إخواني أخواتي أعضاء منتدى عالم الأسرة والمجتمع ؛ أيام ويدخل موسم عظيم على المسلمين
حيثُ قال الله فيه : ((وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ))(27سورة الحج)
يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآيه :
وقوله " وأذن في الناس بالحج " أي ناد في الناس بالحج داعيا لهم إلى الحج إلى هذا البيت الذي أمرناك ببنائه فذكر أنه قال يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم فقال ناد وعلينا البلاغ فقام على مقامه وقيل على الحجر وقيل على الصفا وقيل على أبي قبيس وقال : يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه فيقال إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض وأسمع من في الأرحام والأصلاب وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة لبيك اللهم لبيك هذا مضمون ما ورد عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف والله أعلم وأوردها ابن جرير وابن أبي حاتم مطولة وقوله " يأتوك رجالا وعلى كل ضامر " الآية قد يستدل بهذه الآية من ذهب من العلماء إلى أن الحج ماشيا لمن قدر عليه أفضل من الحج راكبا لأنه قدمهم في الذكر فدل على الاهتمام بهم وقوة هممهم وشدة عزمهم وقال وكيع عن أبي العميس عن أبي حلحلة عن محمد بن كعب عن ابن عباس قال شيء إلا أني وددت أني كنت حججت ماشيا لأن الله يقول " يأتوك رجالا " والذي عليه الأكثرون أن الحج راكبا أفضل اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه حج راكبا مع كمال قوته عليه السلام وقوله " يأتين من كل فج " يعني طريق كما قال " وجعلنا فيها فجاجا سبلا " وقوله " عميق " أي بعيد قاله مجاهد وعطاء والسدي وقتادة ومقاتل ابن حيان والثوري وغير واحد وهذه الآية كقوله تعالى إخبارا عن إبراهيم حيث قال في دعائه " فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " فليس أحد من أهل الإسلام إلا وهو يحن إلى رؤية الكعبة والطواف والناس يقصدونها من سائر الجهات والأقطار.
إذن إخواني أخواتي هو موسم عظيم سوف يظلنا وهو من زمن بعيد كان موجوداً فمن زمنِ إبراهيم - عليه السلام - إلى وقتنا الحاضر فالبيت العتيق لا يخلوا من الطائفين والركع السجود وكذالك الذين يأتون من كل أقطار العالم .
فبهذة المناسبة العظيمة أدعوكم إخواني وأخواتي الكرام إلى المبادرة بالحج لمن لم يحج منكم إن كنتم مستطيعين ؛ لأن الحج ركن من أركان الإسلام .
فإذا عزمتم على الحج فعليكم تعلّم أحكامة فهي سهلةٌ ميسرة وهي موجودة في بطون الكتب وفي الأشرطة وعبر مواقع الأنترنت الموثوقة ، فبتعلّمكم لصفة الحج يسهل عليكم التنقل بين المشاعر وبين مناسك الحج وأنتم على ثقة أن حجكم صحيحٌ بإذن الله ، ولكي لا تحتاجوا إلى شيخٍ تسألونه لأني كما ذكرت لكم صفة الحجِ سهلة واضحة .
توكلوا على الله وتوجهوا إلى مكة المكرمة والله يرعاكم
قبل أن أختم موضوعي هذا أقدم لكم بعضاً من الروابط المهمة التي سوف تحتاجونها إذا نويتم الحج :
إذا كثُر الاستغفار في الأمة وصدَر عن قلوبٍ بربّها مطمئنة دفع الله عنها ضروباً من النقم، وصرَف عنها صنوفًا من البلايا والمحن، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}