الخطبة هي فترة للتعارف بين طرفي الزواج، ولكن الشاب والشابة فيها أجنبيان عن بعضهما البعض؛ ولذا فإن هذا التعارف له حدود شرعية بحيث لا يرى الخاطب خطيبته إلا بحجابها الشرعي، ولا يخلو بها بدون محرم، فهي وعد بالزواج، ولكن من أجل المساعدة في دوام الزواج بعد ذلك يلتقي الخطيبان ويتعارفان تحت نظر الأسرة وفي وجودهما، وموضوع الحديث يكون فيما يساعد على التعارف والتفاهم بينهما مستقبل حياتهما.
ولكن هذا الحديث يخضع للقاعدة العامة في التعامل بين الرجال والنساء من حيث مضمونها، وطريقته، وهي قاعدة "ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض"، وتزداد القاعدة خصوصية بالنسبة للخطيبين، حيث قد يتصور البعض أنه يمكن التجاوز عنها.
والحقيقة أنها أولى للتطبيق وأقوى، حيث قد يتوفر للخطيبين من الظروف ما يجعل الخضوع بالقول أو التجاوز في مضمون القول والحديث خطرًا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل لا داعي لها؛ ولذا فإن الحديث في القضايا الجنسية أو الثقافة الجنسية يؤجل إلى ما بعد عقد الزواج، حيث تكون العلاقة هنا شرعية وتسمح للزوج أن يناقش مع زوجته ما قد تحتاجه من استيضاحات فيما يقدمه لها من معلومات شفوية أو مكتوبة، ويكون هذا الأمر بالتدريج مع الزوجة المعقود عليها وباستخدام الألفاظ والإشارات العلمية.
ويفضل أن يكون الحوار حول التفصيلات الخاصة مثلاً بليلة الزفاف أو بعض المشاكل الجنسية بعد الزواج قبل فترة قصيرة (شهر مثلاً) قبل الزفاف، ويكون ذلك بالقراءة المشتركة لبعض المقالات حول هذه المسألة والحوار حولها، وتصحيح ما يختلط حولها من مفاهيم.
أما الأمور التي قد تخص أمور الطهارة مثلاً للمرأة ومتى تغتسل ومتى تتوضأ، خاصة أن هذه أمور تكون جديدة على المرأة المعقود عليها فتناقش في إطارها الشرعي وعند الحاجة إليها.
الخلاصة أن التفاهم والحوار في فترة الخطبة لا يشمل الثقافة الجنسية، وأنها مؤجلة لما بعد عقد الزواج، وتكون بالتدرج بطريقة علمية وحسب الحاجة، فهناك أمور تناقش بعد العقد مباشرة مثل حدود العلاقة بين العاقدين وأمور الطهارة وغيرها، وأمور تناقش قبل الزفاف بشهر مثل أحداث ليلة الزفاف، أما الخطوبة فإن كان هناك مقالات حول كيفية معاملة شريك الحياة والحقوق الزوجية فلا مانع من تبادلها.