ليت شعري بما يختم لي ..!؟
في يوم تستوفي النفس رزقها وأجلها
في لحظة لاينفع فيها لاإيمان ولا توبة
لحظة خروج الروح لاينفعك إيمانك في هذه اللحظة إن لم تكن مؤمناً من قبل
( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون* لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)
ولن تنفعك توبة (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليه وكان الله عليماً حكيماً* وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تُبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليما )
قال بعض السلف: أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين يشير إلى أن المؤمن لا ينبغي أن
يصبح ويمسي إلا على توبة فإنه لا يدري متى يفاجئه الموت صباحا أو مساء فمن
أصبح أو أمسى على غير توبة فهو على خطر لأنه يخشى أن يلقى الله غير تائب
فيحشر في زمرة الظالمين قال الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
ياااه مااشد هذه اللحظة وسكراتها
قالت أمي عائشة رضي الله عنها وارضاها :
(( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول :
(( لا إله إلا الله إن للموت سكرات ))
ثم نصب يده فجعل يقول : (( في الرفيق الأعلى )) حتى قبض ومالت يده ))
فانظروا أخوتي في الله كيف كانت سكرات الموت شديدة
على الحبيب المصطفى وهو النبي المرسل
فكيف بنا؟
وقد يطلع البعض على المحتضر فلا يرى عليه حركة ولا قلقا
ويرى سهولة خروج روحه فيغلب على ظنه سهولة أمر الموت
ولا يعرف حقيقة الموقف الذي فيه الميت .
ووالله الذي لاإله غيره كنت ارى أمي رحمها الله عند موتها ولم يخطر ببالي لحظة واحدة أنها تحتضر
مع انني قبل وفاتها رحمها الله اصريت على دخول دورة شاملة عن الموت وسكراته و علامات الإحتضار
وكيفية تغسيل الميت وتكفينه واصريت على دخول الدورة مرة أخرى حتى انا كنت مندهشة من نفسي لما
ادخل الدورة مرتين وهي نفس الدورة مكررة؟؟
ماكنت اعلم ان اللطيف سبحانه اراد أن أتعلم جيداً لأنه سيأتي يوم أغسل فيه أحب الناس
واقرب الناس وأغلى الغالين (أمي رحمها الله)
ليت شعري من يغسلنني ؟ ومن يكفنني؟
وقبلها كيف طعم الموت وسكراته بفمي؟
فالجميع يشرب من ذلك الكأس جرعته ويغتص منه غصته
قال سبحانه : ﴿ كل نفس ذائقة الموت ﴾
عندما حضرت الوفاة عمرو بن العاص قال له ابنه :
يا أبتاه ! إنك لتقول : يا ليتني ألقى رجلاً عاقلاً لبيباً عند نزول الموت حتى يصف
لي ما يجد ، وأنت ذلك الرجل ، فصف لي ، فقال : يا بني ، والله كأن جنبي في
تخت ، وكأني أتنفس من سَمّ إبرة ، وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي ، ثم
أنشأ يقول :
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في تلال الجبال أرعى الوعولا
آآآه ياأم بشائر كيف هي اول ليلة في قبركِ
رحمكِ الله يااخية وغفرلكِ وجعل قبركِ روضة من رياض الجنة
اللهم احسن خاتمتي واجعل خير ايامي يوم ألقاك
اللهم انني اكره الموت وأحب لقاءك
فهون علي سكرات الموت واحب لقائي