السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
اسمحوا لي أن أسطر واقع مرير......
============= اقبال من جهة واحدة ===========
استيقظت وفي تفكيرها ....
أن تصنع له اليوم وجبة...
تجعله يأكل معها أصابع يده...
خططت وجهزت وبدأت وانطلقت...
تطير في المطبخ كما يطير الحمام في الأفق...
جرحت نفسها بالسكين وكادت أت تسقط وتتزحلق....
لا يهم ........لا يهم .... المهم عندها أن الحلم يتحقق....
فهي اليوم تريد أن تكسر الروتين وتغير حياتها....
أعدت وجبتها التي استنشق عبيرها الجيران...
ورتبت مطبخها وعاد كل شئ كما كان وزان...
دخلت غرفتها على عجل...
فلم يبق إلا دقائق ويأتي البعل من العمل...
اغتسلت وتنظفت وبدلت ملابسها وغيرت...
جلست على كرسي تسريحتها تعد نفسها...
يحب الأخضر والأحمر ...أها يحب تحديدات اللاينر....
ها هو الباب يطرق بشدة....
يإلهي بحجر أم مطرقة.....
جاء الزوج منهكا ومتعبا من عمله...
لم يلتفت إلى تلك التي بين يده....
شعرت أنه لم يلتفت لها...
تغاضت وأسرعت إلى مطبخها....
تحدث نفسها :
(أكيد حينبسط من الوجبة..
أقل شئ بيعطيني بوسه...
لا لا أبي منه بصراحة هدية..)
دخل غرفته وخلع ثوبه.....
رائحة العرق تفوح منه.....
استلقى على سريره....
مد يده وتناول جريدته وصحيفته...
قلب الأوراق شعر بالإرهاق نام بدون مقدمات....
جاءت إليه تناديه وتناغيه...
عزوز حبيبي....
عزوز الغداء جاهز....
وعزوز ملقا على السرير له شخير....
عزوز قوم الله يخليك..
عزوز حبيبي لا يبرد الغداء...
هاااا ... طيب ... طيب...
تذهب وتعود ....وتذهب وتعود...
وعزوز طيب طيب يووووو خلاص ما أبغى غدا...
عزوالله يخليك أنا اليوم من الصبح وأنا.....
يوووووووو كليه أنت ما أبي خلااااااص....
تخرج من الغرفة وهي تجر أذيال الخيبة والقهر...
تنظر إلى الوجبة فتنسد نفسها وتسبل دمعتها...
ردت فعل تصيبها تقتل كل إبداع فيها...
هذا جزء من مشهد المأساة ......
وما خفي أعظم في تلك المعاناة....
========== الصواب ==========
وفقك الله أيتها الزوجة لكل خير....
وأحسنت في عملك وصنعك....
أيها الأزواج.....
لماذا خير الخلق صلى الله عليه وسلم ...
إذا دخل بيته بدأ بالسواك.....
إنه يشعر بمن ينتظره....
وهو أيضا في شوق لمن يدخل عليها....
فإذا فتح لك الباب....
فافتح عينيك وانظر كل جميل....
أنظر إلى مظهرها وقد جملته....
وانظر إلى بيتها وقد رتبته....
ثم أظهر الإنبهار....
وأمطرها بسيل الكلمات العذبة....
فكم من كلام عذب ....
بدد سحب الإرهاق والتعب....
وكم من قبلة وضمة....
أدخلت الفرحة ورسمت البسمة....
اعتني بنفسك أول ما تصل....
فتعبك وإرهاقك مما اعتراك...
ليس مصوغا لك أن لا تميط عنك أذاك...
وإن كان النوم أحب لك من كل الدنيا وما عليها....
فأخبرها أول قدومك بهمسة لطيفة في أذنيها.....
حتى تؤجل ذلك الطعام.....وتجعله بعد أن تنام....
ويسلم قلبها من الانصدام....
ويسلم إبداعها من الإعدام.....
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه....
وحقق للجميع ما يتمناه....
محبكم
متأمل