أختي:
أنت -بحمد الله- تسيرين في الطريق الصحيح.
فما دمت كلما أذنبت عدت إلى ربك فأنت على خير.
لا تضجري ولا تملي.
كرري التوبة كلما تكرر الذنب.
كل بني آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون.
كل الناس يخطئون ويذنبون، وتبقى المشكلة في الذين يذنبون ولا يخطئون.
إن الله تعالى لم يثن على المؤمنين أنهم لا يذنبون، وإنما أثنى عليهم أنهم يذنبون فيتوبون فقال -جل شأنه-:
(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم...)
لاحظي أنه قال: (فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم) ولم يقل أذنبوا فقط، إنها فواحش أي كبائر، ولكنهم يتوبون.
والله لقد ود الشيطان لو ظفر منك بالملل من التوبة، وإسلام قيادك للشيطان.
فكرري التوبة، فما يدريك لعل الله يمن عليك في إحدى التوبات أن تكون التوبة النهائية.
بل ما يدريك لعل وفاتك تكون بين معصيتين، قد تبت من الأولى ولم تصلي إلى الثانية، فتقابلين الله تائبة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه سمع رسول صلى الله عليه وسلم يقول (( إن عبداً أصاب ذنباً فقال : يارب إني أذنبت ذنباً فاغفره لي . فقال ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له , ثم مكث ماشاء الله , ثم أصاب ذنباً آخر , وربما قال ثم أذنب ذنباً آخر فقال: يارب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي : قال ربه : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له , ثم مكث ماشاء الله , ثم أصاب ذنباً آخر , وربما قال ثم أذنب ذنباً آخر , فقال: يارب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي : قال ربه : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فقال غفرت لعبدي فليعمل مايشاء)) رواه البخاري ومسلم.
هل رأيت سعة رحمة الله؟!
وما دمت في اللمم وصغائر الذنوب فاحمدي الله -تعالى-، ولكن لا تستصغري الذنب فيصير كبيرة، فإنه لا صغيرة مع اصرار، والصغائر تتحول إلى كبائر مع الإصرار، وتصير الصغائر كبائر مع الاستحقار لها، كما في الحديث: ( إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب ؛ كمثل قوم نزلوا بطن واد ، فجاء ذا بعود ، وجاء ذا بعود ، حتى جملوا ما أنضجوا به خبزهم ، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه ) صححه الألباني