.........
بارك الله في الجميع ، صاحبة الفكرة ، والكاتبتان .... موضوع جميل .... ومحرر ..... ومتعوب عليه .
لي ملاحظة يسيرة لا تنقص من قدره أبدا وهي أن الاختلافات ثقافيه باعتبارها سببا من أسباب الخلافات الزوجية ، تختلف عن اختلاف الطباع والفكر ، فالثقافة يمكن أن نقول عنها تراكم المعلومات أو الخبرات ، ولعل المقصود باختلاف الثقافة هنا عدم الثقافة في طبيعة الحياة أو طبيعة البشر ... لكن برأيي أيضا أن الاختلاف الكبير في المستوى الثقافي أو حتى الاجتماعي أحيانا يسبب بعض الخلافات .... فلو تزوج رجل امرأة من جزر القمر
فستنشأ خلافات لاختلاف الثقافات أو الموروثات .....
أما الاختلاف في الطباع والفكر ... فالطباع أمر في غالبه يعتبر فطريا غير مكتسب .... وليس ناتجا عن ثقافات ...... ولا يعد الاختلاف في الطباع مسببا للخلافات ، لكن الذي يعد مسببا له هو عدم فهم تلك الطباع وتلك الأفكار ..... فالمرأة تدخل بيت الزوجية بنظرة رومانسية ...... الحصان الأبيض .... السيف اللامع .... وكذلك الرجل يدخل بيت الزوجية بنظرة روميو وجوليت كما يقولون .... ثم يتفاجأ الطرفان .. أنه بدأ يكره شيئا فيها ، وهي كذلك بدأت تكره شيئا فيه ... ولم يتعود كل منهما التأقلم مع طباع الآخر ... أو فهمها أو دراستها .
يضاف في أسباب الخلافات عدم الوعي الكافي لدى كل طرف بوظيفته كزوج أو كزوجة مما يسبب كثرة العتاب ، ثم كثرة المشاكل ،
ومن أسباب الخلافات وهو يعتبر سببا هاما ضعف شخصية الزوج بحيث لا يتخذ قرار قبل استشارة والدته أو والده ، ولا أقصد تدخل طرف خارجي أثناء النزاع .... بل مجرد أن تكون شخصية الزوج ضعيفة ... ويستمد هو أراءه وأفكاره من أبيه أو من أمه .... هذا يسبب العديد من الخلافات الزوجية .... فالمرأة مع حبها للسيطرة على الرجل أحيانا
تحب أن يكون زوجها متمتعا بشخصية قوية ... بل أقوى منها .... لأنها تريد السكن والأمان .... أكثر من إرادتها للعبة أو دمية في يدها أو في يد غيرها .
ومن أسباب الخلافات نظر كل من الزوج والزوجة إلى الطرف الآخر بمثالية مفرطة بعيدة عن الواقعية .... ثم يقوم كل طرف بمحاسبة الآخر على أساس هذه المثالية التي ليس لها وجود في الحقيقة أبدا .
ويمكن أن يضاف من وسائل علاج المشاكل ما يلي :
1- البعد عن أساليب التعنيف والنظرات الدونية ، ولزوم الصمت أحيانا ، وترك النقاش أحيانا أخرى ..... وجرب وأنت في نصف المشكلة .... وفي غمرة القيل والقال .... أن تترك المشكلة وتذهب لمكان آخر ..... وتسترخي قليلا وتأخذ قسطا من الراحة ... إن هذا الأمر لا يحبذه كثير من الناس ، بمنطق أن المفترض ان تحل المشكلة في ساعتها وألا تظل بعد ساعة ..... لكن هذا المنطق ليس صحيحا ، لا من الناحية النفسية ..... ولا من الناحية الواقعية ....... لأنك ولأنها في كثير من الأحيان لا يشعر الواحد بالذي يقوله أثناء النقاش الحاد ..... ويدفعه شدة غضبه إلى الخطأ الشديد على الطرف الآخر .
2- من وسائل علاج المشاكل التمتع بروح رياضية ... وفهم الواقع كما هو .... ولتوضيح الأمر أكثر ... فإن كثيرا من الأزواج والزوجات عند حصول أول مشكلة بينهما يقومان بإيقاد معارك طاحنة ..... لتنتهي في الغالب بصلح ... إما بتدخل أطراف خارجية أو عن طريق الزوجين أنفسهما ..... وماذا بعد الصلح ؟؟
إن كل واحد من الزوجين يضع أمام عينه أن هذا هو الصلح النهائي ، ولا مشاكل بعد ذلك ، لأن كل واحد قد قطع على نفسه عهدا بأن يلتزم بالأدب ، وبشروط الصلح .......... ولكن الواقع يخالف هذا تماما .... فقد يمر أسبوع أو اثنين أو شهر او اثنين والأوضاع جميلة .... ثم تخرج مشكلة أخرى ........ ليقوم الزوجان بأنفسهما بتقطيع وتمزيق ورقة الصلح الأولى ..... بحجة أنه لم يتم الالتزام بشروط الصلح الأول .... وهنا تكمن المشكلة ..... فإن الصلح الأول لا يعني إنهاء المشاكل في كل العالم ، بل إنهاء تلك المشكلة ..... وهذا يعني منا أن نكون حذرين من أسباب تلك المشكلة .... لكن لا يمنع أبدا من حصول مشكلة أخرى لسبب آخر .... سيقوم الزوجان حينها بتحليل ذلك السبب الآخر ، وفهم الطريقة المثلى لعلاج المشكلة الثانية بعيدا عن ضجة المشكلة الأولى ... طبعا هذا الحل يختلف عما ذكرتهما الأختان بخصوص عدم إدخال المواضيع في بعضها .... لأن هذا الحل يختص بعد الانتهاء من المشكلة .... ماذا ستكون نظرتك للحياة ؟؟؟ هل ستعود إلى النظرة الخيالية .... أم الواقعية .
أكرر شكري للكاتبتين .... والله الموفق