ان تعلمي اختي انه من اكثر الامور الخاطئة التي نقع فيها نحن النساء ان نتحمل وحدنا مسؤولية متابعة الاطفال دراسيا ونفسيا ونجنب الاب هذه المسؤولية معتقدين داخليا انه يكفيه ما يعانيه في العمل
ولكن الامور تختلف من بيت لبيت ومن اب لاب
فهناك رجال يعملون لدوامين مثلا فيكون الوقت المتبقي بالكاد كافي للنوم والاكل والشرب وجلب احتياجات البيت
ولكن الفئة الاكبر تعمل لدوام واحد صباحا وتعود للبيت في الظهر او العصر ليس لها عمل طوال اليوم
وهنا يمكن ان نتأمل كيف يمكن ان تكون النتيجة عندما تتوفر الاموال والوقت والصحة والشباب
لابد ان يصحب هذه العوامل التفكير في اللذات والمتع الاضافية خاصة وان زوجك صغير في السن
اما ان كانت المرأة مدركة جيدا لهذه العوامل وما يمكن ان تؤدي اليه ان توفرت واجتمعت فإنكي تجديها حريصة على شغل وقت زوجها بالامور المفيدة
مثل متابعة دراسة الاطفال
فيقسم المنهج بينكم انتي تدرسين للبنات مثلا ثلاث مواد دراسية وهو مادتين
لانكي في الفترة الصباحية تكوني منشغلة بأمور البيت والمطبخ وهو في العمل والبنات في المدارس وبالتالي فوقت المذاكرة سيكون مساءا
و ما الذي يعنيه انكي ادرى منه بالتدريس للاطفال انتي لم تكوني مدرسة من قبل حتى ينطبق عليكي ذلك
وحتى المدرسة فهي تكون مسؤولة عن تدريس مادة واحدة فقط وليس ست او سبع مواد
وبالفعل معكي حق ان البنات يقمن بأداء الواجب بعد رجوعهن من المدرسة ولكن ماعلاقة هذا بشرح الدروس لهن
فالواجبات امر وان تكون الفتايات فاهمات حقا للمواد امر اخر لان الواجبات غالبا ما تكون في شكل روتيني اعتدن عليه
اما ما اقصده ان يفتح كتاب احداهن المغرب مثلا ويسألها عن آخر درس ويرى ان كانت مستوعبة حقا ام لا ويراجع لها من الدروس القديمة وهكذا
ناهيكي عن يومين اجازة في الاسبوع لا يفترض ان اليومين كاملين للخروجات ولكن يجب ان يتخلل الاجازة مراجعة الدروس وحفظ القرآن حتى يتعلم الاطفال الموازنة بين المسؤولية والترفيه
وهو الان اختي كما تقولين يبحث عن رضاكي وراحتك و الاستغلال الانسب لهذا الموقف ان تجلسي معه في حوار راقي متحضر وتخبريه ان ما حدث بمنتهى البساطة انك اطمأننت ان هناك من يتحمل عنك مسؤولية بناتك وهذا ما جعل لديك الوقت الكافي للبحث عن المتع والملذات
ولكني الان اصبحت متعبة نفسيا وما كنت استطيع تحمله بالامس وحدي اصبح الان حملا ثقيلا على عاتقي لان نفسيتي منهارة
لهذا يجب ان تشاركني المسؤولية كباقي الاباء وتراجع لبناتك اللاتي هن مسؤوليتك ايضا ولسن مسؤوليتي وحدي نحن اشتركنا في انجاب البنات ولم انجبهن وحدي
كما ان البنات يكبرن وكل يوم اشعر ان مناهجهن الدراسية اصبحت اكثر كثافة وهذا يتطلب منك مساعدتي
من الامور الجيدة ايضا ان تشجعي زوجك على اكمال دراسته الجامعية ليرتقي في عمله من منصب الى منصب اعلى وبالتالي يرتفع مستواكم المعيشي والادبي اكثر ويكون قدوة للبنات في طلب العلم
وتساعديه وتحفزيه على ذلك
وبالتالي ترتقي بطموح زوجك وتجعلي تفكيره منشغل في المستقبل الافضل ان شاء الله تعالى
ومن الواضح ايضا ان زوجك مرتبط كثيرا ببناته لهذا اجعلي
في نهاية كل اسبوع نزهة للبنات كتحفيز لهم على الدراسة والتفوق
حاولي جعلها روتينا جميلا ولا تجعليها مكلفة ماديا او تشترطي فيها اماكن معينة حتى يكون الامر سهل بالنسبة له
{المرحلة الثالثة}
ان تتفقي معه في جلسة هادئة ان يضع لهذا الامر حدود كافية حتى تحافظي على توازنك النفسي وحتى تكوني قادرة على العطاء كما كان الامر في السابق
فلا يحدثكي تماما عن هذه المرأة ولا يشعركي ابدا بوجودها في حياته
وان يجعلها تكف عن الاتصال بكي وبإبنتك وازعاجكم
وان لا يجعلكي تشعرين انها شغلته عنكي او عن بناته
واجتهدي اختي ان تقتربي ثانية لاهله وتوطدي علاقتك بهم وتزيدي زيارتك لهم والعكس لان هذه الامور ستقربك اكثر لزوجك خاصة وان الثانية لا تستطيع ان تفعل ذلك لانكي كما سبق وذكر لكي زوجك انكي انتي الاصل
فالرجل يحب زوجته اكثر كلما اقتربت من اهله واصبحت كأنما هي فرد من هذه الاسرة
واعلمي اختي في النهاية ان ما انتي فيه ابتلاء من الله تعالى فاري الله منكي خيرا فالانسان لا يظهر معدنه الحقيقي الا في المواقف الصعبة
أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ [العنكبوت : 2]
ولا تجعلي غيرتك كزوجة وامرأة حافزا لكي ان تأمري زوجك بعدم العدل بينكما او ان تأمريه بطلاقها لان كل هذه الامور آثام اتمنى ان تترفعي عنها فالامر بالمنكر كعدم العدل بين الزوجين او الامر بالتفريق بين زوجين من صفات المنافقين
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [التوبة : 67]
وانتي تعلمين اختي ان المنافقين توعدهم الله في الاية الكريمة
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً [النساء : 145]
لانكي ستلاحظين اختي من خلال الموقف انه لن يطلقها الا اذا اراد هو ذلك وليس لانكي تطالبيه بذلك وبالتالي هذه الكلمات ليس منها جدوى ولكن هي للاسف توقعك في المعاصي
ففوضي امرك لله ولا تتحدثي الا بما يرضي الله وتأكدي ان كل الظروف في صالحك وبالتالي انتي الرابحة في النهاية بإذن الله ولكن كوني رابحة في الدنيا والاخرة افضل لكي
أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ
بلى والله ان الله لكاف عبده ولكن علينا بداية ان نجتهد في ان نكون عباد لله صالحين حتى تنطبق علينا هذه الاية ويكفينا الله شر خلقه وشر المحن والمواقف العصيبة
اتمنى ان تتعاملي مع الامر بحكمة اختي واجعلي ثقتك بالله كبيرة ولا تقنطي من رحمته
انت امرأة لها زوج محب وبنات مثل الورود في مقتبل العمر لا تفسدي حياة هذه الاسرة بتصرف طائش غير محسوب عواقبه
اختي انتي في بيتك ملكة وحتى ان كنتي مكرمة في بيت والدك فهذا في النهاية بيت له امرأة هي سيدة البيت وصاحبة الكلمة فيه وهي والدتك
وكل امرأة ذاقت معنى ان تكون سيدة البيت لا تستطيع ان تعود فتصبح مجرد فرد في اسرة
اختي لا تدعي زوجك حتى لا تخسريه فزوجك شاب صغير في السن وانتي تعلمين كيف تسللت العنوسة الى مجتمعاتنا
وستجدين كثيرات في العشرينات من العمر يتمنين زوجا كزوجك
ولكن لاني اعرف ان نفسيتك الان سيئة جدا
فارجح لكي بدلا من ان تذهبي لوالدك في شكل امرأة تريد الطلاق ان تستأذني زوجك في المبيت عند والدك لعدة ايام حتى تصلحي من نفسيتك وهو لن يرفض ذلك ان شاء الله
وربما ان ابتعدتي ليومين او اسبوع تعودي بنفسية افضل وادراك اكبر للموقف واسلوب جيد للتعامل معه
ولا اريدك اختي ان تكوني خائفة لهذا الحد من الدخول في مقارنات او حرب على حد تعبيرك مع هذه المرأة لعدة اسباب
الاول ان المنطق يقول ان معظم النساء الخليجيات اجمل من الاثيوبيات في اللون والملامح اي ان المقارنة الشكلية في صالحك غالبا
الثاني انه ان كان اقترانه بها مشرفا له بين الاهل والاصدقاء لما حرص على سريتة ولكان اذاعه بين الناس ولكنه لا يريد ان يعرف اي انسان هذا الامر
وهذا يعني انه بالنسبة له امر مؤقت كانما هو نزوة او ما شابه ويريد عندما يتركه تظل صورته بين الناس جيدة كما هي الان ولا تظل تذكر كجزء من حياته
الثالث انه حريص على نفسية بناته وصورته في نظرهم وهذا سيكون حافز له ان لا يجرحهم او يكون سببا في عذابهم
اريدك ان تتعاملي مع الموقف بإظهار ثقتك بنفسك اكثر وتهتمي بمظهرك اكثر فربما انشغالك بدراسة البنات وحدك جعلك تهملين شيئا من مظهرك مع الوقت مثل ان يكون وزنك زاد مثلا او لا تهتمين بشعرك وتغيير لونه والتجديد في مظهرك
وحاولي استغلال رغبته في ارضائك هذه الايام باشراكه في مسؤولية البنات كما سبق وتحدثنا واطلبي منه ان تذهبوا للسفر بعد امتحانات البنات كي تغييرين هذا المناخ الذي تعيشينه هذه الايام فربما مع تغيير المكان تهدأ نفسيتك تدريجيا
في رعاية الله
{ ختام الاستشارة ونهايتها }
.. اجدد شكري لك على جهودك التي تبذليها في سبيل سعادتي ..
.. وفقك الله الى ما تحبين , ويسر وسهل لك كل امورك ..