هلاً بك اختي الحامل حيث تتعرّفين إلى بعض المسائل الهامّة المتعلّقة بالمخاض والولادة. موعد الولادة قد حان، وبدأت الأمور تتسارع وتتحرّك في داخلك.
إنّه يوم الولادة!
لقد وصلت إلى نهاية حملك وقريباً تحملين بين ذراعيك مولودك الجديد بكلّ فخر! قد تبدو الولادة عائقاً كبيراً تواجهينه وأنت تتوقين إلى عيش تلك اللحظة التي لطالما انتظرتها. لكن، لا تضيّعي وقتك في القلق غير المبرّر. فأنت، عزيزتي، تتمتّعين بجسم يعرف ما عليه فعله، ومحاطة بأخصائيين خبراء في مهنة المساعدة على إنجاب الأطفال إلى العالم. لذا، سرعان ما يتلاشى أي توتّر عصبي قد ينتابك في البداية، ليحلّ محلّه شعور بالعزم والتصميم. ولسوف تتفاجأين بكيفية مواجهتك الأمور والتكيّف معها ما إن تصحو فيك غريزة الأمومة. لا عليك، فما دمت هادئة ومنفتحة على مختلف الاحتمالات، سيكون كلّ شيء على خير ما يرام. ثقي بنفسك، فالنتيجة ستكون مذهلة
المخاض عملية شاقّة عسيرة
ليست الأمّ وحدها من يعاني من عُسر المخاض والولادة بل الطفل أيضاً. مع ذلك، فصغيرك قد استعدّ منذ فترة طويلة لمواجهة هذا اليوم، ولديه من الخدع والحيل ما يمكّنه من عبور قناة الولادة. فنظراً لأنّ الصفائح التي تكوّن جمجمته غير ملتحمة بعد، يكون رأسه مرناً بما يكفي لتفادي أي ضرر ناجم عن ضغط الانقباضات وعن اضطراره إلى حشر نفسه للخروج إلى العالم. أمّا جسمه الصغير فرشيق وقابل للثني وبإمكانه أن يشقّ طريقه بصورة ملتوية عبر المواضع الضيّقة. لا تخافي، فهو سيحظى، طوال فترتي المخاض والولادة، بحماية من المشيمة ومن جهازه العصبي المضبوط بدقّة، أضف إلى أنّ الانقباضات التي ستشعرين بها تساعده على تفريغ رئتيه من السوائل، وتسرّع عملية إطلاق هورمون الأدرينالين المسؤول عن تنفيذ بعض عمليات التكيّيف ما بعد الولادة، ومنها إقفال قنوات قلب الجنين وتحريك الكريات البيض في الدم. لقد تمّت مراعاة أصغر التفاصيل، وبات طفلك جاهزاً لمغادرة عالمه المائي ومواجهة عالمه المثير الجديد خارج رحمك.
التدرّب على الولادة بشكل مسبق
إنّ الضغط الذي يشعر به طفلك وهو يخرج من الرحم ليس جديداً بالنسبة إليه. فطوال الأسابيع القليلة الماضية، أجرى رحمك التدريبات على مواجهة هذه اللحظة من خلال تأديته تمرينات منتظمة، ومنها انقباضات "براكستون هيكس" أو الانقباضات "المزيّفة" التي قد تكونين شعرت بها. وليست الانقباضات الأقوى الحاصلة أثناء المخاض سوى تجسيد مفرط لأحاسيس الشدّ التي تعوّد عليها طفلك. سوف يتفاعل جسمه الصغير تلقائياً مع عملية الولادة من خلال تنظيم فرز الهورمونات في دمه. تعزّز هذه الهورمونات مستويات الطاقة لديه وتحافظ على السرعة المثلى لضربات قلبه. فبشكل عام، تتراجع ضربات القلب خلال الانقباضات لتعود فتتسارع عند انتهائها، قبل استئناف العملية نفسها عند الانقباضات التالية. إنّ ضربات قلب صغيرك مؤشّر مهمّ على صحّته وكيفية تفاعله مع المخاض والولادة. لذا، تدعو الحاجة، في بعض الحالات، إلى مراقبتها خلال المخاض والولادة. لا تقلقي، في تلك الحالة، فمساعدة التوليد إنّما تهدف من ذلك، إلى التأكّد من أنّ طفلك بخير.