بسم الله الرحمن الرحيم...
أحببت أن أضرب بموضوعي هذا عدة عصافير بحجر واحد... ولن أطيل عليكم...
استلمت البارحة شهادة انتقالي للسنة الثالثة طب ولله الحمد والمنة... ونجحت اليوم في اختباري الأول من أصل ثلاثة... والاختباران القادمان هما يومي الإثنين والجمعة القادمين ( بإذن الله )
فلا تنسونا من الدعاء...
وكوني اليوم نجحت في اختبار صعب... قررت أن أذهب للنهر الذي يقسم مدينتي ( هايدلبيرج ) إلى جزء شمالي وجزء جنوبي...
وكان المساء قد بدء بالاقتراب... وغمامة الظلام قد انتشرت في كل أرجاء هذه المدينة الرائعة...
جلست على حافة النهر... على العشب الأخضر... تحسست بيدي برودة الأرض... ابتسمت... واستلقيت على ظهري متأملا لما يجول وحصل من حولي...
وحمدت الله أن صليت المغرب قبل انطلاقي من البيت... وأخذت أفكر... أتأمل... حاولت الاسترخاء والاستجمام...
وفجأة... انتبهت بأن الساعة قد قاربت العاشرة مساء.... نظرت للسماء مجددا وبدأت اسبح الله باندهاش وخشوع... فقد سطع القمر سطوعا لم أره في حياتي أبدا!!!
وانعكست صورته صافية على وجه النهر الهادئ...
لقد أنار هذا القمر كل ما حولي... وبدأت أركز النظر في السماء كي أتمكن من رؤية النجوم المتلألئة..
لكنها كانت مهمة صعبة.... فضوء القمر كان ساطعا وأشعته الفضية كانت ساحرة...
ابتسمت من جديد... أخذت أفكر وأتأمل وأسترخي... وانتبهت بأني لم أصل العشاء بعد...
اقتربت من النهر كي أتوضأ... شمرت عن ساعدي واختلعت حذائي... لكن أمرا ما جذبني وأثار انتباهي...
أصبحت كالمجنون يحدث نفسه... راودتني نفسي أن أقفز في الماء...
ولم أفكر طويلا
... بقيت ببنطلوني الجنز ( ثقيل في السباحة
)... وخلعت قميصي التيشيرت... وقفزت في ماء النهر
...
وعندها راودتني فكرة أكثر جنونا
... أحببت أن ألمس القمر بيدي
... بدات بالسباحة والسباحة... وكلما اقتربت من صورة القمر على الماء كلما ابتعد مني
... أصبحت أناديه وأنا أضحك... لكنه لم يستجب لصيحاتي...
عدت خائب الأمل...
ونويت الوضوء وتوضأت... وخرجت من الماء... جففت شعري بقميصي التيشيرت... ثم ارتديته من جديد... ووقفت حائرا... فأنا لم أجرؤ قط على الصلاة أمام الناس!!
والدنيا ليست ظلام بسبب حبيبنا القمر... المنطقة تعج بالناس... فمنطقة النهر جميلة ويرتادها الكثييير!
احترت... لكني وبدون تفكير... اتجهت للقبلة... وأذنت بكل ما أوتيت من قوة... وكنت خائفا.... خائفا لأني أجهر بالصلاة في بلاد الكفر والفسوق والعصيان...!
أذنت للصلاة... وكنت خائفا... قلبي يرتجف... والوساوس تهاجمني وتحذرني! لكني استمريت...
ولم أنته من الأذان.... إلا وأشخاص حولي..!
سألني أحدهم إذا كان هذا من الإسلام... قلت نعم... سألتي فتاة إذا ما كان هذا من القرآن.... فشرحت لها معنى الأذان... وأقمت الصلاة وصليت بمفردي (( لكن كأني أصلي الظهر يعني بإسرار التلاوة.... ))
وفجأة يقول لي أحدهم بالألمانية وأنا أصلي... ""أنا خلفك ومعي شخصين""...... ثم قالوها...
قالوها.... قالو تلك الكلمة التي لا أسمعها في بلاد الغربة...
الله أكبر...
وغص حلقي... لأني علمت بأنهم يصلون خلفي... وعندما قمت للركعة الثانية رفعت صوتي في التلاوة...
وتشجعت على إظهار العبادة... وعندما أنهيت الصلاة... فوجئت بأن عدد من خلفي خمسة أشخاص!!
خمسة مسلمين يصلون خلفي أمام الملأ.. أمام أعين كل الناس!
استحيت... خجلت... ونظرت من حولي... كان الناس طبيعيون... كل جالس في مكانه... الكل مشغول بنفسه... وأنا؟؟ أنا لم أضيع صلاة الفريضة... بل إن الله رزقني صلاة الجماعة...
وبالرغم من أني أعيش في الغربة أربع سنوات... هذه أول مرة أجهر فيها بالصلاة أمام الناس...
وأقولها يا أحبة... والله سعادتني غمرتني... وكان
ضوء القمر كأنه شروق شمس جديدة...
شروق لمفهوم غاب عن ذهني كثيرا.... وتجاهلته أحيانا...
مفهوم العزة.... أقسم لكم...
العزة بالإسلام... ولا عزة بعده أو غيره....
الحمد لله على نعمة الإسلام.... والحمد لله على صلاة الجماعة... والحمد لله على كل نعمه...
وترقبوا الصور لهذه المدينة... والتي سأضعها لكم إن شاء الله كمشاركة في هذا الموضوع...
وآسف جدا على الإطالة...
ولا تنسوني من الدعاء...
محبكم في الله...
خالو ريان