مقومات الأمن النفسي في الحياة الزوجية
عندما نتحدث عن مقومات الأمن النفسي فنحن نتحدث عن الأسس التي يقوم عليها بناء الأمن النفسي ومن أولى مقومات الأمن النفسي في الحياة الزوجية.
1- الاحترام: الاحترام شيء أساسي جداً في العلاقة الزوجية وهو أن يحترم الزوجان بعضهما البعض فيحترم انسانيته بغض النظر عن جنسيته ولونه ومذهبه وانتماؤه وأن يقوم الاحترام على الإنسانية وللإنسانية فقط.
2- ويأتي تقدير الكيان الإنساني (الفزيولوجي) في المرتبة الثانية وهو أن لا ينظر أحد الزوجين إلى الآخر على أنه أقل أهمية منه أي أقل ذكاء بمعنى أنه ليس لأنني رجل أقوم بتطبيق نظرية أنا الآمر الناهي وعلى الجميع السمع والطاعة ولأني رجل فأنا الأكثر ذكاء والأكثرة قدرة.
3- الشعور بالطمأنينة وذلك مفهوم هام جداً واساس تبنى عليه العلاقة الزوجية المتينة وهو أن تشعر الزوجة إلى جانب زوجها بالاطمئنان وأنه ليس لها تاريخ إنتهاء صلاحية بمعنى آخر:
أن لا تشعر بأنها مهددة بالطلاق في حالة مرضها مثلاً أو لأي خلاف مهما كان بسيطاً بينهما أو لم تستطع الإنجاب مثلاً أو ثبت أنها عاقر أو إذا أنجبت بنات فقط ولم تنجب الصبيان أو إذا حصل لها حادث ما وأصبحت معاقة وأهم ما في الطمأنينة أن تشعر المرأة بأن المؤسسة الزوجية قائمة ومستمرة ما دامت الحياة مستمرة.
4- المودة: وجودها وتبادلها في الكيان الأسري وليس من الضرورة بمكان أن أحب زوجتي ولكن إن أقدر العشرة بيننا وإن اعمل على دوام إشاعة الدفء وذلك بالملاحظة والكلام الطيب قد لا توجد العشق والرومانسية بين الزوجين ولكن عدم وجودها لا يعني نهاية المؤسسة الزواجية واعلان إفلاسها ثم إغلاقها وحالات الحب إن وجدت في البداية فإنها لا تستمر في كثير من الأحيان بالقوة نفسها وبالوهم الذي تنشأ عليه في البداية ولكن المودة إن وجدت وبعقلانية فإن استمرارها مضمون أكثر من استمرار الحب والعشق والرومانسية، وبما أنه لا توجد عقلانية في الحب ولأنه حالة من الإدراك العاطفي تتم من خلال إدراك عقلي وهناك تزاوج في الحب بين العقل والعاطفة ولكن القوامة دوما للعاطفة فيه وهي السائدة والحب في حياة الزوجين نبتة ستموت إن لم يتوفر لها الماء والغذاء والشمس والهواء.
والحب هو مقوم من مقومات الأمن النفسي ولكن في حالة افتقاده فإن هذا يعني تفويض بناء الأمن النفسي وهو حالة نفسية عاطفية قد تأتي فتزيد الدفء في الحياة الزوجية وقد لا تأتي ليحل محلها وبشكل ذاتي وتلقائي المودة والرحمة والسكينة كما أشار المولى عز وجل، ولكي يقوى الأمن النفسي يجب أن يكون هنالك قبول اجتماعي بمعنى أنه عندما ترفض أسرة الزوج زوجته لاعتبارات اجتماعية أو أسرية أو مذهبية وربما العكس عندما يرفض الزوج من قبل أهل الزوجة لاعتبارات نفسها أو غيرها فلا يكون هناك أمن نفسي ثابت، أو راسخ.
وكذلك فإن من أهم مقومات الأمن النفسي هو الشعور بالرضى والقناعة وعلى فكرة فإن معظم حالات الطلاق تحدث لعدم وجود حالة من الرضى بين الزوجين.
دور الزوج
إذا اعتبرنا أن الأمن النفسي بناء فإن الزوج هو المقاول، إنه يستطيع أن يهدمه أو يرممه أو يبنيه على أسس قوية ومتينة، وأن يرفعه طوابق عديدة شامخة في الهواء، بمعنى آخر هو الذي يوفر مقومات الأمن النفسي وعندما يهمل المقاول بناء الأساسات فإن البناء سيتعرض في المستقبل إلى الخلل وربما إلى السقوط، وهذه مشكلة كثير من الأزواج يهملون في البداية أو يبنون البناء ثم يفكرون ببناء الأساس، والمشكلة الأخرى لدى بعض الأزواج أنهم لا ينظرون إلى تلك الأسس بعين التقدير والاهتمام، لذلك يتصدع البناء في المستقبل أو يسقط، وقد يكون إهماله لخلل اجتماعي في تربية الزوج، كأن يكون قد تعود أن يرى والده يضرب أمه ويكتسب ذلك الطبع من البيئة المنزلية وغيرها من الحالات الأخرى، أو لسيادة النظر. الذكورية في مجتمعاتنا، وإن الزوجة شخص ثانوي في الأسرة.
دور الزوجة:
فعلاً الزوج هو المعني الأول بتوفير الأمن النفسي في مجتمعاتنا، هو الذي بيده القرار هو الذي يختار ويتزوج ويطلق ويعيد زوجته إلى عصمته إن شاء، لابد أن تمنح الزوجة الأمن النفسي لكي تعطيه للزوج وتكون عاملاً مساعداً في توفيره في المنزل، وفي الاستقرار الزوجي بشكل عام، فالأمن النفسي هو مسؤولية الزوج بالدرجة الأولى والزوجة من بعده.
تأثير الأمن النفسي
البيت المشيد وفق خطة صحيحة وهندسة صحيحة وأساس وبناء صحيحين لا ينقطع عنه الدفء، ولا تتحطم نوافذه وأبوابه أمام أي نسمة هواء عابرة، هو متين يشيع الدفء والطمأنينة في نفوس ساكنة، وكذلك المرأة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه فإذا فقدت المرأة الأمن النفسي فإنها لا تستطيع أن تعطي الحب وطيب العشرة.
وكلما وفر الزوج مقومات الأمن النفسي فهي لن تقطع الحب ولن تقطع المودة وسوف تحبه وتكون وفية أمينة محترمة، تحترمه وتحترم أهله وعشيرته وكيانه وسوف تفرح لفرحه وتحزن لمصابه.
والأمن النفسي عندما يتوفر للزوجة فإن ذلك يجنبها الإصابة بالأمراض النفسية، كالاكتئاب والقلق والوساوس القهرية وبعض حالات الانفصام... ستشعر بالرضى والراحة والطمأنينة وينعكس ذلك إيجابياً على حياتها مع زوجها وعلى أطفالها.
منقوااااااااااااااااااال