جائني صديقي و هو في ضيق واضح و سالني : اريدك ان تحل لي مشكلتي
قلت : ايهم بالضبط فمشاكلك كثيرة و متشعبة ؟
قال : انا لا امزح ، انا اريد ان اتزوج علي زوجتي
قلت : لماذا ؟
قال : لانني تعرفت علي زميلة لي في العمل و احببتها كما احبتني
قلت : و ماذا عن المسكينة التي في البيت ؟
قال : لن اطلقها و سابقي عليها بالطبع
قلت : اسمع مني اذا
قال : كلي اذان صاغية
قلت : اما الزواج باخري فهو حق لك شرعا و هذا امرا لا اناقشه ، و لكني لو كنت ساعترض علي زواجك الثاني فهو من وجهة نظر شخصية و ليست شرعية ، يا اخي و صديقي العزيز الم تتزوج زوجتك عن حب متبادل ؟ بالطبع نعم فقد عاصرت هذه القصة في وقتها ، الم تتزوجك و انت في ظروف ما يعلم بيها الا ربنا ؟ الم تتحمل معك فقرك و ضيق حالك و كان باستطاعتها ان تتزوج من هو اكثر ثراءا منك ؟ الم تسهر علي راحتك و راحة ابنائك سنوات و سنوات ؟ الم تعينك بدخلها و عملها علي صعوبات الحياة ؟ الم تتحملك وقت مرضك و شدتك ؟ الم تتحمل ظروفك المادية الصعبة و تصبر عليها حتي اصبحت ميسور الحال و تستطيع ان تتزوج باخري ؟
قال : لا اختلف معك في كل ما قلت ، و لكن ما الذي يضرها في ان اتزوج باخري خصوصا انها لن تعلم بهذا كما انني لن ادفع جنيها واحدا في هذا الزواج فهو زواج مسيار كما تعلم ، و هل تكره زوجتني ان كانت تحبني فعلا ان اكون سعيدا ؟
قلت : اذا كنت تحب زوجتك فعلا فهل يسعدك ان تراها تنزف كل يوم امام عينيك ؟
قال : لا بالطبع
قلت : ارأيت ان كان هناك شخص يتربص لزوجتك في الطرقات يريد ان يطعنها بسكين حين تسنح الفرصة فهل ستكون راضيا بذلك ؟
قال : لا و لكن وضح ماذا تقصد ؟
قلت : كتمانك لامر زواجك الثاني سريته ليست مضمونة ، و بالتالي انت تعرض زوجتك لامر شديد الخطورة تكون انت سببا فيه
قال : فهمت وجهة نظرك ، و لكن ماذا افعل في هذا الحب الذي يعذب قلبي ؟
قلت : امران و هما ، اولا تبتعد عن هذه المراة تماما ، ثانيهما : ابحث عن عيوبها و كبرها بشكل مبالغ فيه في الوقت نفسه الذي تعيد فيه زكريات شهر العسل مع زوجتك و توقظ بينكما الحب القديم ، و اعلم يا صديقي ان ليس كل شيء يتمناه المرء في الحياة يجب ان يحصل عليه و تذكر انه اذا اصبت لا قدر الله بعجز جنسي كامل ، فهنا يحق لزوجتك بل يكون لها كل الحق ان تطلق منك و تتزوج من اخر يفعل معها ما عجزت انت عن فعله نتيجة لمرضك لكن لا اعتقد ان زوجتك تفعل ذلك بل ستتنازل عن حقها في هذا الامر فتنازل انت عن حقك في الزواج باخري كما تنازلت هي .
قال: افحمتني بردك كالمعتاد و شفيت صدري مما فيه .