الأخت الفاضله باربي ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نمط شخصية زوجك يختلف عن نمط شخصيتك , وهذا ما يسبب لك المتاعب معه
ولا يعني هذا أن أحدا منكما أفضل من الآخر , ولكنه يعني إختلاف بنمط الشخصيه لا أكثر ,
فكما أن هناك من يفضل المالح على الحلو , هناك العكس أيضا .
لن أسترسل كثيرا بتفاصيل نمط شخصيته , ولكن سأتحدث عما يهمك في موضوعك هذا ...
زوجك يحب التعامل الرسمي والإطراء والمدح والزوجه الذكيه الواثقه من نفسها المدبره ذات الشخصيه القويه , والمتحدثه اللبقه والتي تحسن التفكير وتقديم الحلول , ويجد متعة بالحياة معها ,
كما أنه منظم بأغلب شؤون حياته , وقليلا ما يسمح للفوضى أن تسيطر عليه .
ورسميته التي قد ترينها أحيانا جفافا , هو لا يراها كذلك , لأنه ببساطه لا يرى أنها خطأ , ويرى أن الأمور لابد أن تسير بنسق واضح ومرتب .
ولكن الرسميه لها مكان ولا يصلح أن تكون عنوانا دائما للتعامل مع الناس , فما بالك بالتعامل بين الزوجين في حالاتهم العاديه وتعاملهم اليومي المستمر , فضلا عن العلاقة الخاصه بكل صورها والأجواء الرومانسيه , والتي يجب أن تبتعد عنها الرسميه تماما ؟
أظن أن مشكلتك الرئيسيه مع زوجك هي التعامل الرسمي من جانبه , ولو انتهت هذه المشكله , ستكون باقي الأمور سهله بإذن الله .
وليس غريبا أن تشعري بحاجز بينك وبينه , وتخشين أن يقابل مبادراتك بالصدود , بل أقول لك إن الحاجز موجود بالفعل .
لأن مثل هذه الشخصيه , تصنع لنفسها هذه الهاله من الحواجز , ولا تسمح للآخرين بالدخول إلى عالمها الخاص بسهوله
إلا إذا أرادوا هم ذلك , عندها يفتحون المجال .
زوجك بقرارة نفسه يعتز برسميته , وليس حلا أن تجلسي معه جلسة مصارحه وحوار لإزالة الرسميه والحواجز , لأنه ببساطه يعتبر التنازل عن رسميته كأنه تنازل عن مبدأ من مبادئه .
من خلال كلامك اتضح لي أن زوجك يحبك , بل يحبك جدا , وهذا النوع من الشخصيات , لديه الإستعداد الكامل للتفاني من أجل من يحب , والحب لا يتمكن منهم بسهوله , ولكن إذا أحبوا , أخلصوا لأحبائهم بشده , وأنصفوهم , وتفانوا من أجلهم , ولكنهم أيضا يحبون مبادئهم ومنها " الرسميه "
لا يدللون زوجاتهم دائما , وبصعوبه قد تخرج منهم الكلمه الحلوه , ولكن من داخلهم يذوبون عشقا وهياما , وقد تتفاجئي بهم في أي وقت يؤلفون الشعر وأعذب الكلام بمن يحبون .
فترة 7 سنوات من الزواج كافية جدا لإزالة الحواجز , ولكنها باقيه , إذن ما الحل ؟
الحل , عندما يكون رائق المزاج ومنشرح البال , وخارج غرفة النوم إعمدي إلى مفاجأته , بقبلة سريعه أو ضمه أو بلمس أجزاء من جسده لمسا سريعا وخفيفا بقصد المزاح , في خاصرته مثلا أو صدره أو ( ........ ) , وابتسمي وأنت تفعلين ذلك , ومن الممكن أن تفعلي ذلك في أي وقت , حتى لو كنتما على وشك الخروج من البيت , أو في السياره , أو وهو خارج للصلاة ,
أو وهو يشاهد التلفزيون أو يقرأ جريده , المهم أن يكون هادئ المزاج لحظتها ,
أو إرسلي له رساله إذا كنت خارج البيت بزيارة لأهلك مثلا " مشتاقه هذه اللحظه أجي أشوفك أو أضمك أو أقبلك وأعود لأهلي استكمل زيارتي " أو أي رساله من هذا القبيل , وانظري لردة فعله عندما تعودين للبيت .
ومن المهم فعل ذلك بالتدريج , كل إسبوع مره , ثم مرتين , وهكذا , سيعجبه ذلك ويروق له , ولكنه يحتاج لفتره من أجل التعود .
بالنسبة لتسفيه رأيك أحيانا ... صفة المكابره وعدم الإعتراف بالخطأ , موجوده عند أغلب الناس للأسف ولكن بدرجات متفاوته , ولكن بالنسبه لنمط شخصية زوجك , هذه الصفه للأسف موجوده لديهم كثيرا وهو يحب أن يكون دائما هو الأذكى والأفضل وصاحب الرأي الصائب بنظر الناس وبنظر زوجته على وجه الخصوص , لأنه يرغب أن يكون مقنعا لزوجته من هذه الناحيه التي يتقنوها بالفعل .
والحل إذا تبين في أمر ما أن رأيك صوابا ورأيه خطأ , لا تواجهيه ولا تبادريه بقولك , رأيي صح ورأيك خطأ , ولو سمعت كلامي , لما حصل كذا وكذا , وكلاما من هذا القبيل , بل دعي الأمر كأن شيئا لم يكن وكأنك لم تتحدثي بهذا الأمر من قبل , وكأنك لا تعلمي عنه شيئا , وهو بقرارة نفسه يعلم أنك أصبت وهو أخطأ , ولكن لا تواجهيه , ستجدي بعد فترة من الزمن , وعندما تمر عليه عدة حالات من هذا القبيل , ستجدينه هو بنفسه يعترف بصحة رأيك .
أضيفي إلى ذلك , لو أنك أخطأتي , لا أظنك سترغبين لو قال لك , أن رأيه صحيحا , ورأيك خاطئا , فلا تواجهيه لكي لا يواجهك , ودعي هذا الجدال جانبا .
يوجد كتاب إسمه " بوصلة الشخصيات " موجود في النت وفي مكتبة جرير , سيفيدك جدا بمعرفة نمط شخصية زوجك , ويعرفك أكثر على نمط شخصيتك , أنصحك بقراءة هذا الكتاب بتركيز وتعمق .
أعتذر جدا على الإطاله , وأرجو الله أن أكون أفدتك .
التعديل الأخير تم بواسطة أبو حكـيم ; 24-09-2010 الساعة 11:05 AM