مزحة .. ثقيلة
كان الوقت ما بين المغرب والعشاء
زوجتي مستلقية وأنا جالس أشاهد التلفاز
وبيننا أبننا الصغير بأشهره السبع يلاعب ويصيح
يملا جو الغرفة وصمتها حياة فيها ما فيها
من البراءة والحب..
أما بقية الصغار فكانوا في غرفتهم
تأتيني أصواتهم مرة يضحكون وأخرى يتشاجرون
حال معظم الصغار..
كان ذهني مشتت وقتها ..
بين عائلتي .. وبرنامج على التلفاز يناقش بعض الأمور الأسرية
والسكن الذي نحن فيه .. وأمور أخرى
ومع زيادة عدد أفراد أسرتي ونموها
ولأن الحاجة صارت ملحة لتغيير السكن الذي نحن فيه الآن
والبحث عن سكن آخر
ورغبة العيال في توفر مساحة أكبر يجدوا فيها راحتهم
فجأة وبدون مقدمات .. ومع فيض هذه الأفكار
على مخيلتي
تقول لي زوجتي .. "أنا حامل" ..
كانت تنظر في عيوني .. تنتظر ردة فعلي على كلامها
وأضافت "أنا بتكلم جد" .. أنا جبت شريط قياس الحمل .. وطلع فيني حمل ..
أنا بتكلم جد ..
مالك ساكت .. قول حاجة
نظرت إليها .. وبدون تردد
قلت لها .. يا سلام وماله .. خير وبركة .. على الأقل يمكن ربنا يرزقنا البت
من بعد الولد .. وكل مولود يأتي برزقه ..
وطعام الواحد .. بركته بتزيد .. وإن شاء الله .. يكفي الكلّ
هذا كان ردي ..
طبعاً .. كان يمكن أن يفاجئني الخبر لو لم أكن مؤمناً بأن حدوث مثل هذا الشيء وارد
أو كنت ممن يتذمرون من عواقب مثل هذه الأمور.
فكما نعلم .. أن الحمل وفترته وحتى ساعة الولادة هي بمثابة حالة طوارئ
فقد عشنا مثل هذه التجربة.. مرات ومرات
الحمد لله .. على كل شيء
وقبل أن أسرح من جديد في أمور المعيشة
قالت لي زوجتي وهي تبتسم ..
صدقت مش كده ..
هههههههه
دي "كذبة أبريل"
لم أتضايق من خبر الحمل بقدر ما ضايقني "المزاح التقيل"
وقلت لها .. قد تؤثمي على هذه الكذبة .. ولو كانت مزحة بريئة
فقد سمعت .. أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال:
عن عبد الله بن عمر " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو محق وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وهومازح ". المنذري
انتهى..
هذا ما حصل ولي تعقيب في "كذبة أبريل" التي اعتاد بعض الناس هداهم الله على تداولها بينهم
بأن هذا السلوك دخيل على مجتمعنا .. وكل مستحدث بدعة وكل بدعة ضلالة
وكل ضلالة في النار ..
أسال الله .. أن يهدي الجميع
وصحيح العقل زينة ..