******************
الوقفة قبل الأخيرة 00
ولعلي قد أطلت لكن استحملوني قليلاً 00
أحبتي الكرام لا أحصي إخوتي من القصص الكثيرة والتي صارت ضحيتها الفتاة في النهاية 00
بل وقد استهوى الشيطان من هن على دين وخلق بل وممن يحفظ كتاب الله( وما ذكرت ذلك الا حتى لا يحسن احد منا الظن بنفسه مهما بلغ من الطاعه والتنسك ) وما ذلك إلا بإجلاب شياطين الجن والإنس 00
إن المسلم 00ينبغي أن يعرض نفسه على عقله المتجرد عن الأهواء 00ثم ليعقد عزيمته للبعد عن هذه العلاقات المشبوهة أياً كانت مبرراتها ودواعيها 00
هذا إن كان يحب نفسه ويخشى عليها من الفضيحة في الدنيا ويريد لها العاقبة الحسنه في الآخرة 00
ثم ليعرض نفسه على قول النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه
(( البر حسن الخلق , والإثم ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس ))
ثم ليعلم أن الحق أبلج ما به خفاء فل يدع عنه الشبهات والعلل والواهيات 00
فقد روى احمد والدارمي وحسنه النووي 00
عن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم من حديث وابصة بن معبد رضي الله عنه
قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : جئت تسأل عن البر ؟؟ قلت نعم 00
قال : (( استفت قلبك , البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأنّ إليه القلب , والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر , وإن أفتاك الناس وأفتوك ))00
وعندها 00اذا أحس من نفسه ميل عن الحق أو هوى أو زيغ 00
(( بهذا الحب )) فإنه لا يتردد في الاستجابة لوصية المصطفي صلى الله عليه وسلم 00
لسبطه وريحانته الحسن بن علي رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم 00
((( دع ما يريبك إلى مالا يريبك )))
الحديث عند النسائي والترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح 00
فإن أبى المحب !! إلا هواه وإتباع نفسه الأمارة بالسوء فإنا لا نملك له إلا الدعاء بالهداية والصلاح 00
ونردد على مسامعه ما ثبت عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في البخاري من حديث عقبة بن عمرو الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت )))
*******************
الوقفة الأخيرة 00
وإن استجاب فل يبشر بالخير وما خاب من استجاب لله سبحانه وتاجر معه فإنه سيربح عليه أعظم الربح 00
وعندها فل يوقن أن الذي خلق هذا المحبوب وغرس محبته في قلبه 00
قادر على سلها منه بل إبدالها بما هو خير منها من محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وطاعته بل وإبدالها بالحلال الطيب من حب الزوجة والأولاد00
ولا تنسى أخي من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه
وقد بوب الإمام ابن قيم الجو زيه رحمه الله : في كتابه روضة المحبين
باب :فيمن ترك محبوبة حراماً فبذل له حلالاً أو أعاضه الله خيراً منه 00
وقد ذكر فيه 00
يوسف عليه السلام وتركه لمرأة العزيز لله بل واختار السجن على الفاحشة فعوضه الله أن مكّنه في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ,, وأتته المرأة سائلة راغبة في الوصل الحلال فتزوجها 00فلما دخل بها قال هذا خير مما تريدين 00 فتأمل كيف جزاه الله سبحانه 00وهذه سنته تعالى في عباده قديماً وحديثاً00
وانظر لما ترك المهاجرون ديارهم وأوطانهم التي هي أحب إليهم من كل شيء بل وقد فرق بين بعضهم وبين زوجه وولده كما في قصة أم سلمه رضي الله عنها 00
أعاضهم الله أن فتح عليهم الدنيا وملّكهم ديارهم التي هاجروا منها بل وشرق الأرض وغربها 00
وصدق الله العظيم ومن اصدق من الله حديثاً
((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ ))الطلاق 2-3
ولعلي أختم بقصة جميلة ومؤثره00
قال ابن القيم رحمه الله وقال يحي بن أيوب :
كان بالمدينة فتى يعجب عمر بن الخطاب رضي الله عنه شأنه (يعني أمره وحاله ) فانصرف ليلة من صلاة العشاء فتمثلت له امرأة بين يديه 00 فعرّضت له بنفسها ففتن بها ومضت ,, فأتبعها حتى وقف على بابها فأبصر وجلاً في قلبه وحضرته هذه الآية
((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ))الأعراف (201)
فخر مغشياً عليه ,, فنظرت إليه المرأة فإذا هوا كالميت ,, فلم تزل هي وجارية لها يتعاونان عليه حتى القياه على باب داره ,, فخرج أبوه فرآه ملقى على باب الدار لما به فحمله وأدخله فأفاق ,,
فسأله ما أصابك يا بني ؟؟
فلم يخبره فلم يزل به حتى اخبره ,, فلما تلا الآية شهق شهقة فخرجت نفسه ,, فبلغ عمر رضي الله عنه قصته فقال : ألا آذنتموني بموته ؟؟
فذهب حتى وقف على قبره فنادى : يا فلان ((وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)) الرحمن (46)
فسمع صوت من داخل القبر :
قد أعطاني ربي يا عمر 00
فيا ليت شعري من منكم يأتيني بعاشق في زماننا حاله حال صاحب القصة ؟؟
((رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ))ال عمران (8)
اللهم اجعلنا من ((الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) (191)
اللهم يا ربنا ويا مولانا نسألك يا من لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء فيااااا
((رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)) (192)
(( رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَار))ِ (193)
((رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)) (194)
اللهم استجب لنا كما استجبت لهم يا حي يا قيوم 00
(( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ)) ال عمران (195)
اللهم إنا نتوب إليك ونستغفرك من جميع ذنوبنا 00ونهاجر من معصيتك إلى طاعتك حذراً من عقوبتك وطمعاً في جنتك ورضوانك فتقبل توباتنا واغسل حوباتنا 00
دعواتكم لأخيكم أبي محمد[/color][/size]
__________________
*********
الذنوب جراحات ورُبَ جرح وقع في مقتل 00
**********