ابن القيم يحب ان يشارك برايه فهل ممكن ان تسمعوه
أحببت ان اقتطف لكم من بساتين ابن القيم الزاهرة التي لا تكاد ان تخلو من روائح فواحة وازهار متفتحة يجلو بين بحور العلم والمعرفة
قال رحمه الله في كتابه الشافي (الجواب الكافي)
فصل في محبة الزوجات
واما محبة الزوجات : فلا لوم على المحب فيعا
بل هي كماله وقد امتن الله سبحانه بها على عباده (( ومن ءايته ان خلق لكم من أنفسكم ازواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون ))
فجعل المراة سكينة للرجل يسكن قلبه إليها
وجعل بينهما خالص الحب وهوالمودة المقترنة بالرحمة
وقد قال تعالى عقيب ذكره ما احل لنا من النساء وما حرم منهن
[يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم @ والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما @ يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً ] .
ذكر سفيان الثوري في تفسيره عن ابن طاووس عن ابيه : كان إذا نظر إلى النساء لم يصبر .
وفي الصحيح من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه رأى امراة فأتى زينب فقضى حاجته منها وقال : (( إن المراة تقبل في صورة شيطان ، وتدبر في صورة شيطان ، فإن رأى أحدكم امرأة فأعجبته ، فليأت أهله ، فإن ذلك يرد ما في نفسه))
رواه مسلم (1403) ، وأبو داود (2151) ، الترمذي (1158) ، أحمد (3/330)
ففي هذا الحديث عدة فوائد : ـــ
منها : الإرشاد إلى التسلي عن المطلوب بجنسه ، كما يقوم الطعام مقام الطعام ، والثوب مقام الثوب .
ومنها : الأمر بمدواة الإعجاب بالمرأة المورث للشهوة بأنفع الأدوية ، وهو قضاء وطره مع اهله ، وذلك ينقص شهوته ،
وهذا كما أرشد المتحابين إلى النكاح كما في" سنن ابن ماجه " مرفوعاً ـ[لم ير للمتحابين مثل النكاح ]ـ
فنكاح المعشوقة هو دواء العشق الذي جعله الله دواء شرعاً ، وقد تداوى دواد صلى اله عليه وسلم ولم يرتكب نبي الله محرماً ، وإنما تزوج المراة وضمها إلى نسائه لمحبته لها
وكانت توبته بحسب منزلته عند الله وعلو مرتبته ولا يليق بنا المزيد على هذا .
وقد شفع النبي صلى الله عليه وسلم لعاشق أن توصله معشوقته بأن تتزوج به فأبت ، وذلك في قصة مغيث وبريرة ،
لما رآه يمشي خلفها بعد فراقها ودموعه تجري على خديه ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لو راجعتيه) فقالت : أتامرني يا رسول الله ؟
فقال : ((لا ، إنما أشفع ))
فقالت : لا حاجة لي به ، فقال لعمه (يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريره ومن بغضها له )
رواه البخاري (5280ــ 5282) أبو دواد (2233) ، الترمذي (1156) ، النسائي (8/245) ، ولم ينكر عليه حبها ، وإن كانت قد بانت منه ، فإن هذا ما لا يمكله .
فهنيأ لمن أحب زوجنه وأحبته .
أخوكم ومحبكم في الله /سليل الجد