أولا :الإستعانة بالله عزوجل فاللجوء إلى الله والتوكل عليه من أعظم الأسباب التي يبذلها الإنسان قال تعالى "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ"
تأمل في هذه الأية العظيمة إذا توكلت على الله حق توكله فسيكفيك ما أهمك من أمور الدنيا
ثانيا:التقرب إلى الله بفعل الطاعات وبذكره جل في علاه قال تعالى "الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))
فقد توصل باحث هولندي في جامعة ( أمستردام) الهولنديه إلى أن تكرار لفظ الجلاله يفرغ شحنات التوتر
والقلق بصورة عملية ويعيد حالة الهدوء والانتظام للنفس البشريةولعلنا لو تأملنا سورة الإنشراح لوجدنا رابط وثيق بين أول أية وآخر آية
قال تعالى{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} ثم قال في آخرها: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} .فمن أسباب إنشراح الصدر عبادة الله والتقرب إليه ولا شك في ذلك
ثالثاً : الإيمان بالقضاء القدر خيره وشره ومادام لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا فجدير بنا أن نرضى ونقتنع
فالقناعة والرضى من ثمار الإيمان بالقضاء والقدر ومن أعظم أسباب اطمئنان الشخص وراحته النفسية أن يرضى بما قسم الله تعالى وقدره،
عـن أبي العـباس عـبدالله بن عـباس رضي الله عـنهما، قــال: كـنت خـلـف النبي صلي الله عـليه وسلم يـوماً، فـقـال :
{ يـا غـلام ! إني أعـلمك كــلمات: احـفـظ الله يـحـفـظـك، احـفـظ الله تجده تجاهـك، إذا سـألت فـاسأل الله،
وإذا اسـتعـنت فـاسـتـعـن بالله، واعـلم أن الأمـة لـو اجـتمـعـت عـلى أن يـنـفـعـوك بشيء لم يـنـفـعـوك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله لك،
وإن اجتمعـوا عـلى أن يـضـروك بشيء لـم يـضـروك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله عـلـيـك؛ رفـعـت الأقــلام، وجـفـت الـصـحـف }.
[رواه الترمذي:2516 وقال: حديث حسن صحيح].
وفي رواية غير الترمذي: { احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك،
وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً"
قضي الأمر وكتبت المقادير فهل سيغير الحزن والضجر شيئا مما كتبه الله عليك فعلام الحزن والضجر إذن؟؟
لذلك قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم :"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛
إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم .
قال عكرمة رحمه الله: ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكراً والحزن صبراً.
لذلك لاينبغي بأي حال من الأحوال أن نجعل عباداتنا وأخلاقنا رهينة أمزجتنا تعبث بها كيفما شاءت
واقرأ إن شئت قول الرسول صلى الله عليه وسلم"(( ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ))
نحن من يجب علينا أن نتحكم بمشاعرنا لا أن تتحكم مشاعرنا بتصرفاتنا
والأسؤ من ذلك أن نجعل مزاجنا بيد الأخرين ونسلمهم بأنفسنا جهاز التحكم لايجب أن نجعل تصرفات الآخرين تتحكم بحالتنا النفسية
فليس من المنطق أن نعيش مسلوبي الإرادة والقدرة على إدارة مشاعرنا ونقف مكتوفي الأيدي بينما يعبث الأخرين بمشاعرنا
سعدتنا أوتعستنا مسؤوليتنا بالدرجة الأولى ومن غير المقبول أن نجعلها مسؤولية الآخرين لأننا إن فعلنا ذلك فإننا نهمش بل نعطل دورنا
عليك أن تبقي جهاز التحكم بيدك الأمر سيحتاج منك لهمة وعزيمة ورغبة في التغيير وكماقيل إنما الحلم بالتحلم التغيير بحاجةإلى وقت
و فترة تدريب ثم يصبح الموضوع سهل عليك بإذن
وهذه خطوات عملية إضافية للمحافظة على استقرار المزاج والحالة النفسية
@عدم الإسترسال والتجاوب مع الأفكار السلبية نحتاج في كثير من الأحيان إلى التغافل
وعدم التدقيق حتى لا نعكر مزاجنا فقد قيل تسعة أعشار العافية في التغافل
@كذلك عدم تضخيم الأمور والإحساس بالمسؤولية أكثر من اللازم لأنها تصبح عند ئذ مصدر قلق وتوتر ولا تكون مفيدة بقدر ماتكون مضرة للأعصاب
@ تهوين الأمور وتبسيطها عندما ينقلب مزاجك توقف برهه وانظر مالذي عكر صفوك ثم قيم السبب أو المشكلة التي قلبت مزاجك
وضع لها درجة من و1 إلى 10 ثم اسأل نفسك هل تستحق المشكلة كل هذاالتضجر والكآبة ؟؟ ستجد أن معظم المشاكل التي تعكر صفونا
هي مشاكل تافهه في الغالب ولكن نحن من يحملها أكثر مما تحتمل راقب ردة فعلك وسأل نفسك هل تريد الإستمرار على هذا الحال؟؟
إذا وجدت أن المشكلة لاتستدعي كل هذا التذمر والحزن فحاول إستعادة مزاجك الطبيعي لكن لا تجبر نفسك على الخروج من هذه الحالة
إذا لم تكن مقتنع أو لم تكن قادر على الخروج ويكفي أن تراقب حالتك النفسية وستشعر بالهدؤ والإسترخاء
@ إذا أنقلب مزاجك ولم تستطع العودة إلى طبيعتك فيفضل أن تنفس عن نفسك بطريقة صحيحة إما ببث همك لأحد المقربين إليك
أوحتى بالبكاء إذا لزم الأمرفقد ثبت أن البكاء يخلص الجسم من المشاعر السلبية والإجهاد أو أخلد إلى النوم فنوم أيضا مهدئ جيد للأعصاب
يتبع
__________________
[استغفرالله وأتوب اليه.]
التعديل الأخير تم بواسطة أطياف المجد ; 13-12-2010 الساعة 08:16 AM