..وإذا تأزمت العاطفة "1-3" - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-2007, 01:10 PM
  #1
ناصر حسن.
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 31
ناصر حسن. غير متصل  
..وإذا تأزمت العاطفة "1-3"

وإذا تأزمت العاطفة «1-3»
ناصر حسن
أرأيت لو أنك في جنات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونعمة فاكهاً فيها..أرأيت لو أنك كذلك ولكن من دون توقير أو تواصل مع من تحب؟ أترى أن شيئاً يمكن أن يملأ قلبك غير الحب والاحترام، وشعورك بأنك مرغوب فيك ممن حولك؟
أظنك توافقني بأن التوقير والاحترام والتواصل هم أعضاء في أسرة القلب الذي إذا توقف عن العمل كان المرء في عداد الموتى وإن كان فارهاً من المترفين. أجل فإن الشعور بالاحترام والقبول من أعظم حاجاتنا النفسية.
هل فكرت ذات مرة بما يختلج نفسية المرء المنبوذ ممن حوله؟ أتراه يشعر بطعم اللذة والشرف؟ فكيف حاله إذا كان يعاني النبذ من شريك حياته؟ آه إنه أمر في غاية التعاسة.
قد تكون حياتك الزوجية مصابة بظاهرة الطلاق الصامت التي بدأت تسود كثيراً من المجتمعات بهذا المرض ولكنك لا تعلم، فمن علامات تلك الظاهرة هي قلّة الحوار بين الزوجين والأسرة، وشبه انعدام للكلام بين الطرفين التي قد يعتبرها أحدهما بأنها ثرّثرة ومضيعة للوقت وينسون إن للكلام فيما بينهما بالغ الأثر على نفسيتهما؛ فبالكلام نسحر الآخر، ونقترب منه، ونملك قلبه، ويكفي في ذلك أن يقول أحدهما للآخر "أحبك"، أو "شكرا"ً، أو "لا أستغني عنك" أو "وجودك إلى جانبي يشعرني بالراحة" أو "إنك أنجزت عملاً كبيراً بالنسبة لي" وما أشبه ذلك من كلمات الثناء والاعتزاز.
هناك أزواج -للأسف الشديد- لديهم ضعف في معرفة نفسية الجنس الآخر المختلف، فنفسية المرأة تختلف عن نفسية الرجل، وهذا الفرق يؤثر في سير حياتهما، ومثال ذلك حينما لا يعرف الأبوان كيفة التعامل مع أبنائهم مما يؤدي إلى فشلهم في التربية.
خذ مثالاً على ذلك البرنامج الرتيب هذا الزوج الذي يذهب للعمل صباحاً ويعود مساءً أو ليلاً كما هو حال كثير من الأزواج، فيكون في حالة يرثى لها من الإرهاق والمشقة والتعب والقلق والضيق، فهو يبحث عن الراحة ليتخلص من آثار العمل، ولهذا يبحث عن الأشياء التي تحسسه بالراحة، وتذهب عنه ما علق عليه من آثار سيئة، فتراه إما أن يخلد للنوم، أو يقرأ الصحف والمجلات، أو يتابع التلفزيون بما تبثه من أغاني وأفلام ومشاهدات مريحة، أو ينشغل بالدردشة في الانترنت، أو السهر مع أحبائه من الأصدقاء الذين يعشقهم. وفي المشهد الآخر تبقى الزوجة منكفأة على نفسها مع الأولاد وعمل البيت الرتيب بدون الأب، فتكون هذه الطريقة هي المبرمج عليها في حياته، والزوجة والأسرة تتبرمج وتتكيف معه على طريقته مجبرين على ذلك.
يذكر تقرير لمجلة "بوتن" الألمانية"إلى أن الصمت مشكلة تواجهها بعض الزوجات وهي موجودة في جميع أسر العالم، وقالت الإحصائيات أن تسعًا من كل عشر سيدات يعانين من صمت الأزواج، وانعدام المشاعر بين الأزواج المرتبطين منذ أكثر من خمس سنوات.

وأثبت ذلك أحد العلماء بتجربة تثبت أن هذه الآفة عند الرجال، حيث قام بتثبيت ميكروفونات صغيرة في ملابس مئة زوج ليسجل الحوار الذي يدور بين الزوجين خلال الأسبوع وألغى جميع الأصوات غير المفهومة، كما ألغى الكلام الذي لا يراد منه الحوار والمسامرة، وكانت النتيجة أن الأزواج لم يتحدثوا خلال الأسبوع أكثر من 28 دقيقة علماً أن هؤلاء الأزواج لم يكونوا على خلافات ولا نزاعات، وهذا يعني أربع دقائق فقط في اليوم الواحد يتكلم فيها الزوج مع زوجته."
وتشير الأرقام إلى أن 79% من حالات الانفصال تكون بسبب معاناة الزوجة من عدم تعبير الزوج عن عواطفه لها، وعدم وجود حوار يربط بينهما.
ولم يكتف الأزواج بالصمت فقط ولكنهم قد ينامون فى غرف منفصلة كما يفعل الأزواج الأمريكيون بحجة الراحة ومنح الشريك الآخر فرصة كي ينعم بليلة نوم هادئة".
وتوقعت دراسة أعدتها الجمعية الوطنية للبنائين أنه بحلول عام 2015 ستكون 60% من الشقق أو المنازل التي ستبني مزودة بغرفتين منفصلتين واحدة للزوج والأخرى للزوجة.
ولنرى كيف أن هذه الظاهرة انتشرت عالمياً، فقد أكدت دراسة بريطانية قام بها مركز الاستشاري "ديفرين" وجاء في الدراسة تأكيد بأن الخرس الزوجي في البيوت الانجليزية وصل لأكثر من 8,6 مليون شخص أي ثلث عدد العاملين يعملون ساعات أكثر من المعتاد وفي المساء يعودون إلى المنزل منهارين".
وعلّق الباحث "دوجر هندرسون" على الدراسة بقوله: "من المؤسف ما آلت إليه حياة الأسرة في بريطانيا وحال الأزواج الذين لا ينعمون بعلاقة زوجية مستقرة، وأضاف الباحث أننا نعيش في عالم يلهث والبيوت ثارت بالنسبة للكثيرين مجرد مكان للنوم فقط".
أسباب ودوافع الطلاق العاطفي:
1-الوضع المعيشي واللهث وراء الكسب المادي سواء كان بالنسبة للفقراء أو كان للأغنياء، فكلاهما سواء، يكون هدفه في حياته أن يكسب بكل ما أوتي من قوة، ولهذا يعود إلى البيت وهو مجهد وتعب من العمل، وطاقته الحيوية قد نفذت.
وجاء في دراسة للطبيب شيلدون دبليو.توبي وزملاؤه من جامعة تورنتون بكندا في دورية ارتفاع ضغط الدم الاميركية ان "الاشخاص الذين يواجهون توترا كبيرا في وظائفهم ومستوى منخفض من التلاحم الزوجي قد يستفيدون من قياس ضغط دمهم بصورة منتظمة".
واجرى توبي وفريقه هذه الدراسة لبحث ما اذا كان عامل الوظيفة ونوعية الزواج - وقد ثبت أن كلاهما يؤثر بشكل منفصل على الصحة- قد يتفاعلان للتأثير على ضغط الدم. وركز توبي وفريقه على "التلاحم الزوجي" للزوجين او مدى دعم كل زوج للاخر. وارتدى المشاركون في الدراسة اجهزة لقياس ضغط دمهم طوال فترة يوم عمل نمطي في بداية الدراسة ومرة اخرى بعد ذلك بعام.
وزاد ضغط الدم الانقباضي او الرقم الاعلى في قراءة ضغط الدم ثلاث نقاط لدى الاشخاص الذين تحدثوا عن ارتفاع مستوى التوتر في عملهم وانخفاض مستوى التلاحم الزوجي..
وعلى الجانب الاخر انخفض ضغط الدم الانقباضي ثلاث نقاط لدى الاشخاص الذين يتمتعون بمستوى عال من التلاحم الزوجي ويواجهون توترا في عملهم.
وعندما راجع الباحثون حالة الرجال والنساء بشكل منفصل وجدوا ان العلاقة بين التوتر وضغط الدم والتلاحم الزوجي ظلت قوية بالنسبة للنساء ولكنها اختفت بالنسبة للرجال.
ويشير الباحثون إلى ان تعرض الشخص للتوتر في العمل في الوقت الذي لا يكون له تأثير يذكر على مطالب العمل يمكن ان يزيد الالتهاب ومستويات هرمونات التوتر. وقالوا "ان الاثر الملطف لزيادة مستوى التلاحم الزوجي قد يخفض ضغط الدم لدى شخص مصاب وذلك من خلال وقف التأثير" المتعلق بزيادة التوتر في العمل.
2- الإهمال الذي يقع فيه الزوجان قد يكون سبباً للصمت الزوجي ويتمثل في عدم التجديد والتغيير في أساليبهما تجاه بعضهما، وفي ملابسهما ومظهرهما، وجمالهما، وهذا يؤثر في التلاقي والانجذاب تجاه بعضهما البعض.
3- ضعف أساليب الحوار التي قد تتسبب في التصادم مع بعضهما في حال فتح أي موضوع، والسبب أنهم لا يملكون معرفة بالحوار الايجابي، من فن اختيار الكلمات إلى الوقت المناسب للحوار وفن دغدغة العواطف والمشاعر والأحاسيس.
4- في حال خمود شعلة الحب بين الزوجين تبدأ تشتغل محركات الصمت واللامبالاة تجاه بعضهما البعض، وشيئاً فشيئاً يضمحل الحب حتى الأفول.
جاء في تجارب لبعض المختصين أجراها الدكتور "أنزوا إيمانويل" من جامعة بافيا الإيطالية تجربة أثبت من خلالها أن المحبين يملكون مستوى عالياً من بروتين عصبي يدعى " Ngf" وهذا البروتين مسؤول عن حث الأعصاب على النمو ورفع نسبة التواصل بين الخلايا الدماغية نفسها وينخفض مستوى هذا البروتين بالتدريج حتى يصل لمستواه الطبيعي بعد عام أو عامين من الزواج مما يفسر هدوء العواطف بعد فترة من الزمن".
5-حينما تكون هناك خيانة زوجية بينهما يبدأ الصمت الزوجي يأخذ مأخذه، فما عسى أن يكون هناك من حديث ودّي والخيانة تملأ القلب، وأقصد بالخيانة بأشكالها سواء كانت بحب طرف آخر، أو بممارسة الجنس مع آخر وما شابه ذلك.
6-كثرة المشاجرات الزوجية تعدّ سبباً رئيساً، ولهذا ينطوي أحدهما عن الآخر حتى لا يوجع رأسه بالشجار.
7-عندما يكون الضرب سائداً في حياة الزوجين، والضرب بطبيعته يقتل الترابط والمحبة تجاه بعضهما البعض، ويسود بدله الكره والبغض والحقد والتمني بالخلاص من الشريك.
8-ارتباط الزوج بزوجة ثانية يسّبب حالة الصمت الزوجي بالخصوص للزوجة الأولى، فكيف تفتح معه حواراً، أو تتبادل معه المشاعر وهو من أهانها وتزوج عليها وكسر شخصيتها أمام الآخرين حسب نظرتها؟
9-بعض الأزواج طبيعته سرعة الغضب، ولهذا يتحاشى الآخر الحديث معه وتبادل الحوار، فيكون الحال الابتعاد أفضل من وجبة تتغذى عليها الزوجة من غضب زوجها.
10-الابتعاد من البيت الزوجي لساعات طويلة يؤدي إلى ضعف اللقاء والارتباط ببعضهما البعض، وينعكس في التعامل وبالخصوص حينما تكون الزوجة عاملة والزوج عامل، فهي مشغولة كماهو مشغول عنها.
11-الانشغال بتربية الأبناء على حساب العلاقة الزوجية، بمعنى قد ينسى أحدهما رعاية الآخر في سبيل رعاية الأبناء وبالخصوص حين تكون العائلة كبيرة.
12-وقد يكون عدم إنجاب الأبناء سبباً في بروز الطلاق العاطفي، فالملل يسود جوّ الحياة الزوجية ويشحن الجوّ بالسلبيات، والقلق يملأ حياتهما بالخصوص الزوجة، أو الزوج إذا كان مصاباً!.
13- ضعف التوافق الزوجي يشعل الخلافات والمشاجرات سواء كان ذلك في الرغبات الجنسية أو الثقافية والفكرية وغيرها.
ذكرت إحصائية للجنة بحوث الأسرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة بأن أكثر من 50% من حالات الطلاق يكون وراءها الجنس،أو بمعنى أدق عدم التوافق الجنسي.
14-تفاقم المشاكل الزوجية بسبب تركها بدلاً من حلّها مما تؤدي إلى انتفاخ حجمها واستعصاء الحلّ ومن ثم الانفجار وضعف التلاقي بينهما.
يذكر الباحث "جون غوتمان" في دراسة عام 1973م، تحت عنوان "البراعة وكوارث الزواج" حيث كشفت الدراسة بأن الزوجين ينتظران إلى ست سنوات قبل اللجوء لطلب المساعدة في حلّ مشاكلهما الزوجية وأن 50%بالمائة منهم يقومون بذلك في السنوات السبع الأولى من الزواج، ويعني هذا أن الزوجين يعيشان في شقاء مدّة طويلة جداً".
15-هلاّ تعلّمت الفوارق بين الزوجين لكي لا تعيش في صمت مطبق؟
يقول الدكتور "جون غراي" في كتابه "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" بأن "معرفة الفروق بين الجنسين يساعد على أن نصبح أكثر تسامحاً وتحملاً عندما لا يتجاوب معنا شريك الحياة بالطريقة التي نعتقد أنه يجب أن يتبعها، وبمعرفة ذلك تكون قد امتلكت الحكمة والقوة لتعديل اتجاهك بدلاً من السعي لتغيير شريك الحياة".
ويشير الدكتور إلى ظهور "الخلافات بين الجنسين غالباً بعد الدخول في علاقة حميمة، فمثلاً غالباً ما يشكو الرجل أن المرأة تبالغ في ردود الفعل، وغالباً ما تشكو المرأة أن الرجل لا يصغي، وعندما نفهم الموقف بشكل صحيح لن يكون هناك سوء ظن لأن كل واحد سيعرف جيداً مدى اختلاف الرجال والنساء في كل قطاعات حياتهم، وبالفهم الواسع للفوارق بين الجنسين يمكن حلّ الكثير من الإحباط في التعامل مع الجنس الآخر، ويمكن أن يتلاشى عندها سوء الفهم والتوقعات الخاطئة".
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:39 PM.


images