الدواء الذي يناسب غيرك ليس بالضرورة أن يناسبك فاسألوا أهل الاختصاص
# المعالجة الدوائية ما لها وما عليها
من نعم الله علينا وجود الأدوية المتعددة التي تستخدم لعلاج الأمراض التي تصيب جسم الإنسان.
وتستخدم المعالجة الدوائية منذ القدم في التخفيف ومعالجة الأمراض التي يتعرض لها الجسم، وكما هو معلوم فإن المعالجة الدوائية تتعدد استخداماتها وأنواعها وأشكالها الفيزيائية فمنها الغازية (بخاخات الربو والأنف) والسائلة (القطرات والمحاليل الوريدية والإبر الطبية) وشبه الصلب (الكريمات) والصلب (الحبوب)، وأشكالها الكيميائية من حيث التركيب.
أما من ناحية طرق توصيل هذه المواد لقيامها بالمعالجة المطلوبة قد تكون عن طريق الفم أو عن طريق الوريد أو بالاستخدام المباشر بوضع المادة على الجزء المراد علاجه من الجسم.
تستخلص قديماً المواد الفعالة الدوائية من النباتات الطبيعية، وحديثاً أصبحت المواد الفعالة في الأدوية تنتج كيميائياً، ولكل دواء بعض الآثار الجانبية التي تختلف في درجتها وخطورتها حسب نوع وكمية وطريقة استخدام علاج معين، ولذلك وكما هو معلوم أن الطريقة الصحيحة لاستخدام الأدوية هي عن طريق وصفة طبية من متخصص في الطب والمعالجة ويوضح في الوصفة نوع العلاج، طريقة الاستخدام، الكمية المطلوبة للمعالجة، موضع الاستخدام ومدة المعالجة المتوقعة.
وتختلف مدة استخدام الأدوية من أدوية تستخدم لفترات طويلة قد تصل إلى طول العمر مثل المعالجة من السكري والضغط وأدوية وقتية تستخدم لفترة قصيرة أو عند الحاجة مثل المسكنات.
الآثار الجانبية للمعالجة الدوائية في حال أخذ العلاج من طبيب متخصص تكون فيه حسابات الطبيب عند المعالجة وتتفاقم هذه الآثار الجانبية قي حال استخدم العلاج دون استشارة طبية مما قد يؤدي إلى مالا تحمد عقباه لا قدر الله ويمكن ذكر بعض أسباب مشاكل استخدام المعالجة الدوائية:
* استخدام المعالجة الدوائية دون وصفة طبية.
* أخطاء بسبب تشابه أسماء وأشكال الأدوية.
* خطأ بسبب كتابة معلومات خاطئة للاستخدام.
* الخطأ في الجرعة الدوائية.
بالنسبة للمعالجة الدوائية في طب وجراحة العيون ليست كما يعتقد خطأً أنها القطرات والمراهم التي تستخدم في العين مباشرة وإنما المعالجة الدوائية في طب وجراحة العيون تشمل جميع ما ذكر سابقا من أنواع المعالجة وتشمل إضافة إلى القطرات والمراهم المعالجة بالحبوب والإبر.
المعالجة الدوائية في طب وجراحة العيون تشمل:
استخدامات للتشخيص الطبي:
1- هناك قطرات تستخدم بالعيادة للمساعدة لتشخيص الأمراض مثل القطرات الموسعة لحدقة العين للكشف على الشبكية والأجزاء الداخلية للعين وكذلك في الأطفال للكشف على القدرة الانكسارية للعين عند وصف النظارات لهم. وبعد استخدام هذا النوع من القطرات ينصح بعدم قيادة السيارة لما تسبب لعدم وضوح في الرؤية لفترة بعد استخدامها.
2- القطرات المخدرة للعين تستخدم لغرض التخدير الموضعي للعين عند الكشف على العين وكذلك عند المعالجة الجراحية للعين، ولا تسبب أي مشاكل حيث أنها تكون تحت إشراف طبي مباشر إلا أنه بسبب الاستخدام بدون وصفة طبية كما يحدث عند الأشخاص الذين يستخدمون اللحام بالأكسجين دون نظارات واقية مما يؤذي إلى خدوش في القرنية وآلام مبرحة فتستخدم القطرة المخدرة بدون وصفة طبية وإشراف طبي مما يؤدي إلى تهتك وعتامات في القرنية وتؤدي إلى فقدان البصر.
3- إبر الصبغات الوريدية FFA: تستخدم لتشخيص أمراض الشبكية
الاستخدامات العلاجية:
1- المضادات الحيوية: تستخدم على هيئة قطرات أو مراهم سطحية أو مباشرة أو عن طريق الفم أو الوريد أو إبر داخل العين لمعالجة الالتهابات البكتيرية التي تصيب العين ومحجر العين.
2- مضادات الفيروسات: تستخدم على هيئة قطرات أو مراهم سطحية أو مباشرة أو عن طريق الفم أو الوريد أو إبر داخل العين لمعالجة الالتهابات الفيروسية التي تصيب العين ومحجر العين.
4- القطرات والمراهم المرطبة توجد منها أنواع بدون مواد حافظة وعلى هيئة عبوات صغيرة ترطب العين وينصح باستخدامها باردة.
5- مركبات الكورتزون: يعتبر الكورتزون من أهم الأدوية المستخدمة في طب وجراحة العيون خاصة وفي الطب بصورة عامة إلا أن استخدامه دون إشراف ومتابعة طبية مباشرة يؤدي إلى تفاقم المضاعفات الطبية وأحياناً تكون شديدة مثال ذلك ارتفاع ضغط العين، تكون الماء الأبيض، نقص المناعة وزيادة الالتهابات الفيروسية والبكتيرية وفي حالات استخدام الكورتزون بالفم والوريد دون متابعة طبية كما استخدامها من بعض العامة لزيادة الوزن تؤدي إلى الإصابة بالسكري وضغط الدم وهشاشة العظام.
6- الأدوية الخافضة لضغط العين: تتنوع من قطرات وجل وحبوب وإبر وريدية تستخدم في حالات الجلوكوما.
7- الإبر العلاجية داخل العين: مثل إبرة الأفاستين التي تمنع وتعالج تكوُّن الأوعية الدموية غير الطبيعية في حالات تأثير السكري على الشبكية وتقلل من رشح مركز البصر.
8- الحبوب والإبر الوريدية لمعالجة أمراض العين: كما ذكر سابقاً تتنوع أنواعها وأشكالها لمعالجة أمراض العين.
وكثير من الأدوية التي تستخدم قد تؤثر على العين والعكس صحيح ولكن بنسبة ضئيلة لذا يجب متابعة الطبيب لتاريخ المريض الطبي، ما أود التنويه إليه في هذا الصدد الحرص الشديد على أخذ رأي أهل التخصص عند الرغبة في استخدام أي أدوية سواءً للعين أو الجسم وعدم صرف الأدوية من الصيدلية دون وصفة طبية وعدم تكرار العلاج دون مشورة الطبيب لتفادي ما لا تحمد عقباه من الآثار الجانبية البسيطة منها والخطيرة.
كما أنصح بعدم تبادل الأدوية بين الأشخاص حيث ان ما يعالج شخص قد يكون نفس العلاج سماً زعافاً لشخص آخر، حمانا الله وإياكم ومتعنا بأبصارنا وأسماعنا، مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة والرؤية الواضحة الجلية.
د. عبد الرحمن بن محمد الشريف
استشاري الليزك والماء الأبيض وجراحة القرنية والشبكية بمركز ابن رشد الطبي