أما إنني حساسة أكثر من اللازم أو إن زوجي لا يجيد التعبير عن مشاعره أو إنه لا يبالي فعلاً
نحن متزوجان منذ سنة .. و قد تزوجنا بعد قصة حب .. ومع ذلك احيانا لا أفهمه ..
بالأمس أتصلت بي والدتي لتخبرني إن جدتي في المستشفى في الإنعاش بعد أن أصيبت بجلطة دماغية وشلل نصفي ..
كنتُ في العمل ولم أجد أحداً (أفضفض له) عن حزني فجدتي هذه عزيزة على قلبي وقد عشت فترة معها وانا طفلة وطبعاً أول شخص توارد في ذهني هو زوجي فأتصلت به وقد كان في
المنزل حيث لم يذهب للدوام أمس( وهو طالب في كلية الطب ) ... الساعه 12 ظهر .. وجدته مازال نائماً ...
_جدتي حصل معها كذا وكذا .....(شرحت له الأمر )
_أي ؟؟؟ ( يرد بهذه الكلمة فقط بصوت خالي من المشاعر )
_هذا هو اليوم الخامس لها ولكنهم كانو يخشون اخباري ..
_ أي ؟؟؟ ( أيضا بنفس البرود والضيق وكأنه يخشى أن أقول له لنذهب لزيارتها في المستشفى)
انهيت المكالمة وقد زاد ضيقي ... فوق حزني على جدتي أجد أقرب الناس لي غير مبالاً لحزني ... حتى وإن كان لا يزال نائماً فهل كان سيفعل ذلك مع صديق له لو اتصل به وكانت
لديه مشكلة وهو نائم .. لا طبعاً سيفز من نومه ليجامله على الأقل ..
المهم ... عدتُ للبيت بعد انتهاء دوامي الساعه 2:30 ظهراً ..
دخلتُ للبيت وأنا متعبة من العمل وحزينة على جدتي وحزينة من تصرفه معي .. عادي سلمت ودخلت ولكنه احس بي .. فضل يسألني عن ما بي ويحاول التودد إلي ..
قلت لا شيء مجرد حزينة وتعبانة .. واذا به يقول .. ( ولماذا الحزن ؟؟ هي إمرأة عجوز وقد عاشت حياتها عجيب أمره ... قلت ( يعني لأنها عجوز فلو حصل لها مكروه لا نهتم ولا نحزن اصلا ؟؟!!! )
يرد علي ( أنا على أكثر من مرة خالي او خالتي يمرضون وينقلوهم للمستشفى ولا ابالي واحيانا حتى لا اذهب )
أستفزني فقلت ( واللهي لو كانت علاقتكم منقطعة مع اقربائكم فليس معناه ان كل الناس هكذا .. عجيب امرك .. أتصل بك وأخبرك بما حصل ترد علي بكلمات مختصرة خالية من اي انفعال ..)
يرد بغضب ( لقد كنتُ نائماً فماذا تتوقعين مني ؟؟ )
قلت ( سأذهب للمستشفى )
يقول لي (ولكني أردت اليوم البقاء في البيت لأدرس .. لماذا لا تتصلي بأهلك ليمروا عليك ويأخذوك معهم للمستشفى وقولي لهم إنني لدي عمل طارئ منعني من الحضور )
قلت ( ماذا سيقولون عنك لو رأوني أحضر لوحدي دون زوجي ؟؟!!وعلى العموم فهم قد ذهبوا قبلي .. أبقى لتدرس وأنا سأذهب بتكسي )
طبعا رفض ذهابي بتكسي لوحدي .. وقام على مضض ليستحم ويبدل ملابسه مع إني ألححت عليه أن يبقى ..
أسمعه في الحمام يغني ... ( يللا مو مشكلة )
ذهبنا للمستشفى من بعد أن بدل ملابسه ببطئ يمزق الأعصاب .. ورأيت جدتي بحالة سيئة جداً فلم أحتمل وخرجت بسرعه للممر لأبكي فلم أردها تراني أبكي ..
تكلم هو مع امي وقرأ تقاريرها وأشعتها ..
ما زلت أذكر عيناها اللتان تنظران في الأوجه دون القدرة على الكلام او الحركة .. فنصفها الأيمن قد شل ..
خرجت من المستشفى ودموعي تنهمر ... قلت لا أريد الذهاب للمنزل فلنذهب إلى أي مكان آخر ..
ذهبنا لأحد المتنزهات .. وقد كان المنظر جميلاً فقال لي ( للأسف لم نحضر معنا الكاميرا اليوم )
قلت ( أي صور سآخذها وأنا بهذه الحالة )
وإذا به ينهرني ( ولماذا الحزن ؟؟ هل هي صغيرة السن ؟؟؟ هي كبيرة وقد عاشت لترى أحفادها وأدت رسالتها في الحياة ... عادي يعني هذه سنة الحياة .. ياليتني أعيش مثلها
.. هل تريدين أن تفسدي علينا النزهه .. ثم لتعلمي اني رأيت تقاريرها وحالتها لا تبشر بالخير)
تضايقت بشدة وقلت ( الغريب لو حصل له مكروه أبكي عليه وتريدني جدتي لا أحزن لها .. واللهي آسفة اذا ضايقتك واذا اتلفت عليك النزهه لنرجع للبيت .. لو كنت تكلمت مع
صديقة لي لكانت قالت كلام افضل منك .. يعني على الاقل تقول لي ( ان شاء الله تقوم بالسلامه ) ولو لا سامح الله حصل لها شي تقول لي ( لا تحزني فقد ذهبت لمكان أفضل
).. وليس مثلك تقول ( ليش تضوجيييييييين اصلا ؟؟؟!!))
خجل وقال بعد أن أحس بغلطه قليلا ( أنا فقط كنت أحاول التخفيف عنك عندما اقول لك هذا الكلام حتى لا تحزني )
قلت ( أرجوك كافي كلام بهذا الموضوع )
قضينا بعض الوقت وعدنا للمنزل ..
أشعر بالحزن لتصرفاته هذه .. أعرف إن من سيقرأ كلامي هذا سيقول إن هذا الشخص لا يحبك .. ولذلك أود القول إنني لا أشك بحبه لي .. فقد حصلت عدة مواقف منذ أن تزوجنا
لحد الان ورأيت كم يحبني .. لو غبت عنه قليلا يضل يشم عطر ملابسي ويبكي ..
مرة زعلت عليه وذهبت لبيت اهلي ضل يتصل بي ويعتذر ويطلب رجوعي .. وعندما عدت وجدته قد جلب خمراً خلال ايام غيابي كي لا يفكر .. وهذه ليست من شيمه .. لا يرفض
لي طلباً .. أريد كذا يجلب كذا اريد الخروج نخرج .. لا يخاطبني الا بكلمة ( حبي ) ويغار علي غيرة مميته لو رأى احدهم ينظر ألي .. وقد أثبت إنه يحبني منذ اول يوم زواج
لنا حيث واجه اهله كلهم اللذين عارضوا فكرة ان نستقل بشقة لوحدنا وامه ضلت تبكي وقالت ستتبرأ منه لو خرج من المنزل .. ولكنه مع ذلك ولكوني طلبت منه الأستقلالية تحمل غضب
امه ( وطبعا هو واخوته ربتهم امهم فقط فوالدهم توفي وهم صغار .. وامهم لديهم لولا الحرام لعبدوها وعذراً للتعبير ) ومع ذلك فقد صبر إلا ان هدأت الامور ورضيت امه بالأمر
الواقع وتزوجنا بشقتنا لوحدنا ..
لا أعرف كيف أفسر طبعه أحياناً .. هل هو لا يعرف التعبير عن مشاعره ؟؟ أم إن سبب كونه طبيباً جعل الموت والحياة امراً مألوفاً يراه كل يوم ولا يتأثر ؟؟
أم إنه يحبني فقط عندما اكون مرحة وفي أحسن حالاتي ؟؟؟
خلال فترة معاشرتي له وجدتُ إنه يتضايق لو حزنت على شيء بحيث يضطر هو يخفف عني .. وكأنه يريدني دوماً مبتسمة وفرحة ولا أكدر صفاء أيامنا .. أحترت كيف أفهمه أمر
المفروض هو يعرفه لوحده دون أن أحاول التوضيح له كيف أفهمه إن الحياة فيها الحلو وفيها المر .. ومن أحب شخصاً وقف معه في كل حالاته ..
مرة ذهبنا نزور أهله ورأيت كيف تصرف مع أمه التي يحبها ويقدسها بحدة عندما ألحت على أمر ما .. وبعصبية قال لي وقتها هيا لنرحل من هنا .. لم أرضى عليه وقتها وقلت له
اعتذر لها ..
وطبعاً عندما عدنا بعدها للبيت ندم وضل يقول لي لماذا تصرفت هكذا مع امي ..
يخبروني عنه اهله انه كا شديد العصبية بحيث لو تعصب يكسر شيء في المنزل او يضرب يده بزجاج الشباك لتضل تنزف ..
طبعا لا انكر اني عصبية بطبعي ايضا .. خصوصا في هذه الفترة وانا اتناول دواء منشطات للحمل من آثارها الجانبية زيادة النرفزة والكآبة .. ولكني دوماً أقف معه وفي كل الأوقات
ولم أسكته يوماً لو تكلم عن حزن لديه بالعكس احاوره واحاول التخفيف عنه .. فلماذا لا يكون هو كذلك معي ..
هل طبع الرجال يختلف عن النساء في هذه النقطة ؟؟
أم إنني متطلبة كثيراً ؟؟
أين الخطأ ؟؟
حبيبتي انا لا ارى ان هذه مشكله ولاكن المراه بطبعها حساسه واي شي
بياثر عليها والي ايدو بالمي مو متل الي ايدو بالنار احمدي ربك على الي انتي فيه حبيبتي
زوجك حسب كلامك طيب كتير وبحبك
أختي الفاضلة .. زوجك يحبك بجنون و مشاعره مرتبطة بمشاعرك .. فحزنك يحزنه و فرحك يفرحه و هو لذلك لا يريد أن يراك حزينة كئيبة .. و لأنه طبيب فهو يخشي عليك من الدخول في حالة إكتئاب نفسي حاد فهو يري أن شخصيتك مزاجية تتأثر بسهولة بالضغوط ، و دخولك في حالة إكتئاب نفسي حاد قد تعرضك لخطر الإنتحار و بالتالي خسارته إياك التي قد تقتله حزنا ، و كإجراء وقائي فهو يلجأ لإستخدام أسلوب الصدمة معك و هو أسلوب معروف في الطب النفسي ، و لا يشجعك علي الأبحار في بحر الحزن ، فهو بذلك يعمل لأن يكون قوة معادلة لقوة حزنك الداخلي ليخفف منه ، هذا أسلوبه و هذا من وجهة نظره أسلوب سليم من الناحية العلمية 100% .
أرجو أن أكون قد أستطعت أن أوضح وجهة نظر زوجك ، و أنتظر ردك لتخبريني إن كان تفسيري سليما أم لا .