولا علاقتي معه.


ما أوقف تذمري من زوجي هو ما فعله زوجي لي وفعلته أنا له بالمقابل:

1- استمع إليها: إذا كنت عزيزي الزوج من النوع الذي يفرغ صبره وهو يستمع لشكاوى زوجته التي لا تنتهي فافعل كما فعل زوجي. لقد كان يستمع لي ويتصبر على ذلك. إننا معشر النساء نشعر بالضيق والغضب حينما نحس أن أزواجنا لا يستمعون إلينا ونبدأ برفع الصوت والتشكي من ك شيء حولنا. إن استماعك لشكوى زوجتك وكلامها وصبرك عليها سيكشف لك حقيقة ما يزعجها وسيجعلها تتوقف عن الشكوى من “كل شيء” للشكوى من “الشيء” الذي يزعجها فعلا.

2- بين لها حدود مقدرتك: لقد كنت أطلب من زوجي أشياء كثيرة من نوع “لماذا لا تشتري لنا كذا وكذا؟ لماذا فعلت كذا؟ لماذا حصل كذا؟” يجب أن يعي النساء أن الرجال بشر مثلهم وقدراتهم ليست خارقة وليس باستطاعتهم فعل كل شيء في هذا العالم. نعم إنهم أقوى منا نحن النساء عاطفيا وجسديا ولكن لقدراتهم حدود. كن صادقا مع زوجتك وأخبرها عن سبب عدم استجابتك لمطالبها حتى تقتنع بأن ما تريده يفوق قدرتك، وبالمقابل عدها بأنك ستلبي لها طلباتها حالما تستطيع ذلك وكن عند وعدك لها، وبهذا ستتوقف عن الشكوى.

3- ساعدها: معشر الرجال، تذكروا أن زوجاتكم اللاتي يكثرن الشكاة قد رضين بكم أزواجا بسبب ثقتهن بكم ورغبتهن في الاعتماد عليكم عاطفيا وجسديا وماليا واجتماعيا وروحيا. إننا نتوقع منكم أن تساعدونا وتحبونا وتحافظون علينا. ولكن للأسف بعض الرجال ينسى ذلك، بل بعضهم تعدى ذلك وأصبح عبئا على زوجته بدلا من أن يساعدها هو بعطفه وحنانه ونفسه.

4- اجعلها تشعر بأهميتها: الزوجة التي تكثر الشكوى هي نتيجة إهمال الزوج لها ولمشاعرها، ولكي تساعد زوجتك في التوقف عن التذمر أشعرها بأنها مهمة في حياتك، بأن ما يؤلمها يؤلمك أنت أيضا، وأغرقها بكلمات الحب والشوق والدلال لتشعر أنها لا تزال محط اهتمامك وأنها ليست على هامش حياتك.



إلى الزوجات : تذكرن بأن أزواجكن بحاجة لحبكن وحنانكن واحترامكن، فإذا كنا نريد من أزواجنا تلبية رغباتنا وإسعادنا فلنفعل هذا نحن أولا وبطريقة مهذبة وبدون إزعاج فنحن معشر النساء لا نحب من يزعجنا ويمطرنا بوابل من الرسائل السلبية عنا. ولا تظني عزيزتي الزوجة أن زوجك لا يحس أو يشعر لمجرد عدم تعبيره بذلك فربما يخفي جمود وجهه غضبا يكون سببا في إنهاء علاقتكما ببعضكما. إنني مؤمنة تمام الإيمان بالمقولة التي تقول : إذا كان ما تراه لا يعجبك، فغير طريقة كلامك! إن هذا يعني أن الذي لا يعجبنا ما هو إلا حصاد ألسنتنا.

أيتها الزوجات: توقفن عن التذمر والشكوى وابدؤوا حياة جديدة ملؤها الاحترام والحب والمودة ..

* مقال مترجم , المصدر هنا : http://www.alharfi.com/?p=119#more-119