ولبس عبائه وتقر عيني احب الي من لبس الشفوفي
أجمل ما جاء في الشعر العربي في التفرقة بين الإيواء والتأهيل ما قالته زوجة الخليفة معاوية بن أبي سفيان واسمها ميسون، فقد سبق الخليفة ابن عمها وتزوجها.. فقالت :
لبيت تخفق الأرواح فيه ـ أحب إلي من قصر منيف
وكلب ينبح الطراق دوني ـ أحب إلي من نقر الدفوف
وأكل سيرة من كسر بيتي ـ أحب إلي من أكل الرغيف
ولبس عباءة وتقر عيني ـ أحب إلي من لبس الشفوف
الى اخرالابيات التى تباكت بها وهى تحن الى حياة البادية التى نشات فيها, ويقال ان هذه الابيات كانت سببا فى طلاقها فحينما دخل عليها معاوية وهى تنشد ذلك امام وصيفاتها قال: مارضيت ابنة بحدل حتى جعلتنى علجا عنوفا؟ هى طالق ثلاثا وارسلها الى اهلها فى نجد وكانت حاملا بابنه يزيد فولدته فى الباديه وارضعته عامين ثم ارسلته الى ابيه غيرنادمة ولعلهما بذلك قد ارسيا شرطا هاما للزواج وهو ضرورة القبول والتوافق فقد اختارها معاوية لجمالها فى البدء ولم يلق بالا برايها وحينما ايقن انه ليس فى نظرها سوى (علجا عنوفا)-حسب كلامه- اخذته النخوة ولم يقبل ان تهتز رجولته ولعله قد كبر فى نظرها بعدها ولو قدر لهما ان يعيشا فى عصرنا هذا لرايا كم انقلبت الموازين بفعل المادة وكم من العلوج والنساء يرضون بمالم يرض به ميسون ومعاوية!
طبيعة العلاقة الأسرية من حيث قيامها على تطابق الثقافة بين الزوجين . فالزواج لكي ينجح في بناء أسرة متآزرة متحابة لابد أن يراعي التطابق بين ثقافتي الزوجين، ومشاركتهما في ذكريات الطفولة والشباب. وعندما تختلف ثقافة الزوجين لاتكفي الرفاهية والبحبوحة في جعل أحدهما ينسى ذكريات الأيام الخوالي ليعوضها بأيام وحياة منقطعة الصلة عن تلك الأيام. ومن هنا فشلت كثير من الزيجات بين مختلفي الثقافات، وانتهت بالطلاق وعودة كل إلى البيئة التي فيها درج وعرف الحلو والمر. ولم تسعد تلك البدوية في دار الخلافة وحنت إلى حياة الريف التي عرفتها وأحبتها، وحنت إلى القريب الذي كان لها زوجا برغم بساطة الحياة الريفية وخلوها من ترف المدينة ومتعها . وليست الحياة متعة مادية بقدر ماهي توافق وتحابب وانسجام بين أرواح وعواطف
اتمنى ان اقرء تعليقاتكم الكريمه على الموضوع
منقول
التعديل الأخير تم بواسطة cutiepie ; 01-02-2009 الساعة 07:18 PM