تناقشت انا و صديقي عن معني القوامة و مفهومها و تطبيقها و تقبل النساء لها ، فكان الحوار الآتي :
صديقي : خطيبتي تثور و تعترض و بشدة علي موضوع قوامة الرجل علي المرأة و تقوا ان الرجال يفهمون معناها بشكل متعسف خاطيء
قلت : و ما هو هذا الشكل المتعسف الخاطيء
قال : ان الرجل يشعر برجولته و كيانه عندما يأمر و ينهي المرأة ، و يتلذذ بالتحكم فيها و السيطرة عليها
قلت : هذا كلام خاطيء و ليس في القوامة من شيء
قال : و ما هو الكلام الصحيح ؟
قلت : ان الذي فرض قوامة الرجل علي المراة هو الاسلام ، و الاسلام ايضا هو الذي كرم المراة و اكرمها ايما تكريم ، و رفعها من ذل الجاهلية الي عز الاسلام ، و غير النظرة اليها بعد ان كانت نظرة خزي و عار ، اصبحت نظرة شرف و افتخار ، و لو نظرنا و امعنا النظر في انظمة و اديان العالم كله منذ ان خلق الله الخلق لن نري اي نظام او دين اكرم المراة و اعزها كما اكرم الاسلام المراة و اعزها
قال : هذا كلام جميل ، و لكن ما علاقة هذا بالقوامة ؟
قلت : من تكريم الاسلام للمراة ان جعل لها دوما رجلا يخدمها ، فمنذ ان كانت جنينا في بطن امها كان ابوها يحرص علي راحة امها و يجلب لها من يخدمها او ربما كان يخدمها بنفسة و هكذا حتي تمت ولادة هذه الرضيعة ، فاستمرت خدمة ابوها لها في الرعاية و الحنان و الحماية و الانفاقق و الكسوة و الماكل و المشرب و التعليم و العلاج ، كلها خدمات في خدمات ، اي ان الاب خادما لابنته ، و جعل الله له ثوابا عظيما في ذلك ، و الزم الفتاة بطاعة ابيها لاسباب كثيرة من ضمنها ان الاب اكثر خبرة بالحياة و علما بها عن ابنته ذات الخبرة المحدودة ، و الاب بالتاكيد لن يستمتع و يتلذذ بالتحكم في ابنته ، بل هو مضطر الي الجلوس علي كرسي الاوامر ليحافظ علي ابنته و يحميها و يرعاها
قال : و هل الزوج مثل الاب ؟
قلت : بل افضل
قال : كلام غريب جدا
قلت : لا ، بل كلام معقول ، اسمع مني
قال : كلي اذان صاغية
قلت : يشترك الزوج مع الاب في الامور الاتية :
1- الانفاق (و ان كانت البنت موظفة فربما كانت امها موظفة و انفقت عليها هي و لم تنفق عليها من دخل الاب) 2- الرعاية 3- الحماية 4- الحنان 5- توريث املاكه لها 6- رعايته لها حتي اذا حدث الطلاق (ان كان الزوج صالحا)
و يزيد علي الاب في الامور الاتية :
1- طول العشرة ( فهي تقضي مع زوجها عمرا اطول من الذي قضته مع ابيها) 2- الترفيه عنها ( من واجبات الزوج ان يرفه عن زوجته بكل الطرق المتاحة) 3 - عدم الخجل مع الزوج (الزوج يري منها ما لا يستطيع ان يراه ابيها منها ) 4- ان يمنحها اطفال تستمتع بهم 5- الاشباع العاطفي و الجنسي (فهذا طبعا لا يحدث مع الاب ) 6- و ايضا الشعور مع الزوج بحنان الاب في بعض الاحيان
قال : كلام مقنع ، و لكن هذا ان كان الزوج صالحا
قلت : نعم ، فانا لا اتكلم عن غير الصالحين
قال: اذا فاكمل كلامك
قلت :حرص الاسلام ان يجعل للمراة خادما ، فجعل ابيها ، فان مات فاخيها ، فان مات ، فعمها او خالها ، و هكذا ، المهم ان يوجد رجلا من محارمها يرعاها و يخدمها و يحميها ، فاذا تزوجت ، جعل زوجها في خدمتها ، يقوم بما كان يقوم به ابوها من نفقة و رعاية و حماية و نصيحة ، فاوجب عليها طاعته و اوجب عليه حسن المعاملة و حسن العشرة ، و حتي تكون المراة اكثر رضا بطاعة زوجها فالافضل ان تتزوج من من هو اكثر قوة منها و اكثر خبرة و علما بالحياة و اعلي منها في مستواه التعليمي و الثقافي و الوظيفي و الاجتماعي ، حتي لا تجد في نفسها شيئا في خضوعها له و طاعتها لكلامه ، و ييفضل للزوج الصالح الا يامر زوجته الا في الامور التي فيها صالحها و صالح البيت و يفهم زوجته الاسباب التي يطلب منها من اجلها هذه الامور حتي تطيب نفسها و تطمئن انه لا يامر استمتاعا بالقاء الاوامر كاوامر في حد ذاتها .
قال : و ماذا اذا اجبر الزوج زوجته علي معاشرة الفراش ؟
قلت : هل تقصد انه استخدم العنف في ذلك ام تقصد انه هددها بالخصام ان رفضت ؟
قال : الاثنان
قلت : لو تكلمت عن نفسي ، اما العنف فلا ، اما الخصام فحتمي ، لان معني ذلك نفورها مني شخصيا و هذا امر يضايقني ، اما حكم الشرع فلن اتحدث فيه ، فانا عندي قناعة ان اعذار المراة لرفض هذا الامر قليلة جدا ، فرسول الله صلي الله عليه و سلم كان يستمتع بزوجته و هي حائض بدون ايلاج ، و كما ان المراة لا يبخسها زوجها ايا من حقوقها فلماذا تتهاون في حق اصيل له ؟
قال : معك حق ، لكن العناد يتصلت علي الكثيرات منهن
قلت : ضعف الوازع الديني اساس هذا العناد ، لا تري فتاة تعرف ربها جيدا و تجد لديها عشر هذا العناد ، لذلك انصح الجميع شباب و فتيات ان يتزوجوا بصاحب او صاحبة الدين ، اما صاحب دين و اما فلا
قال : اوافقك الراي
قلت :هذه خواطري عن معني القوامة و الزواج ، اقول و الله اعلم ، فان وافق كلامي الشرع فهو خير ، و ان خالفه فالشرع احق ان يتبع