ذكر أم أنثى؟ العلم يقول الرجل، والإسلام يقو ل الرجل والمرأة ( بعد مشيئة الله )
ذكر أم أنثى
من المسئول عن نوع الجنين؟
العلم يقول الرجل فقط هو المسئول! والإسلام يقول الرجل والمرأة (
وذلك بعد مشيئة الله ) ؟!!
كيف؟ هذه هى الإجابة من صحيح البخارى ومسلم وفتح البارى:
البخارى – كتاب مناقب الأنصار – باب حدثنى حامد بن عمر(51)
3938- حَدَّثَنِى حَامِدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ حَدَّثَنَا أَنَسٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلاَمٍ بَلَغَهُ مَقْدَمُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ ، فَأَتَاهُ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ ، فَقَالَ إِنِّى سَائِلُكَ عَنْ ثَلاَثٍ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ نَبِىٌّ مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَمَا بَالُ الْوَلَدِ يَنْزِعُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ قَالَ « أَخْبَرَنِى بِهِ جِبْرِيلُ آنِفاً ». قَالَ ابْنُ سَلاَمٍ ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ. قَالَ « أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ ، فَزِيَادَةُ كَبِدِ الْحُوتِ ،
وَأَمَّا الْوَلَدُ ، فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَتِ الْوَلَدَ ». قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ . قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ، فَاسْأَلْهُمْ عَنِّى قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلاَمِى، فَجَاءَتِ الْيَهُودُ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « أَىُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ فِيكُمْ ». قَالُوا خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا وَأَفْضَلُنَا وَابْنُ أَفْضَلِنَا. فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ ». قَالُوا أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ . فَأَعَادَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ . قَالُوا شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا. وَتَنَقَّصُوهُ. قَالَ هَذَا كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ .
الشرح: قوله: (باب) كذا لهم بغير ترجمة، وهو كالفصل من الباب الذى بعده، ولعله كان بعده قوله: (عن أنس) صرح به الإسماعيلى فقال فى رواية له عن حميد"حدثنا أنس " أخرجها عن ابن خزيمة عن محمد بن عبد الأعلى عن بشر بن المفضل. قوله: (أن عبد الله بن سلام بلغه) تقدم بيان ذلك فى"باب مقدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة"من وجه آخر. قوله: (ذاك عدو اليهود من الملائكة) سيأتى شرح هذا فى تفسير سورة البقرة. قوله: (أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب) فى رواية عبد الله بن بكر عن حميد فى التفسير"تحشر الناس " وسيأتى الكلام على ذلك مستوفى فى أواخر كتاب الرقاق. قوله: (وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت) الزيادة هى القطعة المنفردة المعلقة فى الكبد، وهى فى المطعم فى غاية اللذة، ويقال إنها أهنأ طعام وأمراه ووقع فى حديث ثوبان أن تحفتهم حين يدخلون الجنة زيادة كبد النون والنون هو الحوت ويقال هو الحوت الذى عليه الأرض والإشارة بذلك إلى نفاذ الدنيا، فى حديث ثوبان زيادة وهى"أنه ينحر لهم عقب ذلك نون الجنة الذى كان يأكل من أطرافها وشرابهم عليه من عين تسمى سلسبيلا" وذكر الطبرى من طريق الضحاك عن ابن عباس قال " ينطح الثور الحوت بقرنه فتأكل منه أهل الجنة ثم يحيا فينحر الثور بذنبه فيأكلونه ثم يحيا فيستمران كذلك"وهذا منقطع ضعيف. قوله: (وأما الولد) فى رواية الفزارى عن حميد فى ترجمة آدم"وأما شبه الولد". قوله: (فإذا سبق ماء الرجل) وفى رواية الفزارى"فأن الرجل إذا غشى المرأة فسبقها ماؤه". قوله: (نزع الولد) بالنصب على المفعولية أى جذبه إليه. وفى رواية الفزارى"كان الشبه له" ووقع عند مسلم من حديث عائشة"إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أشبه أعمامه، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أشبه أخواله" ونحوه للبزار عن ابن مسعود وفيه"ماء الرجل أبيض غليظ، وماء المرأة أصفر رقيق فأيهما أعلى كان الشبه له"والمراد بالعلو هنا السبق، لأن كل من سبق فقد علا شأنه فهو علو معنوى، وأما ما وقع عند مسلم من حديث ثوبان رفعه "ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا منى الرجل منى المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا منى المرأة منى الرجل أنثا بإذن الله" فهو مشكل من جهة أنه يلزم منه اقتران الشبه للأعمام إذا علا ماء الرجل ويكون ذكرا لا أنثى وعكسه، والمشاهد خلاف ذلك لأنه قد يكون ذكرا ويشبه أخواله لا أعمامه وعكسه، قال القرطبى: يتعين تأويل حديث ثوبان بأن المراد بالعلو السبق. قلت: والذى يظهر ما قدمته وهو تأويل العلو فى حديث عائشة وأما حديث ثوبان فيبقى العلو فيه على ظاهره
فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث والعلو علامة الشبه فيرتفع الإشكال، وكأن المراد بالعلو الذى يكون سبب الشبه بحسب الكثرة بحيث يصير الآخر مغمورا فيه فبذلك يحصل الشبه، وينقسم ذلك ستة أقسام: الأول أن يسبق ماء الرجل ويكون أكثر فيحصل له الذكورة والشبه، والثانى عكسه، والثالث أن يسبق ماء الرجل ويكون ماء المرأة أكثر فتحصل الذكورة والشبه للمرأة، والرابع عكسه، والخامس أن يسبق ماء الرجل ويستويان فيذكر ولا يختص بشبه، والسادس عكسه. قوله: (قوم بهت) بضم الموحدة والهاء ويجوز إسكانها جمع بهيت كقضيب وقضب وقليب وقلب، وهو الذى يبهت السامع بما يفتريه عليه من الكذب، ونقل الكرمانى أن مفرده بهوت بفتح أوله. قوله: (فاسألهم) فى رواية الفزارى عن حميد عند النسائى"إن علموا بإسلامى قبل أن تسألهم عنى بهتونى عندك". قوله: (فجاءت اليهود) زاد فى رواية الفزارى"ودخل عبد الله داخل البيت" وفى رواية عبد الله بن بكر عن حميد"فأرسل إلى اليهود فجاءوا"الحديث ظاهره التعميم، والذى يقتضيه السياق تخصيص من كان له بعبد الله بن سلام تعلق وأقرب ذلك عشيرته من بنى قينقاع، فقد ذكر ابن إسحاق فيهم فقال فى أوائل الهجرة من كتاب المغازى: فى ذكر من كان من اليهود ومن بنى قينقاع زيد بن اللصيب وسعد بن حيية ومحمود بن سبيحان وعزيز بن أبى عزيز وعبد الله بن الصيف وسعيد بن الحرث ورفاعة بن قيس وفنحاص وأشيع ونعمان بن أصبا ويحرى بن عمرو وشأس بن قيس وشأس بن عدى وزيد بن الحارث ونعمان بن عمر وسكين بن أبى سكين وعدى بن زيد ونعمان بن أبى أوفى ومحمود بن دحية ومالك بن - الضيف وكعب بن راشد وعازب بن نافع بن أبى رافع وخالد وازر ابنى أبى أزار ورافع بن حارثة ورافع بن حرملة ورافع بن خارجة ومالك بن عوف ورفاعة بن التابوت وعبد الله بن سلام بن الحارث وكان حبرهم وأعلمهم، وكان اسمه الحصين فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسلم عبد الله، فهؤلاء بنو قينقاع.
ولا يتعارض هذا مع الآية القرآنية أو الحديث كما يلى:
(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (لقمان:34)
6595- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « وَكَّلَ اللَّهُ بِالرَّحِمِ مَلَكاً فَيَقُولُ أَىْ رَبِّ نُطْفَةٌ ، أَىْ رَبِّ عَلَقَةٌ ، أَىْ رَبِّ مُضْغَةٌ . فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِىَ خَلْقَهَا قَالَ أَىْ رَبِّ أذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى أَشَقِىٌّ أَمْ سَعِيدٌ فَمَا الرِّزْقُ فَمَا الأَجَلُ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِى بَطْنِ أُمِّهِ ». ( صحيح البخارى – كتاب القدر – باب فى القدر)
وقال ابن القيم فى كتابه " التبيان فى أقسام القرآن"
... ومع هذا كله فهذا جزء سبب ليس بموجب، والسبب الموجب مشيئة الله فقد يسبب بضد السبب، وقد يرتب عليه ضد مقتضاه ولا يكون ذلك مخالفة لحكمته، وكما لا يكون تعجيزاً لقدرته، وقد أشار فى الحديث إلى هذا بقوله: «
أذكر وآنث بإذن الله »، وقد قال تعالى: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ( 49 ) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ( 50 ) (الشورى: 49-50)
فأخبر سبحانه أن ذلك عائد إلى مشيئته وأنه قد يهب الذكور فقط، والإناث فقط، وقد يجمع للوالدين بين النوعين معاً، وقد يخليهما عنهما معاً، وأن ذلك كما هو راجع إلى مشيئته فهو متعلق بعلمه وقدرته ...
فأن لله سبحانه وتعالى المشيئة، ولكن رسوله صلى الله عليه وسلم وضح كيف، ولنا أن نأخذ بالأسباب!
فما أحوجنا إلى تفسير الطب بالدين، وليس العكس !